بدأت علاقتي بالأمير سلمان بن عبد العزيز عام 1384ه هو أمير لمنطقة الرياض، وأنا مذيع أتيت إليها من جدة لأسجل مقابلات للبرنامج الرمضاني «ضيف الليلة» كان هو أحد المستضافين فيه، وتعمقت علاقتي بالرجل بعد أن أصبحت مديرا عاما للإذاعة، فنائبا لرئيس تحرير صحيفة «عكاظ» فمديرا عاما لوكالة الأنباء السعودية، فعضوا في مجلس الشورى، وفي كل هذه المواقع عرفته: مسؤولا، متابعا، مدققا، مناقشا، مرحبا بالنقد الموضوعي، كارها النفاق الإعلامي، والاستجداء الرخيص، والتزلف، والمديح، وكأني به يلتزم بمنهج أبيه (الملك عبد العزيز) حين أصدر أول أمر بتأسيس الإذاعة السعودية رقمه (7/3/16/3996) وتاريخه 23 رمضان من عام 1368ه وفيه نص صريح يطالب بنشر الأخبار الخارجية كما هي، وعدم شتم أحد، أو التعريض بأحد، أو المدح الذي لا محل له. لا يهم سلمان بن عبد العزيز أن تصفه ب «عاشق الرياض» أو تقول عنه «غيور جدا» أو تعرف الناس عليه بوصفه «مخططا استراتيجيا» كل هذا وأكثر معروف عنه، ومسجل له في تاريخ الرياض، ما يهم سلمان أن تهديه نقدا هادفا بناء، يقوم على أربعة معايير مهمة: المصلحة العامة، والمعلومات الصحيحة من مصادرها الأصلية، والحقائق الواضحة، والإنصاف، وفي مقابل هذا يرفض سلمان بن عبد العزيز «النقد العشوائي المبني على التوقعات، دون سابق علم أو معرفة» (صحيفة عكاظ، 17 شعبان 1432ه، ص 2). سمعته أكثر من مرة يرحب بالنقد، ويشكر الناقد الباحث عن الحقيقة «نحن كدولة، ونحن كمسؤولين، نرحب بالنقد، بل نعتبره شيئا إيجابيا، وشيئا ضروريا، فإن كان حقيقة فسيستفيد منه المسؤول، وإن كان هناك خطأ، أو عدم فهم، أو عدم إلمام بالقضية، كذلك يستفيد المسؤول منه، حتى يتبين حقائق موجودة عنده، وهذا أيضا يخدم الهدف العام». بهذا المنهج، والرؤية، والانفتاح الإعلامي المنضبط، ليس بوسع أي مسؤول رفض نقد أداء مؤسسته، وليس من حق أي وسيلة إعلامية رفض نقد أدائها، وحجبه عن الرأي العام، فحرية التعبير في مختلف وسائل الإعلام السعودية،كفلتها المادة (26) من السياسة الإعلامية (1412ه) والمادة (8) من نظام المطبوعات والنشر (1421ه). [email protected]