أبدى عدد من أعضاء الجمعية السعودية للمحافظة على التراث إعجابهم الشديد بالمنطقة التاريخية في عسفان وما تحويه من آثار تاريخية وطالبوا بالاهتمام بها وإبرازها. جاء ذلك خلال زيارة قام بها قبل يومين حوالى 40 عضوًا من أعضاء الجمعية السعودية للمحافظة على التراث وعدد من الزوار بزيارة المنطقة التاريخية بعسفان بهدف حصر وتوثيق وتقويم معالمها الأثرية الزيارة شملت عددًا من المواقع منها دكاكين السوق القديم المبنية من الحجر وعددًا من آبار سقيا الحجاج والمسافرين القديمة وتمحورت الزيارة حول بئر التفلة التاريخية المشهورة بين مكةوالمدينة حيث أمضى الزوار جلّ وقتهم في رصد شكلها ومادة بنائها وعمقها وطعم مائها وكيفية استخراجه وتوجهوا لبئر الجنانية والتي أسرت زائريها بطرازها القديم الفريد ذي الأقواس وبطريقة حصول الحاج والمسافر على مائها دون الحاجة للدلو حيث زودت بسلم حجري (درج) يمتد من سطح الأرض حتى مستوى الماء وعرجوا على موقع استراحة المسافرين ومناخ جمالهم حول تلك الآبار في الماضي وبعدها انتقلوا إلى نقطة المراقبة العثمانية (حصن عسفان) وصعدوا إلى أعلاه ولم يتمكنوا من دخوله بسبب انهدام بوابتة الرئيسة فاكتفوا بمعاينة الموقع والتقاط الصور التوثيقية والتذكارية على قمته. وحول الجمعية وأهدافها تحدث ل «المدينة» رئيس مجموعة أعضاء الجمعية السعودية للمحافظة على التراث أحمد الهجاري فقال: الجمعية تهدف إلى المحافظة على التراث العمراني القديم بجدة وما حولها وعسفان نعدّها من جدة وهي غنية بمعالمها الأثرية التي تشكل عامل جذب لمحبي التراث لاسيما مع تحقق هدف الجمعية بتحويل المنطقة التاريخية بجدة إلى منطقة جذب سياحي وهذا ممكن مع تضافر جهود الجميع من مواطنين ومسؤولين ورجال أعمال مما سيعزّز مقومات السياحة ويستقطب السياح لزيارة المنطقة. وأضاف: أن هذه الرحلة تعنى بتوثيق الآثار بالمنطقة التي نحن فيها بالصور وهذه الزيارة لنا تؤكد أن اهتمام الجمعية لا يقتصر على المنطقة التاريخية بجدة فحسب بل يمتد ليشمل المناطق الآثرية حولها وستتسع دائرة الاهتمام مع توفر الإمكانات، مشيرًا إلى أهمية إسهام المجتمع وتضافر جهوده من أجل ترميم البيوت الآثرية والمعالم التاريخية، وثمّن الدعم والتشجيع الذي تلاقيه الجمعية من الأمير سلطان بن سلمان ومن هيئة السياحة بجدة ومن رئيس الجمعية الأمير تركي عبدالله الفيصل، وناشد المواطنين المحافظة وعلى كل أثر قديم سواء كانت مباني كبيرة أو صغيرة وإبلاغ الجمعية عنها لتقديم ما يمكن تقديمه حيالها. وأفصح الهجاري عن أمل الجمعية وتطلع أعضائها في تحويل «القشلة» إلى متحف تاريخي بمدينة جدة خصوصًا وأن المساحة كافية والموقع متميز والمبنى جميل وفيه من الإبداع والإمكانية ما يسمح لإنشاء متحف كبير بمدينة جدة. من جانبهم، عبّر القائمون على تنظيم الرحلة عن أملهم بتحقق مطلب هيئة السياحة بتحول الدكاكين الموجودة حول بيت نصيف إلى سوق للتراث ومحلات لبيع القطع التراثية والأثرية والمنتوجات اليدوية لتكون متناغمة مع المنطقة الأثرية وتمشية مع رغبة السياح في مشاهدة تلك المحال وشراء مقتنياتها، لافتين إلى أن عددًا من المستثمرين أبدوا رغبتهم في الاستثمار في المشاريع السياحية التراثية بالمنطقة التاريخية وسط جدة، وطالبو باستثناء منطقة وسط البلد من أنظمة الشقق المفروشة والفنادق لإعادة الحياة والحراك الاجتماعي فيها. فيما ذكر القائمون على تنظيم الرحلة ياسر عبدالمحسن الجحدلي وماجد الزهراني أن المناطق المحيطة بجدة تزخر بعدد كبير من المواقع الأثرية الجديرة بالاهتمام والتي تعد من مناطق الجذب لهواة الآثار، علاوة على أنماط الحياة البرية التي تستهوي السياح.