رفضت سوريا أمس الثلاثاء، دعوات أطلقتها قطر بشأن إرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف أعمال العنف في هذا البلد، معتبرة أن ذلك يفتح الباب أمام التدخل الخارجي في الشؤون السورية. وقبل ذلك بساعات، رفضت إيران أيضا تلك الدعوات، زاعمة على لسان المتحدث باسم خارجيتها رامين مهمن بارست أن الوضع في سوريا يتجه نحو الحل، معتبرة تنفيذ ذلك بأنه يعقد الوضع. واصفة الاتهامات الفرنسية حول تزويد سوريا بالاسلحة إنها «لا تستند الى دليل ولا اساس لها». يأتي ذلك، فيما اعتبرت مصادر في الجامعة العربية الدعوات المطالبة بإرسال قوات عربية إلى سوريا بأنها اجتهادات شخصية، وأن الجهة الوحيدة التي تملك اتخاذ مثل هذا القرار هو المجلس الوزاري لجامعة العربية، والذي قالت إنه سيناقش الأحد المقبل تلك الدعوة، إضافة إلى ما توصي به اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية. ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين السورية إن «سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو الى ارسال قوات عربية اليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع واجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية». وكان امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اعرب السبت عن تأييده لارسال قوات عربية الى سوريا لوقف اعمال العنف في هذا البلد، في اول دعوة من هذا النوع تصدر عن قائد عربي. وردا على سؤال لقناة «سي بي اس» عما اذا كان من الضروري ارسال قوات عربية الى سوريا، قال امير قطر «لانهاء اعمال القتل (...) يجب ارسال عدد من الجنود الى سوريا». واكد المصدر المسؤول «ان الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع اشكال التدخل الخارجي في شؤونه وتحت اي مسمى كان وسيتصدى لأي محاولة للمساس بسيادة سوريا وسلامة اراضيها». ولفت المصدر في التصريح الذي بثته «سانا» الى انه «سيكون من المؤسف ان تراق دماء عربية على الاراضي السورية لخدمة اجندات معروفة لاسيما بعد ان باتت المؤامرة على سوريا واضحة المعالم». واضاف المصدر «ان سوريا التي في الوقت الذي توفي به بالتزاماتها المتفق عليها بموجب خطة العمل العربية فإنها تجدد الدعوة للدول العربية وجامعة الدول العربية للقيام من جانبها ببذل جهود ملموسة لوقف حملات التحريض والتجييش الاعلامي الهادفة الى تأجيج الوضع فى سوريا». كما دعا الجامعة الى «المساعدة فى منع تسلل الارهابيين وتهريب الاسلحة الى الاراضي السورية تحقيقا للامن والاستقرار الذي يمهد للحوار الوطني البناء الهادف لايجاد حل سياسي للازمة في سوريا». إلى ذلك، كشفت مصادر بالجامعة العربية أن فكرة إرسال قوات عربية إلى سوريا ستناقش الأحد المقبل، إضافة إلى ما توصى به اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية. وقالت إن الدعوات التي اطلقت حول هذا الأمر اجتهادات شخصية، وأن الجهة الوحيدة التي تملك اتخاذ مثل هذا القرار هو مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية. وقتل 400 شخص في سوريا منذ انتشار مراقبي الجامعة العربية المكلفين مراقبة تطبيق خطة عربية للخروج من الازمة في 26 ديسمبر بحسب ما قال مسؤول في الاممالمتحدة الثلاثاء. كما اسفر القمع في سوريا عن مقتل 5400 شخص منذ مارس بحسب الاممالمتحدة.