بعد ساعات قلائل من نشر مقالي" أرشيف يتوسّد الأرض" المنشور في هذه الصحيفة ( 18 جمادى الآخرة 1433ه، ص 6) وانتقدتُ فيه أرشيف التلفزيون السعودي، تلقيتُ اتصالاً هاتفياً من الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز (نائب وزير الثقافة والإعلام) مُرَحِّباّ بالنقد، وموضِّحا أنّ أرشيف التلفزيون أخذ بمفهوم الأرشفة الحديثة، ولديه القدرة على القيام بدور فعّال في التوعية الإعلامية. ولقد ذكّرني اتصال الرجُل، بموقفٍ شُجَاعٍِ، وعاقل من النقد، للأمير سلمان بن عبد العزيز (وزير الدفاع) يومَ أنْ كان أميراً لمِنْطقة الرياض، حيث قال:""نحن كدولة، ونحن كمسؤولين، نرحب بالنقد، بل نعتبره شيئاً إيجابياً، وشيئاً ضرورياً، فإنْ كان حقيقة فسيستفيد منه المسؤول، وإن كان هناك خطأ، أو عدم فهم، أو عدم إلمام بالقضية، كذلك يستفيد المسؤول منه، حتى يتبين حقائق موجودة عنده، وهذا أيضا يخدم الهدف العام". في اتصال الأمير تركي، كان واضحاً أن الرجُل أراد بناء علاقة مع الكُتّاب النُّقّاد، قائمة على الاحترام من جهة، وعلى توضيح الأشياء من جهة أخرى، كما لاحظتُ أنه لم يتأفّف، أو يضجر من النقد، كما بعض المسؤولين، الذين يضيقون ذَرْعاً بالنقد، رغم أنّ المطمح الذي يتوخاه بعض النقاد المخلصين، يعتمد عادة على رصيد من المعرفة، والاقتناع بأنّ أيّ نقد بَنّاء وموضوعي- كما رأى الأمير تركي- الأسلوب الأمثل لتصحيح الأخطاء، ومردوده غالبا يكون إيجابيا، مشيراً إلى أن الصورة التي قلتُ عنها:" إنْ كانتْ حقيقيةً، فَمِنْ الخطورةِ أنْ يُلْقَى على أرْضِ التلفزيون السعوديِّ، تاريخُ وطَنٍ، وسِجِلُّ قادةٍ، ومُنجزاتُ مجتمع" ليست حقيقية، وأنّ مَنْ التقطها أراد أنْ يُشَوِّه- سواء بقصد أو بغير قصد- سُمْعة أرشيف التلفزيون، الذي عملت شركة عالمية على تطويره، بحيث أصبح على مستوى عال: تقنياً، وفنياً. كنتُ مرتاحاً لما سمعتُه من الرجُل، فهو من أوائل المسؤولين الإعلاميين الرسميين، الذين يتصلون عادة بالكُتّاب النُّقّاد، متلافين أوزار البيروقراطية، ومبتعدين عن المصارعة والمواجهة. شكرا للأمير تركي بن سلطان بن عبدالعزيز، فاتصاله عِبَارة عن رد فِعْل إيجابي. فاكس: 014543856 [email protected]