في الوقت الذي نطمح فيه إلى تطوير كرة القدم السعودية ونسعى جاهدين إلى دفع عجلة الاحتراف في وسطنا الرياضي إلى الأمام حتى لا يسبقنا الركب من حولنا نجد أنفسنا مجبرين على التراجع إلى الوراء لأننا مشغولون بقضايا هامشية أقل ما يقال عنها أنها ثانوية. لا أعتقد أننا سنسير قدمًا بشكل احترافي ونحن غارقون في دوامة التاريخ والإحصاء وقضايا التصنيف ومسائل المقارنات وتراجعنا في سلم الترتيب بين الدوريات العربية وغيرها من الأمور التي صنعنا منها قضايا جوهرية فباتت شغلنا الشاغل وهمنا الأول والأخير. لست عدوًا للغة الأرقام ومنطق الإحصائيات فهي لغة الحقيقة التي لا تتبدل ولا تتغير باختلاف الميول والأهواء فهي المعيار الحقيقي والمقياس النموذجي للحكم على أي عمل بالنجاح من الفشل لكنني أعتقد أن لدينا ما هو أهم بكثير من الحزن والأسى على تراجع تصنيف المنتخب أو الدوري بضعة مراكز فالمهم والأهم أن نعرف لماذا تراجعنا حتى لا نجد أنفسنا يومًا ما نسقط في الهاوية؟. ما العيب في أن يصبح دورينا الثالث عربيًا وآسيويًا في سجلات اتحاد التاريخ والإحصاء الذي يعتمد على معايير عقيمة هي بعيدة كل البعد عن المنطق الرياضي والمعادلات الحسابية فهي أقرب ما تكون إلى لغة الميول والعنصرية. بالطبع لست مقتنعًا بمعايير هذا الاتحاد ولست مهتمًا بتصنيفاته ونتائجه لأنني باختصار أعتقد أننا أهدرنا ما يكفي من الوقت لسماع أنواع الهراء الذي لا يستند إلى حقيقة ولا برهان فكل ما فعله هؤلاء هو أنهم بالفعل أشغلونا.