سمعت الأمير سلمان بن عبد العزيز (أمير منطقة الرياض) مرتين وهو يرحب بالنقد، ويتعامل معه كبعد مستقل وليس كلحظة عابرة. سمعته المرة الأولى عام 1427ه، أثناء الحفل السنوي لصحيفة الرياض، لتكريم المتميزين في مجالات: الصحافة، والثقافة، والرياضة، وهو يقول: «نحن كدولة، ونحن كمسؤولين، نرحب بالنقد، بل نعتبره شيئا إيجابيا، وشيئا ضروريا، فإن كان حقيقة فسيستفيد منه المسؤول، وإن كان هناك خطأ، أو عدم فهم، أو عدم إلمام بالقضية، كذلك يستفيد المسؤول منه، حتى يبين حقائق موجودة عنده، وهذا أيضا يخدم الهدف العام». وسمعته المرة الثانية يوم 20 محرم 1432ه في حفل صحيفة الرياض، بمناسبة حصولها على جائزة أفضل صحيفة عربية قائلا: «أنا أقرأ في الغالب كل المقالات في الصحف، التي لها صلة بعملي، أو بالعمل العام، فإن وجدت نقدا هادفا شكرت صاحبه، لأنه يعطيك الحقيقية، وإن وجدت نقدا لم يتحر صاحبه الحقيقة، وجدتها فرصة إن أعطاني فرصة أن أصحح ما قال، وهذا فيه فائدة». واضح تماما أن الرجل يدعو للنقد، ويتقبله، وهو ليس كغيره من المسؤولين، الذين درجوا على تكميم الأفواه، والتبرم والتأفف من النقد، وكأنهم قديسون لا يجوز الاقتراب منهم، في الوقت الذي وقف فيه «عبد الله بن عبد العزيز» معلنا أنه ينقد نفسه بنفسه إلى حد القسوة المرهقة، أيجوز بعد هذا أن يرفض أي مسؤول، انتقاد أداء مؤسسته؟ بل إن بعضهم يطنش عنه!! ولا يقيم له وزنا!! وما دروا أن النقد الهادف البناء، نوع من الحضور العقلاني، يضع حدا لسطوة الفساد الإداري، وعدم المبالاة، والإهمال. «سلمان بن عبد العزيز» كثيرا ما يتوقف عند النقد، يرى أنه يرفع من شأن الوطن، ويمكن المسؤول من تصحيح الأخطاء، ويدفع بالمجتمع والمسؤول خطوات على طريق الوعي، خارج النقاش العقيم للنقد، الذي يظل بعضهم يدور حوله، في عملية تناقض واضح، أساسها إشكالية غير واعية، يمكن أن تحدث بضم التاء نوعا من التمزق في الوعي الاجتماعي، وغياب الجانب المعرفي للنقد. الأسئلة التي تطرح الآن: لماذا يفسر بعض المسؤولين النقد على أنه محاولة للنيل منهم؟ ولماذا يغضبون ؟ وينفعلون؟ ويصف بعضهم الناقد بأنه إنسان حاقد؟ ولماذا يتعالى بعضهم على النقد؟ أو يسيسه؟ ثمة خلط كبير يلف العلاقة، والحدود، بين الناقد والجهة المنقودة، وهو خلط له تاريخه وامتدادته في الحقل الاجتماعي، عندما كان ينظر إلى النقد على أنه خطاب غير مباح، وليس تعبيرا عن وضعية مجتمعية معينة، تتغير بتغير الوضعيات الاجتماعية. «سلمان بن عبد العزيز» قال بالفم الملآن: نرحب بالنقد، ونستفيد منه، وهو إيجابي، وضروري، لأنه يعطينا الحقيقة، أي أن الرجل لا يستعلي على النقد، وإنما يتفاعل معه، وكلامه عن النقد يعني: أنه مسؤولية، ومجموعة من الأفكار مرتبطة بالمجتمع، ولذلك يرفض «سلمان» من يرى أن النقد رد فعل سلبي، لأن هذا يعني ببساطة خروج النقد، من دائرة المباح إلى دائرة الحرام. ليتمعن جيدا كل مسؤول، وكل مواطن، في كلام «سلمان بن عبد العزيز» فهو لغة، لا تجعل الناقد والمنقود يرتميان في أحضان البيروقراطية، وليس ثمة شك أن العقلانية في النقد، تقوم على عدم التسليم بأي شيء، إلا بعد فحصه، وفي كل الحالات فالنقد يعني إعادة ترتيب العلاقة، بين الناقد والمنقود. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة