أنا متزوجة منذ خمس سنوات، وأعيش أنا وزوجي حياة سعيدة ومستقرة، وزوجي يحبني كثيرًا، ويقول لي أنت دعوة السنين بالزوجة الصالحة، ولكن مشكلتي أن غيرتي سوف تدمر حياتي، ودائمًا في شجار بسبب الغيرة، أنقذوني فأقسم بالله إنه ليس بيدي، لا أتحمل حتى أن ينظر إلى مذيعات الأخبار، يقول لي إنك تخنقيني بغيرتك هذه، حتى أختي لا أتحمل أن يتكلم معها، وأنا عن نفسي لا أصافح الرجال، ولا أتكلم معهم، وأغض بصري منهم حتى في التلفاز بالذات الشباب، وأراعي مشاعره جدًا من هذه الناحية ويثق في والحمد لله، فأقول في نفسي: لماذا لا يراعي مشاعري كما أفعل؟ أما أنا فأشعر بعدم ثقة فيه، لا أعرف لماذا؟ شيء في نفسي يشككني فيه وأنا لا أحب أن أغضبه أو أجرحه بالكلام، لأني أفعل ذلك من غير ما أشعر.. هو الآن غاضب مني ويقول لي أنت مريضة، ودائما تتهميني.. فماذا أفعل؟ س.م - جدة تجيب عن التساؤل المستشارة الاسرية الدكتورة سميحة غريب، فتقول: الغيرة غريزة أوجدها الله تعالى في المرأة كغريزة الأمومة، فنادرًا ما تجدين امرأة لا تغار، وقليل من الغيرة يذكي مشاعر الحب، ولكن الغيرة لها حدود لو تجاوزتها الزوجة لصارت الحياة سوادًا كالحًا، ولهرب الزوج فارًا من نارها التي تشتعل لتحرق الأخضر واليابس، ولتحوّلت إلى خنجر سام يفتك بالحياة الزوجية، ويكون نقطة النهاية فيها.. فالزوجة التي لا هم لها سوى تتبع حركات زوجها وأخباره ونظراته، وتشك في كل تصرفاته هي زوجة تنسج خيوط الكراهية في قلب زوجها دون أن تدري، واعلمي أن الغيرة دون مبرر أمر منهي عنه شرعًا، فلا يصح ولا يجوز أن تسيء الزوجة الظن بزوجها، وليس لها أن تسرف في تقصي كل حركاته وسكناته، فإن ذلك يفسد العلاقة الزوجية، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل، فانظري إلى نفسك نظرة إيجابية، بمعني أن تنمي نفسك وتطوريها بالقراءة ومتابعة البرامج الهادفة في التلفاز وإشغال وقتك بكل ما هو مفيد وممتع، كالعمل الخيري التطوعي، وحفظ القرآن وتعلم الأشغال اليدوية، كل هذا سيساعدك على الارتقاء بتقييمك الذاتي لنفسك، فعندما تكون نظرتك لذاتك إيجابية فإنها ستسري على كل ما حولك ومن حولك، ولن تشعري أبدًا أنك أقل من النساء الأخريات، فلن تجدي وقتها أي مبرر للغيرة.