كلما أزور مدينة إسطنبول التركية، تلك المدينة الأثرية العريقة، يزداد عشقي لها، وأتابع عن كثب الخطط التنموية الطموحة التي ينتهجها رئيس مجلس الوزراء السيد رجب طيب أردوغان، والتي يشرف بذاته على تنفيذها، وكيف أنه أولى المؤسسة التعليمية جلَّ اهتمامه لبناء جيل جديد ينهض بمجتمعه. لقد قام السيد أردوغان الشهر الماضي بتدشين مشروع «الفاتح» تيمنًا بالقائد «محمد الفاتح»، بتكلفة تقديرية تقارب السبعة مليارات دولار، حيث يهدف المشروع لنقل تركيا إلى عالم التقنية، وفتح البوابة الإلكترونية أمام المنظومة التعليمية، فقام بتوزيع عدد (15) مليون جهاز «iPad» على طلاب المدارس، ومليون جهاز على أعضاء هيئة التدريس، وكنتيجة طبيعية لهذا المشروع فقد أنهى عصر الحقيبة المدرسية عن كاهل الطالب؛ لكون تلك الأجهزة سوف توفر كافة احتياجاته من المناهج الدراسية. ولتنمية قطاع السياحة في تركيا، والتي وصل عدد السياح فيها سنويًّا إلى 30 مليون نسمة، اعتمد أن يتم تدريس اللغة الإنجليزية إجباريًّا بدءًا من المرحلة الابتدائية لتخريج أجيال يكون لها القدرة على استخدام اللغة الإنجليزية بإتقان شديد. ولترسيخ لغة القرآن للأجيال القادمة، فقد اعتمد تدريس اللغة العربية إجباريًّا من المرحلة الابتدائية لبناء أجيال تقرأ القرآن وتتدارسه. ومنذ بضعة أشهر تفجّرت قنبلة تاريخية في مدينة إسطنبول خلال تدشين أحد المشاريع الإستراتيجية، وذلك بربط الجزء الأوروبي بالآسيوي بنفق تحت الماء، فبعد الانتهاء من إنشاء النفق والبدء في إنشاء محطة القطار تم اكتشاف ميناء أثري مردوم بعمق 16م تحت سطح البحر يحتوي على هياكل عظمية بشرية، وحيوانية، وأشجار، وحطام عدد 36 سفينة قابعة تحت الماء، بالإضافة إلى العديد من القطع الأثرية الأخرى، وقد أوضح هذا الاكتشاف العمر الحقيقي لمدينة إسطنبول التاريخية والذي كان يقدر بثلاثة آلاف عام، فقد أصبح بين ليلة وضحاها ثمانية آلاف عامًا. همسة: سنحت لي الفرصة منذ بضع سنوات بأن أكون أحد الذين حالفهم الحظ بمقابلة السيد أردوغان فوجدت رجلاً قلبه وقالبه مؤثران يوصل الليل بالنهار وبقية أعضاء حزبه للنهوض ببلدهم مخلصين ومؤمنين بما يؤدونه فحلت على أعمالهم البركة. اللهم احفظ تركيا وكافة بلاد المسلمين.