قدر المشاركون في «ملتقى عكاظ الإعلامي» في جزئه الثاني فاتورة الأعمال التطويرية التي تشهدها مكةالمكرمة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بما يزيد على 100 مليار ريال. فيما أكدت هيئة تطوير مكةالمكرمة أنه يجري وضع البصمات النهائية ل «المخطط الشامل لمكةالمكرمة»، بحيث يرى النور مطلع العام المقبل عادة إياه طريقا لنقل مكة صوب مصاف العالم الأول، إذ تعكف عليه الآن أربع مجموعات تنفيذية وتخطيطية واستشارية في عمل مؤسساتي دقيق. وأبان المشاركون أن المشاريع التطويرية التي يجري العمل فيها حاليا ستكون جزءا من المخطط، نافين أن يكون هناك إيقاف لأي مشروع. • «عكاظ»: مشروع الساعة يضعنا أمام منهج جديد من الدقة في تنفيذ المشاريع، نريد أن نستشرف مستقبل مكة الحضاري من خلال ما يخطط لها الآن من الجهات المعنية بذلك؟ يوضح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار قائلا «حظيت مكةالمكرمة بعناية ولاة الأمر منذ عقود طويلة لكن المشاريع التطويرية التي تتحدث عنها بدأت تطفو على الساحة تباعا، ولعل المخطط الشامل الذي يجري العمل عليه وتشرف عليه الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة سيكون صمام الأمن وخريطة طريق صوب مشاريع ضخمة والذي يتوقع إعلانه مطلع العام الهجري المقبل وهو مشروع يملك من الرؤى التطويرية ما يضمن تحقيق الريادة لمكة، والحقيقة أن كل المشاريع الجاري تنفيذها في هذه المرحلة هي مشاريع تستنير بالمخطط الشامل وتعتبر جزءا منه، لذا فالمخطط سيكون وثيقة نستطيع من خلالها المضي بمكة صوب التطوير. ويؤكد أمين الهيئة العليا لتطوير مكة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي برهمين أن المخطط الشامل الذي يجري العمل عليه وتشرف الهيئة على تفاصيله «هو نتاج تجارب محلية مؤهلة وكذلك خبرات أجنبية كبيرة، حيث نحرص أن يكون هذا المخطط محل ثقة خادم الحرمين الشريفين الذي يحرص على تطوير مكة، لذا فالمخطط يأتي من باب «توخي الحذر» بمعنى البحث عن أفضل وسائل التطوير وإيجاد «الحكمة» ونحن في الهيئة نضع مقولة: «الحكمة ضالة المؤمن» نصب الأعين في البحث عن كل ما يطور مكة، وما حدث من مشاريع سابقة في مكة كان نتاج مخططات ودراسات فكل ما ينفذ لا بد أن يكون مدروسا، لكن كما أسلفت الهدف من هذا المخطط توخي الدقة في العمل كما هو ديدن ولاة الأمر في بلادنا لذا تمت الاستعانة بكل الخبراء من داخل البلاد وكذلك من خبراء دوليين في مجال بناء المدن». ويشير الدكتور برهمين إلى أن «هناك نقطة تخصصية لابد لي من الحديث عنها، فعندما نقول المخطط الشامل لمكةالمكرمة أتكلم عن التطوير صوب الأفضل والبحث عن الجودة فكل ما حدث ويحدث في مكة هو وفق مخططات ودراسات وربما هو خلق جديد لمشاريع وبنى تحتية جبارة لكن لا بد أن يكون هناك هدم فلا بناء إلا بهدم وهذه مرحلة توطئة لمرحلة جديدة. وهذا المخطط يعتمد على المعلومات الدقيقة وتاريخ مكة وأعتقد أنه سيكون نقلة نوعية، لاسيما أنه عمل على تحليل الدراسات السابقة والمشاريع القائمة فسيكون بإذن الله أداة قوية جدا في تطوير مكة». • «عكاظ»: لكن المراقب يجد أن ثمة جهات متداخلة في التخطيط والتنفيذ كأمانة العاصمة، وزارة النقل، هيئة تطوير مكة والمشاعر وإدارة المشاريع المركزية في وزارة الشؤون البلدية والقروية، فمن يرسم مخطط مكة ومن يتحمل مسؤوليته مستقبلا؟ يقول أمين الهيئة العليا لتطوير مكة والمشاعر المقدسة الدكتور سامي برهمين «هذه فرصة لأوضح لكم كيفية العمل على مخطط مكة الشامل، هناك أربع مجموعات تشارك في إعداد المخطط أولها الجهات الحكومية الأمنية والبلدية والنقل وكل الجهات التي لها علاقة مباشرة بالخدمات المقدمة في مكة، والمجموعة الثانية هم الخبراء المحليون وهم من الكوادر المؤهلة في الجامعات السعودية من مهندسين وتقنيين، والمجموعة الثالثة هم مجموعة من الخبراء الدوليين الذي لهم بصمات مميزة في التخطيط وتم اختيارهم بعناية من جميع أنحاء العالم، والمجموعة الأخيرة وهي مجموعة الاستشاري وبيوت الخبرة وهي التي تعمل مع كافة المجموعات الأخرى، لذا فإن كل هذه الدقة في التخطيط ستقود إلى نجاح بشكل كبير وتتشرف الهيئة بالتنسيق بين كل هذه المجموعات وسيكون النصف الأول من العام الهجري المقبل نقطة تحول لمكة. • «عكاظ»: ما قيمة جملة المشاريع المنفذة والتي ستنفذ في مكة خلال المرحلة المقبلة، وما أبرز هذه المشاريع التي ستمثل نقطة تحول لمكة؟ يشير أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار إلى أنه من الصعب تحديد القيمة الدقيقة للمشاريع «لاسيما في ظل عدم اكتمال المخطط الشامل لمكة لكن المشاريع التي أمامنا هي دلالة لمستقبل مطمئن لمكة، فهناك مشاريع مهمة أبرزها مشروع الطريق الدائري الرابع والذي يربط المحاور الرئيسية من وإلى مكةالمكرمة مع بعضها البعض عن طريق دائري يحيط بالعاصمة المقدسة لتسهيل الحركة المرورية وجار إقامة مشروعين ضمن مسار الدائري الرابع في الجزء الواقع من تقاطع طريق الليث والجزء بين طريق ذات النطاقين في العوالي والمشروع الثاني الطريق الرابط بين مخطط الإسكان في الرصيفة وطريق جدة السريع ويهدف إلى ربط مناطق جنوب وغرب مكة بطريق جدة السريع عبر طريق يمر من مخططات الملك فهد، الهدي، والوسيق وصولا إلى طريق جدة السريع وذلك للتخفيف من الضغط المروري الكبير على طريق جدة السريع وتسهيل حركة المركبات المتجهة من وإلى المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، كما أن هناك دراسة وتصميم التقاطعات السطحية والعلوية للمحاور الرئيسية في مكة ويهدف المشروع إلى دراسة وتصميم التقاطعات السطحية والعلوية لبعض التقاطعات بالمحاور الرئيسية لإيجاد الحلول الفنية للكثافة المرورية وتسهيل حركة المركبات، وهناك مشاريع إنشاء جسور المشاة ومشاريع التسمية والترقيم والتي تهدف إلى تقسيم مدينة مكة إلى أحياء ومنها إلى مقاسم لتحديد الأماكن وسهولة الوصول وتسهيل عملية الإحصاءات التنموية ومشاريع إنشاء وتنفيذ المباني ومنها إنشاء مباني الأمانة المختلفة ومواقف السيارات ودورات المياه، الحدائق، وإعداد المخططات لملاعب ونوادي الأحياء». ويضيف الدكتور البار «بلغت نسبة المباني الحكومية التابعة للأمانة 80 في المائة من إجمالي مرافقها وهناك مشاريع أرسيت على مقاولين آخرها مشروع تقاطع مكةجدة السريع من الطريق الدائري الرابع وسلم للمقاول وتكلفته 314 مليون ريال، وهناك مشروع تقاطع الدائري الرابع مع العكيشية، والطريق الدائري الأول تحت الاعتماد والطرق الدائرية هي روح التطوير في مكة وهناك مشاريع الطرق الإشعاعية التي تنفذ بالتعاون مع القطاع الخاص آخرها مشروع طريق الملك عبدالعزيز وستكون مكة أول مدينة تسخدم القطار في النقل العام داخل المدينة وقد عقدنا الأسبوع الماضي ورشة عمل مع المستثمرين وعرضنا عليهم كل التفاصيل وإذا انتهت كل المشاريع والتي منها تلك الهادفة إلى إزالة العشوائيات فستتغير مكة ولعل التكاليف المادية لهذه المشاريع تقفز بفاتورة التكلفة إلى ما يربو عن 100 مليار ريال». • «عكاظ»: المشاريع التطويرية التي تشهدها مكة حاليا هل ستخضع إلى الإيقاف أو التغيير والتطوير مع ما يتوافق مع المخطط الشامل لمكة وهل سيتم إيقاف أي مشاريع مستقبلية؟ يؤكد أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار «ليس هناك إيقاف أو تعطيل للمشاريع فهي تعد جزءا من المخطط الشامل وسبق أن نوقشت سابقا والحركة العمرانية في مكة في ديمومة لا يمكن فيها التوقف، فكل يوم تتم إزالة والعمل ماض إلى ظهور المخطط الشامل مطلع العام المقبل». • «عكاظ»: هناك دراسة لدى الأمانة إلى تحويل مرافق الخدمات في مكة عبر أنفاق أرضية، هل لازالت الأمانة ملتزمة بتنفيذ هذه الدراسة أم أن الأمر سيتوقف على مخطط مكة الشامل؟ أبان أمين العاصمة المقدسة أن «هذا مشروع لدراسة إنشاء أنفاق لمرافق الخدمات في مكةالمكرمة فكل المدن العالمية تملك شبكة أنفاق أرضية للخدمات فمن العوائق التي تفاجئنا أنه بعد الانتهاء من السفلتة بجهة أخرى يستحدث مشروع في نفس المنطقة وهذا ما يقود إلى تدهور حالة الشوارع والتي تساعد من تقليل العمر الزمني للطريق وزيادة سوء حالة الطريق، فأنفاق الخدمات الحل لهذه المشكلة والفكر الجديد أن هذا المشروع سيخضع للخصخصة وهذا المشروع مدرج ضمن ميزانية الأمانة السابقة وما أود قوله إن مشروع خادم الحرمين لتوسعة الساحات الشمالية ومشاريع الطرق الدائرية الطريق الدائري الثالث الجزء بين طريق مكةجدة السريع وطريق مكةالمدينةالمنورة ستتم له إزالة 650 عقارا، والطريق الدائري الثاني الضلع الغربي وستتم له إزالة 1250 عقارا ستسهم في خدمة مكة وأهلها إلى جانب المشاريع التطويرية وهي طريق الملك عبدالعزيز ومشروع جبل عمر وقطار المشاعر، حيث ستكون مكة أول مدن المملكة تشهد النقل بالقطار في نقلها العام وقطار الحرمين وهذه مشاريع ستخدم بالدرجة الأولى ضيوف الرحمن».