انا زوجة وأم لطفلة. المشكله اني اشعر باضطرابات نفسيه مؤخرا واشعر بحالة من الاكتئاب ولا استطيع التعايش مع المجتمع. وأشعر بتوتر دائما وخوف شديد من المستقبل، واشعر ايضا ان تقدمي بالعمر يزداد يوما بعد يوم وانا لم احقق شيئ في حياتي، واشعر ان لا احد يحبني بمن فيهم زوجي وأمي خاصة احساسي انهم يكرهوني كرها شديد وامي دائما اراها بأحلامي انها تسخر مني او تتجاهلني او تحتقرني وغالبا استيقظ من نومي وانا ابكي، اما زوجي واغلب من حولي فأشعر بعدم اهتمامهم لي.. فماذا أفعل؟ رحاب - جدة كل إنسان في هذه الدنيا معرض للابتلاءات والمرض وهذا جزء من الكبد الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن، ومن ذلك ما يكون في المال وما يكون في الصحة الجسمية أو النفسية. وما تعانينه هو اضطراب نفسي في المشاعر وحالة تسمى طبياً “اكتئاب نفسي”، يحدث نتيجة تغيرات على مستوى المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ فيؤدي اضطرابها إلى خلل في المزاج كالميل للحزن والبكاء والشعور المستمر بالضجر كما يمتد تأثيرها إلى التفكير فيصبح الشخص المصاب ذو نظرة سوداوية متشائمة فلا يرى إلا الفشل والإحباط ولا يتذكر إلا الجوانب المظلمة في ماضيه، وهذا ما هو واضح في حالتك فرغم أنك في بداية الشباب ومنّ الله عليك بالزواج ورزقت طفلة إلا أنك في حالة اكتئابك لا تشعرين بذلك. لذلك من المهم أختي الكريمة أن تستحضري نعم الله عليك وستجدينها لا محالة في جوانب كثيرة وأقترح عليك أن تسجليها وتتأملين فيها وهذا جزء من أسلوب يسمى العلاج المعرفي. هناك ملاحظة يمكن قراءتها في ثنايا سؤالك وهي شدة الحساسية العاطفية لديك تجاه من حولك ولها تأثيرها البالغ عليك، فلا تركزي باستمرار على تصرفات الناس تجاهك حتى لو كانت خاطئة بل بدلاً من ذلك تسامحي تجاههم خاصة إذا كان الطرف الآخر هو أمك أو زوجك فهم الأولى بالعفو والصفح والمسامحة وأكثر من ذلك أن تحسني الظن فيهم فربما تصرفوا معك تصرفاً غير مقصود به اهانتك وإن بدا لك ذلك. ولا تنسي المسارعة لطلب الاستشارة من طبيب نفسي متخصص فهناك أدوية طبية معروفة وآمنة وتعالج مثل هذه الحالات فلا تحرمي نفسك منها، فقد استفاد منها ملايين الناس في العالم وتذكري قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “ما أنزل الله من داء إلا أنزل معه الدواء”.