بعد مرور أقل من ستة أيام على حادثة الحريق الذي أتي على مدرسة براعم الوطن بجدة وراح ضحيته ثلاث معلمات وإصابات العديد من الطالبات والمعلمات، عادت طالبات المدرسة المنكوبة إلى مقاعد الدراسة، ولكن في مدرسة أخرى هي «ال 91 الابتدائية» في حي الصفا بمرافقة أمهاتهن اللاتي حرصن على الحضور ومشاركة بناتهن أول يوم دراسي بعد «فاجعة السبت». وكان في استقبال الطالبات مديرة المدرسة وعدد كبير من المعلمات رحبن بهن بالورود والأحضان وبعض العبارات الترحيبية التي من شأنها تشجيعهن وبث روح الحماس فيهن لنسيان ما مضى استعدادا لمرحلة جديدة. وأوضحت مديرة تعليم الأهلي والأجنبي آمال رضوان أن 400 طالبة حضرن في اليوم الأول، واعتبرت ذلك مؤشرا ممتازا استثنينا طالبات الروضة اللاتي لم نقرر موقع دراستهن بعد. وشاركت العديد من المدراس الأهلية والحكومية في الترحيب بالطالبات وتوزيع الورود على الأمهات اللاتي أكدن ل «المدينة» رضاهن التام على اختيار المدرسة الواحدة والتسعين لاستقبال بناتهن. مرحلة جديدة وفي هذا الصدد قالت أم جمانة العمودي: بكل تأكيد لا يمكن تناسي مصاب بناتنا الذي وقع الأسبوع الماضي ولكن علينا بدء مرحلة جديدة من أجل الطالبات. وأشارت في حديثها ل «المدينة» إلى أن إدارة مدرسة براعم الوطن حرصت على تأهيل الطالبات بشكل ملائم وجدي فقد جمعت كل طالبة بصديقاتها برفقة معلمتهن وذلك كبداية لخلق الطمأنينة والراحة في نفوس الطالبات. وبخصوص إدانة بعض طالبات المدرسة بإقدامهن على الحريق قالت: أحزننا الخبر فعلاً، فليس من المعقول أن يتم ذلك من قبل طالبات قصر لا يدركن المسؤولية. خطوة موفقة من جانبها أكدت والدة الطالبة أنجال حسين على ما ذكرته سابقتها، بقولها : «كان استقبال المدرسة للطالبات مثاليا ورائعا لإخراجهن من حالة الخوف التي تملكتهن جراء ما حصل»، وأشادت بخطوة المدرسة بضمها الطالبات في فصل واحد ليتسنى لهن الاطمئنان على بعضهن البعض. مديرة ال 91 : تضافرت جهودنا لاستقبال طالبات البراعم تحدثت ل «المدينة» مديرة المدرسة ال 91 عزيزة الغامدي قائلة: تم إبلاغنا منذ يوم الاثنين الماضي باختيار مدرستنا لاستضافة بناتنا طالبات براعم الوطن، وبدأنا على الفور استعداداتنا لتجهيز المدرسة لاستقبالهن، ولله الحمد بفضل تكاتف جهودنا كإدارة ومعلمات استطعنا توفير غرفة خاصة بإداريات ومعلمات براعم الوطن، واليوم ومن خلال برنامج الاستقبال لمسنا تقبل الطالبات للمدرسة الجديدة ودعم أهاليهن المعنوي لهن لمساعدتهن على استئناف الدراسة من جديد. دموع المعلمات تفرض الاعتذار عن الحديث «المدينة» حاولت في ختام جولتها بالمدرسة التحدث إلى بعض معلمات براعم الوطن إلا أنهن غلبتهن دموعهن وهن يشاهدن طالباتهن يعدن للدراسة ولكن في مدرسة أخرى، فاعتذرن لعدم استعدادهن للحديث نظرا لهول الفاجعة التي مازالت عالقة في أذهانهن. مشاهدات - مديرة المدرسة الخامسة لتحفيظ القرآن آمنة قاضي قدمت هدايا رمزية ووجبات غذائية لطالبات براعم الوطن. - كان هناك عدم تنظيم أثناء دخول طالبات البراعم كونه تزامن مع انصراف طالبات المدرسة الابتدائية ال 91. - بعض الأمهات وبناتهن دخلن في نوبة بكاء أثناء دخولهن إلى المدرسة. - قدمت بعض المدراس الأهلية باقات من الورود والهدايا التذكارية لطالبات المدرسة المنكوبة.