عاد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بشكل مفاجئ فجر اليوم الجمعة إلى صنعاء، بعد رحلة علاج في السعودية استمرت ثلاثة أشهر، فيما أسفرت الاشتباكات المتجددة بين القبائل الموالية والمناوئة له عن سقوط ستة قتلى. وقال مصدر رفيع في المؤتمر الشعبي العام، الحزب الحاكم في اليمن، ان الرئيس صالح سيلقي خطابا هاما من المتوقع ان يتضمن اجراءات للخروج من الأزمة الراهنة التي تعصف بالبلاد منذ أشهر.كان صالح نقل إلى إحدى مستشفيات المملكة لتلقي العلاج من إصابات بالغة جراء هجوم صاروخي استهدف مسجد القصر الرئاسي بالعاصمة صنعاء، أوائل يونيو الماضي. ووصل صالح إلى مطار صنعاء في الساعة الخامسة صباحا (2.00 بتوقيت جرينتش) وسط إجراءات أمنية مشددة فرضت بطول الطريق حتى قصر الرئاسة. وأطلقت القوات المتمركزة في نقاط التفتيش على الطريق النيران في الهواء ابتهاجا بعودته، فيما حذر النشطاء من أن تلك العودة قد تؤدي إلى تدهور الموقف في البلاد. وقال الناشط المعارض فؤاد الحميري لاحدى القنوات التلفزيونية ان عودة صالح ستؤجج الثورة ضد حكمه. واتهم الناشط الرئيس اليمني الذي يحكم البلاد منذ 33 عاما، بارتكاب جرائم بحق شعبه ،وقال إنه يجب أن يمثل أمام العدالة جراء تلك الجرائم. تزامنت عودة الرئيس اليمني مع اشتباكات جديدة بين قوات الأمن والمتظاهرين المناهضين للحكومة في صنعاء. واندلعت الاشتباكات في حي الحصبة شمالي صنعاء اليوم الجمعة، بين أنصار صادق الأحمر شيخ قبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية، وأنصار صالح، أسفرت عن سقوط ستة قتلى على الأقل. وقصفت القوات اليمنية العديد من المباني في تعز ، ثاني كبريات المدن اليمنية ، وفقا لما ذكرته تقارير إعلامية، غير أنه لم ترد تقارير فورية عن حدوث خسائر في الأرواح. وقتل نحو مئة شخص معظمهم في العاصمة صنعاء منذ اندلاع أعمال العنف الأحد الماضي. كان ملايين اليمنيين خرجوا للشوارع في تظاهرات حاشدة منذ شباط/فبراير الماضي للمطالبة بتنحي صالح بعد 33 عاما من الحكم. من جهة اخرى دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اليوم الجمعة "إلى هدنه كاملة وإيقاف إطلاق النار تماما، بما يتيح العمل لإفساح المجال للتوصل إلى الاتفاق والوفاق بين كل الأطراف السياسية" في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية "سبأ" عن صالح تأكيده أن "الحل ليس في فوهات البنادق والمدافع ،وإنما في الحوار والتفاهم وحقن الدماء وصيانة الأرواح والحفاظ على الأمن والاستقرار ومقدرات ومكاسب الوطن".