تعيش الأحياء المكّية هذه الأيام حركة عمرانية وحراكاً علمياً وثقافياً فى مختلف المجالات وفق خطط إستراتيجية تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة من منطلق بناء الإنسان وتنمية المكان. ولعل ذلك الامر كان وراء بروز اسئلة عديدة فى أذهان المكيين عن واقع أحيائهم وإلى أين تسير وملامح الخطة التطويرية التى ستشهدها مستقبلاً وكيف يكون للمواطنين أدوار فاعلة في ذلك. ومن أجل معرفة ماذا يدور من متغيرات فى الأحياء المكية وماينتظرها من مشاريع تنموية كبرى ولمعرفة الواقع والمعوقات تم تنظيم ملتقى (المدينة) للأحياء المكية الذى يجمع بين المسؤولين وعمد الأحياء والمواطنين فى مواجهة مباشرة تتناول الرؤى وتجيب على التساؤلات بكل شفافية، وفي حين يرى البعض ان مخطط إعمار مكةالمكرمة سيحدث نقلة نوعية لشموليته كافة المجالات، رأى آخرون اهمية عدم ربط مشاريع التطوير بالقطاع الخاص وضرورة ان تأخذ الدولة زمام المبادرة في ذلك لان للقطاع الخاص رؤيته ومحدداته التى تستهدف الربحية بالدرجة الاولى! وحظى الملتقى برعاية أمين العاصمة المقدسة الذى استضاف (المدينة) وضيوفها فى مكتبه مما أعطى ميزة وقوة للمتلقى فإلى ماجاء فى الطرح فى البداية أعرب أمين العاصمة المقدسة الدكتوراسامة البار عن سعادته باللقاء وقال أرحب بالحضورممثلى الأهالى والقطاعات الحكومية و بزملائنا فى صحيفة المدينةالمنورة . واضاف : الأمانات والبلديات تعد الجهاز الأكثر نفوذاً فى المدن والقرى والمحافظات، ودائماً سمو ولى العهد وزيرالداخلية الأميرنايف بن عبدالعزيز يؤكد أن المواطن هو رجل الأمن الأول ولولا التعاون الوثيق بين المواطنين والجهات الحكومية ماتحقق هذا النجاح . وبدأ اللقاء الزميل على الزهرانى بشكر أمين العاصمة المقدسة على تنويهه ودعمه للإعلام حتى يؤدى دوره ورسالته فى خدمة المجتمع . واشار الى ان الملتقى يهدف الى إعطاء نبذة عن واقع الأحياء المكية والخدمات والمعوقات ومستقبلها، ونبدأ بالوقوف مع استعراض لخدمات الجهات المعنية . تناول الحديث المهندس محمد صديق الفتنى مديروحدة أعمال شركة المياه الوطنية بمكةالمكرمة فقال: نسعى لمواكبة التطور الذى تعيشه مكةالمكرمة مشيرا الى ان مخطط قطاع المياه فى مكة تم تحديثه مرتين فى عام 1412وفى عام 1422 بما يتواكب مع التطورالسريع لمدينة لمكة،، وحالياً خدمات المياه والصرف الصحى السكانية تغطى تقريباً 70%من الأحياء والمخططات في حدود 54% من المساحة الكلية لمكة . مخاطر العشوائيات والسيول وتحدث العقيد سالم المطرفى فقال: مكةالمكرمة تمر بمرحلة مخاض نتيجة لمشاريع التطوير الجبارة والتغيرات فى البيئة الحضرية وفى مقدمتها المواقع البديلة للمناطق العشوائية، والمديرية العامة للدفاع المدنى تتعامل مع البيئة من خلال الواقع القائم حالياً إما أنها مناطق مخططة أوعشوائية وتتابع باستمرار من خلال لجان معنية فى هذا الجانب خاصة الأحياء العشوائية التى تمثل بيئة غير آمنة إلى حدٍ ما بسبب طبيعتها الجغرافية وعدم تخطيطها. وأدى هذا الوضع الى ضيق فى الشوارع وبناء مواقع خطرة من مواد قابلة للاشتعال وبالتالى برزت صعوبات فى الوصول إليها خاصة فى أيام المواسم بسبب الإزدحام المرورى، وحينما وجه خادم الحرمين الشريفين بدعم وزارة الداخلية ب 60 ألف وظيفة كان هناك نصيب للمديرية العامة للدفاع المدنى وتم إعتماد 10وحدات جديدة للدفاع المدنى سيتم تشغيلها عن قرب ونحن الآن فى مرحلة تأهيل الذين سيقومون بتشغيل هذه الخدمة. والوحدات الجديدة سيتم توزيعها حسب الكثافة السكانية و المساحة المكانية والمعيار الخاص بنسبة الحوادث. وتطرق الى مخاطرالأمطار والسيول مشيرا الى ان لجانا مشتركة بين الدفاع المدنى والجهات ذات العلاقة برعاية من إمارة منطقة مكةالمكرمة تتابع المشاريع التى تنفذها أمانة العاصمة المقدسة لتصريف مياه الأمطار والسيول والحد من أخطارها، كما نطالب بضرورة تفاعل الأحياء مع الدفاع المدنى لتنفيذ برامج في مجال التوعية. واشار العقيد عبدالله مشخص القثامى الى توسع المرور في الخدمات الإلكترونية التى حققت للمراجع سرعة إنهاء الإجراءات، وبات بالامكان استخراج اللوحات من وكالات بيع السيارات دون مراجعة إدارة المرور، كما تم تحديث أوراق الفحص عبر الحاسب، واستحدثت إدارة مرورمكة عدة فروع فى خليص والعرضية الشمالية والجموم مع تقليص الإجراءات بحيث تنفذ الخدمات بطريقة ميسرة. ولاشك أن لمراكز الأحياء دورها الكبير فى إيصال برامج التوعية للمواطنين والحد من الحوادث المرورية التى تشكل إزعاجا لنا. وتناول الحديث المقدم زكى الرحيلى فقال : لا يخفى عن أحد دور الشرطة وارتباطه بالعُمد فى خدمة المجتمع مشيرا الى وجود عشرة أقسام للشرطة فى مكةالمكرمة، كما يوجد توجّه لزيادة ودعم الأقسام لمواكبة الزيادة السكانية والتمدد العمرانى. ونحن فى الشرطة نريد أن نعرف خطط الأمانة فى مخططات مكةالجديدة، هل خصصت مواقع للشرطة مثل مخططات ولى العهد جنوب العاصمة المقدسة، كما نتابع خطط تطوير العشوائيات ونحرص على التواجد حالياً فى هذه المناطق للحد من الظواهرالسلبية، والعُمد لهم دور مهم فى دعم برامج التوعية الأمنية داخل الأحياء. تنمية عمرانية شاملة د. اسامة البار: مكةالمكرمة مقبلة على تنمية عمرانية تشمل كافة الأحياء مشيرا الى إزالة احياء بالكامل مثل الشامية والفلق ضمن مشروع خادم الحرمين لتوسعة الساحات الشمالية للمسجدالحرام، اما مشروع الملك عبدالله لإعمارمكة فيشمل إكمال البنية التحتية لمنظومة الحركة والنقل بما فيها الطرق الدائرية وبفضل الله انطلق الآن قطارالتنفيذ لهذا المشروع الرائد، ووزارة النقل تشرف على الطريقين الدائريين الثانى والثالث، و يشمل الاول هدميات كبيرة ستغيّرالبنية السكانية والعمرانية لمنطقة شارع المنصور وشارع جرهم ومنطقة القشلة والضلع الغربى بدءً من البيبان شمالاً و جنوباً حتى يرتبط بالطريق الدائرى الثالث فى منطقة الكعكية . وسيسهم ذلك في تخفيف الضغط المروري على المنطقة المركزية، كما يجرى حاليا استكمال الطريق الدائرى الأول بنزع ملكية قرابة 2000 عقار. اما بالنسبة للطريق الدائرى الرابع فقد انطلق بإشراف الأمانة وكان لدينا عقود من جدة - مكة السريع إلى المشاعرالمقدسة وحالياً تحت الترسية مشروع تقاطعات المعيصم وهو طريق السيل مع الدائرى الرابع والجزء من المعيصم إلى طريق(المدينةالمنورة السريع) وهذا الجزء سيفتح أجزاء كثيرة ويضيف مناطق تنمية عمرانية لمدينة مكةالمكرمة وتعليقاً على تساؤل الزميل على الزهرانى عن البديل للأحياء المزالة أعتقد أن لدينا أجزاء كثيرة سوف تضاف للنطاق العمراني بموجب القواعد المنظمة، وسوف تكتمل شبكة الطرق في القريب العاجل. اما بالنسبة الى الطرق المحورية والتى ترعاها هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعرالمقدسة وهى ماتسمى بالطرق الإشعاعية، فيعد طريق الملك عبدالعزيز الموازى هو الأول وأتوقع أن يكون شريانا كبيرا لأن70%من الحركة القادمة لمكة تأتي عن طريق جدة - مكة السريع والشركة المطورة أعلنت جدول للتنفيذ وتم إعادة تثمين كامل العقارات الواقعة فى منطقة الإزالة. كما ان هناك مشاريع لتنفيذ محور شمالى يبدأ من مسجد السيدة عائشة وينتهى بمحطة نقل عند الحلقة القديمة فى حى جرول ومشروع لتنفيذ محور جنوبى يضيف توسعة لشارع إبراهيم الخليل، و الرابع هو محور السيل ولازال تحت الدراسة والفكرة أن يكون لدينا محور رديف لمحورطريق السيل الذى يسمى الآن طريق مكةالمكرمةالقصيم ويبدأ من مسجد الجعرانة ويخترق المنطقة موازياً لطريق السيل ويأتى على الريان ثم على وادى جليل ثم الخانسة ومنطقة الملاوى وينتهى بمنطقة شعب عامر. والتنفيذ لن يكون إلا بجدولة، وبالنسبة لتنظيم الأحياء لابد من وجود أحياء بديلة، ومخططات ولى العهد أسميها مكةالجديدة لأنها منطقة كبيرة فيها أحياء ومخططات داخل الحرم وأخرى خارجه، ولكن الآن هناك نية للتطوير بحيث يشمل خدمات شركة المياه الوطنية وشركة الكهرباء، وهناك مشاريع تشرف عليها شركة البلد الأمين للتنمية والتطويرالعمرانى وهي الذراع الاستثمارى لأمانة العاصمة المقدسة ومشروعها الأول هو مايسمى بالإسكان الميسّروهناك 23 عمارة فى طور الإنشاء تسلم فى شهرصفرالمقبل وتضم حوالى550وحدة سكنية اما أحياء منطقة البوابة التى تقع على طريق مكة - جدة السريع ومكة - جدة القديم وطريق الليث يبدأ التطوير بها بالتنسيق مع القطاع الخاص فى رجب المقبل. عدم الارتهان للقطاع الخاص وبدأ الدكتور فايزجمال تعليقاته بالقول: يبدو أن واقعنا مع بعض المسؤولين فى التصريحات الصحفية تأبى إلا أن تفقدنا الأمل وعلى سبيل المثال لعلى أبدأ بالمخطط الشامل لمكةالمكرمة وأعرف من عهد والدى رحمة الله عليه كان هناك مشروع باسم تخطيط مكة، ولم نتقدم فيه إلا على مستوى الأرفف والمجلدات ولكن لايوجد حتى الآن مخطط شامل يعطى الفرصة للجهات المعنية بأن تعمل بشكل صحيح، فعلى سبيل المثال الآن متى ستتم تغطية خدمات الصرف الصحى والمياه بنسبة 100%، أشك أن لدى المهندس مدير إدارة المياه إجابة على هذا الموضوع ، ونحن عندنا عقدة الإعتماد على القطاع الخاص وكثيرمن مشروعاتنا فى منطقة مكةالمكرمة ارتبطت بالقطاع الخاص وتوقفت فى مكانها ومنها ''الطريق الموازى وخزام والرويس» . ونتطلع الى ان نسمع في المناطق العشوائية ان جرافات الدولة بدأت تعمل وتفتح الشوارع وتبنى البنى التحتية ، وفي اعتقادي ان عقدة الارتباط بالقطاع الخاص ستفقدنا الأمل وتحبطنا فى التطوير والأمرأبسط بكثيرمن أن نظل مرتبطين به لأن له محدداته وربحيته ومشاكل فى التمويل واضاف: لابد أن يؤخذ قرارجرئ وأستراتيجي على مستوى المسؤولين، الحكومة تقوم بما يجب عليها ثم القطاع الخاص يقوم بما يجب عليه كمشاركة وليس إرتهانا له وأدلل على ذلك والدكتورأسامة البارقد يؤيدنى أن المشاريع المرتبطة بالدولة وتحديداً بخادم الحرمين الشريفين يحفظه الله تنطلق فى مكة بشكل سريع والمشاريع الأخرى تراوح مكانها، فلماذا نرهن''الطريق الموازى‘‘للقطاع الخاص،،إذا كنا محتاجين 500 أو ألف عقار بدلاً من نزع أربعة آلاف أقوم بنزع ألف عقاروأفتح الشارع ثم يأتى دور القطاع الخاص لاحقاً. وأضاف: الأمطارتجرف الكثير من الأتربة، وقبل أكثرمن عشرسنوات كتبت اقتراحا كان لفت إنتباهى فى مجارى''عين زبيدة‘‘ اذ استعانوا بحوائط تمنع نزول الأتربة على المجرى وهذه فكرة منذ 1200عام ونحن الآن لانستطيع تنفيذها فى نهايات الأزقة والشوارع الممتدة للجبال . وتساءل : لماذا لانضع سواند تمنع نزول الأتربة . وبالنسبة لمسألة الطرق الموازية لم أسمع حتى الآن إلا عن ''طريق الموازى‘‘وحيد هو طريق الملك عبدالعزيز بينما الحجون تحتاج إلى طريق موازٍ بدلاً من التوسعات وفتح الطريق الموازي يعالج إشكاليات بعض العشوائيات ويتيح مجالا لتنمية الأحياء. الضيوف من المسؤولين الدكتوراسامة فضل البار - امين العاصمة المقدسة المهندس محمد صديق الفتنى- مديروحدة أعمال الشركة الوطنية للمياه بمكةالمكرمة العقيد عبدالله مشخص القثامى- مساعد مديرمرورالعاصمة المقدسة العقيد سالم المطرفى - مديرالعمليات بالدفاع المدنى بالعاصمة المقدسة المقدم زكى الرحيلى - مديرالعلاقات العامة بشرطة العاصمة المقدسة الضيوف من عُمد الأحياء: عمدة المسفلة والهجلة عبدالرحمن الشنقيطي عمدة الجميزة ظافر البيشي عمدة الحجون امجد خضري عمدة وادي جليل عبدالمجيد الروقي عمدة الخانسة عبدالله القرشي عمدة سوق الليل والقشاشية فؤاد مقبل عمدة ريع ذاخ فهد الحربي الضيوف من الاعلاميين: د- فايز جمال، خالد سابق عثمان مالي، اسامه زيتوني. الضيوف من المواطنين: سليمان القرشي عبدالله المالكي