اقتحم معارضون ليبيون مساء أمس حي أبو سليم في طرابلس الذي يعد أحد المعاقل الرئيسية للقوات المؤيدة لمعمر القذافي بعد ضربة جوية من حلف الأطلسي لمبنى في المنطقة. وسيطر الثوار على الزوارة في غرب ليبيا على مقربة من الحدود مع تونس، في حين لا تزال القوات الموالية للعقيد معمر القذافي تحاصرها، كما أعلن ثوار صبراتة الذين يستعدون لفك الحصار عن هذه المدينة. وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن مخزونات اليورانيوم وغاز الخردل المتبقية في ليبيا في أمان. وأعلن الثوار الليبيون أنهم سيطروا على بلدة الويق الاستراتيجية الواقعة في أقصى الجنوب الليبي على مقربة من الحدود مع النيجر. وقال المتحدث باسم الثوار في تلك المنطقة والذي قاد هجوم الثوار محمود واردوغو: «لقد سيطرنا على الويق». والثوار الذين يقاتلون في هذه المنطقة يتبعون للمجلس الوطني الانتقالي، وهم يعملون في إطار «كتيبة درع الصحراء» و»كتيبة شهداء أم الأرانب». وينتمون إلى قبائل التبو، ويقودهم بركة واردوغو. وقال واردوغو: إن بلدة الويق «استراتيجية وفيها مدرج للطائرات» وهي قريبة من الحدود مع النيجر وتشاد. وتمكن هؤلاء الثوار من السيطرة لوقت قصير في حزيران/يونيو الماضي على بلدتي الويق والقطرون قبل أن يجبروا على الانسحاب منها تحت ضغط قوات القذافي. في التفاصيل قال معارضون: إن آلاف الثوار يجتاحون المنازل في حي أبو سليم واحدًا تلو الآخر والشوارع الجانبية لطرد القناصة، وأنهم يخرجون بعشرات السجناء وأن المعارك بالأسلحة النارية جارية. ومع تقدم قوات المعارضة استقل سكان محليون بعضهم بصحبة أطفال سياراتهم في محاولة للخروج من المنطقة، وهي ضاحية فقيرة يحظى فيها القذافي بتأييد قوي. وقاد المعارضون شاحنتين صغيرتين بعيدًا عن المكان وهما تحملان مقاتلين موالين للقذافي تم أسرهم. ووقعت ضربتان جويتان استهدفتا فيما يبدو مركز إطفاء. ودمر المبنى. وشاهد الصحافيون الذين دخلوا المكان بعد الهجوم جثتين ورجلًا به إصابات خطيرة. وعلى ارض محطة الإطفاء قنبلة لحلف شمال الأطلسي لم تنفجر. وكانت النيران مشتعلة في العديد من المباني. ولم يكن لدى قوات القذافي فيما يبدو أسلحة ثقيلة، وإنما قناصة فوق أسطح المباني. من جهتها أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن مخزونات اليورانيوم وغاز الخردل المتبقية في ليبيا في أمان، وأضافت أن كريس ستيفنز موفد الولاياتالمتحدة لدى الثوار في بنغازي، يجري محادثات مع هؤلاء بهدف «تعميق التعاون» بشأن الأسلحة التقليدية ولا سيما صواريخ أرض-جو القصيرة المدى التي تثير قلق واشنطن في شكل أكبر. وأوضحت نولاند أن «كل العناصر الحساسة للبرنامج النووي الليبي كانت سحبت في بداية 2004» وان المتبقي من اليورانيوم العالي التخصيب سحب من ليبيا في 2009. ولا تزال ليبيا تملك مخزونًا من اليورانيوم المركز الموجود في أمان في موقع تاجوراء للأبحاث. وأوضحت المتحدثة أن «ليبيا لا تملك حاليًا وسائل تحويل هذا المخزون بما يجعله خطيرًا». وفي سياق متصل ذكرت محطة «قناة العروبة» المؤيدة لمعمر القذافي أن طائرات حلف شمال الأطلسي تقصف مدينة سرت مسقط رأس الزعيم الليبي المخلوع. ولم تنسب القناة الخبر لمصدر ولم تذكر تفاصيل. إلى ذلك تمكن الثوار في ليبيا من تأمين مطار طرابلس بعد هزيمة فلول كتائب القذافي، في إطار استكمال سيطرتهم الكاملة على العاصمة، وذكر تلفزيون «ليبيا الأحرار» التابع للثوار، أن عناصر الكتائب حاولت إلحاق الأذى بممتلكات المطار قبل أن يسقط بالكامل بيد الثوار، فوجهت نيرانها إلى بعض الطائرات ما أدى إلى تدمير إحداها وإلحاق إضرار متوسطة بواحدة أخرى، فيما أصيبت طائرات مختلفة بأضرار طفيفة، وتناثرت أجزاء من حطام الطائرتين المتضررتين على أرض المطار، فيما شوهدت سحب الدخان تتصاعد من أماكن دارت فيها المعارك بين الثوار وكتائب القذافي المتقهقرة، إلا أن الحقيقة المؤكدة باتت ماثلة أمام عين الواقع، وهي أن المطار أصبح تحت سيطرة الثوار بالكامل، وأشار التلفزيون أن الطائرات التي تضررت تابعة للخطوط الجوية الليبية، فيما طالت بعض الطلقات النارية، طائرات أخرى تابعة لشركة الإفريقية.