جاءني (برود كاست) على جهازي الجوال كتب فيه (أن أشخاص كانوا يجلسون في أحد المقاهي في مدينة روما، العاصمة الإيطالية، فدخل رجل المقهى وطلب فنجانين قهوة. فنجان له وفنجان للحائط، فأحضر النادل فنجان قهوة واحد، فشربه الرجل ودفع ثمن فنجانين قهوة وغادر المقهى، فأحضر النادل ورقة مكتوب عليها فنجان قهوة ووضعها على حائط في المقهى. لم يفهم الأشخاص الجالسين في المقهى ماذا يحدث. ثم دخل شخصان آخران المقهى وطلبا ثلاثة فناجين قهوة. فنجانان لهما وفنجان للحائط وجرى أمرهما مثلما جرى مع الرجل السابق. لم يسأل الأشخاص الجالسون في القهوة ما حكاية الحائط وغادروا المقهى، ولكنهم عادوا بعد بضعة أيام لنفس المقهى وجلسوا، ثم دخل عليهم رجل يبدو عليه الفقر وجلس على إحدى الطاولات وطلب من النادل فنجان قهوة من الحائط فذهب النادل وأحضر فنجان قهوة للرجل الفقير وشربه وغادر المقهى من غير أن يدفع ثمن القهوة، فذهب النادل إلى الحائط وأزال إحدى الأوراق التي كتب عليها فنجان قهوة. ففهم الأشخاص المغزى من ذلك الحائط) فهو كما نطلق عليه نحن حائط للصدقات ومساعدة الفقراء. أعجبتني كثيراً فكرة الحائط. ودارت في مخيلتي لو أن أصحاب المحلات التجارية والمطاعم يقوموا بتنفيذها في متاجرهم ومطاعمهم، ستكون فكرة رائعة لنشر الخير والعطاء والمساواة بين الناس، لأن الشخص الغني – وأقصد بالغني هنا الغني عن السؤال - أعطى الفقير نفس الشيء الذي اقتناه، فبذلك تكون تحققت المساواة، فكرة كهذه تعوّد النفس البشرية على العطاء وتبعد عنها الشح والبخل، وتكون للناس صدقة في موازين حسناتهم هم وصاحب المتجر لأنه قام بتخصيص جزء من متجره لعمل الخير. سيعتقد البعض أن الفكرة مقتصرة على المطاعم فقط، ولكن من الممكن تطبيقها أيضا على الكثير من المتاجر مثل الملابس مع القيام ببعض التغيرات والتعديلات على الفكرة، على سبيل المثال أن يقوم صاحب المتجر بتخصيص هذا الحائط للجهات الخيرية، ويقوم كل شهر بجمع ما تبرع به الناس وإرساله إلى جهة خيرية معينة - دار أيتام أو مرضى السرطان في المستشفيات - فيدخل الفرح على القلوب الحزينة والعليلة. مروج اللبان - جدة