ما نخرج من قضية كروية هامشية حتى تظهر لنا قضية أخرى لا تعنى بالجوهر بل هي تصب في الميول، قبل فترة خاض الإعلام الرياضي في قضية كون الهلال نادي القرن في آسيا، ثم انطلقنا صوب أكثر الأندية شعبية في الوسط الرياضي السعودي، وهناك من خسر مبالغ طائلة لإثبات أن هذا النادي هو صاحب الجماهيرية، ونحن نخوض الآن في جدل بيزنطي حول عدد البطولات لكل نادٍ باعتراف «الفيفا». ما جدوى مثل هذا الطرح بين «عميد» و «زعيم» و «عالمي» و «راق» و «فارس»؟، وكأننا من اخترع كرة القدم، على رغم أننا مازلنا نحبوا كالصغار في هذا المجال، ونقول إن لدينا احترافاً ونحن نسخر المنابر الإعلامية للشتم والاستهزاء، وحتى الردود فيما بيننا خرجت عن المألوف، فلا نكاد نصدق أن لغة الحوار امتدت إلى لغة شوارعية من دون حياء يذكر لمجرد أن خبراً ما أسقط الزعيم من زعامته أو جرد العالمي من عالميته أو غيرها من الأمور الهامشية التي أصبحت تنتشر في الصحافة الرياضية ومواقع الإنترنت، أو تلك المنابر التي يقودها متعصبون جهله لا يفرقون بين الغث والسمين. كيف بالله عليكم أصف زميلاً بالنكرة والقزم لمجرد أنه جاء بشيء يخالفني في الميول وعلى مواضيع ليست بتلك الأهمية؟، هناك من يتمتع بمثل هذا الطرح ويعتقد البعض من الصحافيين أن هذا الطرح هو ما يجعلهم مشهورين (قاتل الله الشهرة) فقد جعلت من هؤلاء يعتقدون أن هذا هو الذي يوصلهم إلى شعبية مصطنعة، سألت أحد الزملاء عن هذا الإسفاف والطرح غير المقبول، فقال لي يجب أن لا تكون كاتباً جامداً ، فقلت إنني شخصياً أفضل الجمود على أن أشتم أو استهزئ بأي زميل مهما كانت الفوارق في القناعات. لماذا نختلف على عدد البطولات واتحاد الكرة لا يمكن أن يفصل في هذا الأمر لعدم وجود قاعدة بيانات صحيحة لديه، لماذا نختلف على الشعبية من خلال استفتاءات وإحصاءات عوراء القصد منها ليس الصالح العام ونحن نعرف هذا جيداً، لماذا نخترع قضايا سخيفة وبعدها تتحول لغة الحوار إلى لغة سوقية سخيفة، بينما غيرنا يتسابقون على المضي نحو المقدمة ونحن مازالنا عاجزين عن إيجاد توليفة منطقية تجلب لنا كأس الخليج المقبلة، السبب أننا لا نهتم بالمنتخب، ولكننا أمام معترك للمشجعين للنادي ومن بعده الطوفان، لابد من تصحيح الكثير من المفاهيم وأن ننتقل صوب ما يفيدنا بشكل عام. [email protected]