من بين العديد من الرسائل الإلكترونية التي ترد على بريدي، رسالة بعث بها أحد الزملاء، وكانت تحكي قصة بعنوان (قهوة على الحائط)، وهي تتحدث عن أحد الأشخاص في ناحية من نواحي مدينة البندقية، يروي ما حصل له فيقول: كنا نحتسي قهوتنا في أحد المطاعم، فجلس إلى جانبنا شخص، وقال للنادل اثنان قهوة من فضلك، واحد منهما على الحائط، فأحضر النادل له فنجان قهوة، وشربه صاحبنا لكنه دفع ثمن فنجانين، وعندما خرج الرجل ثبت النادل ورقة على الحائط مكتوبا فيها فنجان قهوة واحد، وبعده دخل شخصان وطلبا ثلاثة فناجين قهوة واحد منهم على الحائط، فأحضر النادل لهما فنجانين فشرباهما، ودفعا ثمن ثلاثة فناجين، وخرجا، فما كان من النادل إلا أن ثبت ورقة على الحائط مكتوبا فيها فنجان قهوة واحد. ويمضي الشخص في سرد قصته فيقول: وفي أحد الأيام كنا في المطعم، فدخل شخص يبدو عليه الفقر، فقال للنادل: فنجان قهوة من على الحائط، فأحضر له النادل فنجان قهوة، فشربه وخرج من غير أن يدفع ثمنه. ذهب النادل إلى الحائط، وأنزل منه واحدة من الأوراق المعلقة، ورماها في سلة المهملات. تأثرنا طبعا لهذا التصرف الرائع من سكان هذه المدينة، التي تعكس واحدة من أرقى أنواع التعاون الإنساني. فما أجمل أن نجد من يفكر بأن هناك أناسا لا يملكون ثمن الطعام والشراب، ونرى النادل يقوم بدور الوسيط بينهما بسعادة بالغة وبوجه طلق باسم. ونرى المحتاج يدخل المقهى، وبدون أن يسأل هل لي بفنجان قهوة بالمجان وبنظرة منه للحائط يعرف أن بإمكانه أن يطلب، ومن دون أن يعرف من تبرع به. هذه القصة اتخذت لها مكانا في مدينة أوروبية، وقدمت مثالا رائعا لمجتمع يرغب في التبرع للمحتاج دون أن يجرح مشاعره. ما أحوجنا نحن المجتمع المسلم لتبني مثل هذه الأفكار النبيلة.. كيف لا وديننا الحنيف يدعو إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين. تصوروا معي لو تبنى أحد المطاعم الشعبية لدينا هذه الفكرة، فالنتيجة حتما ستكون مشجعة، وسيجد المحتاج مكانا يأوي إليه لسد رمقه، وسيجد الموسر مجالا رحبا للتبرع بما تجود به نفسه. قد يقول قائل إن بعض أصحاب النفوس الضعيفة سيستغلون هذه الخطوة ويأتون إلى المطاعم ليأكلوا بالمجان، وهنا نقول يجب ألا تثنينا تصرفات فردية عن عمل جماعي خيري، ثم إن العاملين في مثل هذه المطاعم سيستشعرون المسؤولية الدينية والاجتماعية الموكلة إليهم، ويشكلون حائط سد أولى لكل من تسول له نفسه استغلال ما خصص للفقراء والمحتاجين. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 248 مسافة ثم الرسالة