تشهد محلات العطور هذه الأيام تزايدًا على الطلب بشكل أكبر خلال النصف الثاني من رمضان وتتضاعف المبيعات مقارنة بالأيام التقليدية خارج الموسم، ولكن هناك مشكلة مستمرة منذ زمن وهي في وجود كميات هائلة من الأصناف المقلدة من العطور التي لا يستطيع الشخص العادي التفريق بينها وبين الأنواع الأصلية، وما قد يترتب على هذه الانواع المقلدة من أضرار على صحة المستهلكين لها، وكذلك ما تسببه من ضرر اقتصادي على أصحاب المحلات التجارية المعتمدة للعطور. وتوقع تجار وعاملون في قطاع العطور في السواق السعودية أن يتجاوز حجم سوق العطور ومستحضرات التجميل أربعة مليارات ريال هذا العام. وتشير الدراسات المتخصصة إلى ان المملكة من اكثر الاسواق المستهدفة من الشركات العالمية نظرا لاتساع الرقعة الاستهلاكية من انواع العطور. وفي دراسة أصدرتها مؤسسة الأبحاث العالمية «يورومونيتور»، مبيعات قطاع مستحضرات التجميل وحدها بقيمة 292.3 مليون دولار، و821 مليون دولار مبيعات سوق العطور السعودية بنهاية العام. وتوقعت أن يصل حجم مبيعات العطور في السوق السعودية إلى 939.2 مليون دولار بحلول عام 2014، وهو ما جعل السعودية تحتل مكانة كبرى بين الدول من حيث حجم المبيعات في العطور بمختلف أنواعها، سواء كانت مركبة أو عطرية. وطالب عدد من المتسوقين في أحد أسواق العطور بجدة تفعيل دور الرقابة والكشف عن العطور المغشوشة، التي تغزو الأسواق ومحاسبة أصحاب المحلات التي تروج لهذه البضائع المغشوشة التي تجذب الزبائن لانخفاض قيمتها التي تتراوح أسعارها بين 45 و80 ريالا، بالاضافة إلى أنها تؤدي إلى اضرار على بشرة وجلد مستخدميها، وتحوي في تركيبها مواد كيمائية بنسب عالية وتسبب أضرارا صحية بالغة. * العطور المقلدة ويقول علي الهاشمي «أحد تجار العطور»: إن العطور المقلدة تغزو الأسواق بشكل مكثف خلال هذه الأيام بالذات وتحمل نفس الشعارات والماركات الأصلية وتتطابق في أشكال عبواتها مع الأصلية بشكل كبير من الصعوبة على المتسوق غير المطلع التمييز بين العطر الأصلي والعطور المقلدة التي تشكل ما يقارب 20% من الموجود من العطور في الأسواق السعودية. أحد المتسوقين «عبدالعزيز الحارثي» يقول: من المعلوم أن مناسبة عيد الفطر المبارك ليست ببعيدة عن يومنا هذا لذلك يحرص كل شخص أن يقتني عطرا لكي يتطيب به، ويحرص معظم المتسوقين وخصوصًا نحن (يشير إلى نفسه) فئة الشباب يحاول كل منا أن يتميز عن أقرانه بعطر ذي ماركة مشهورة، وفي نفس الوقت ذو أسعار معقولة. وقال متسوق آخر يدعى عبدالله العوفي أن سوق العطور عالم كبير بحد ذاته، حيث يتوه المتسوق بين أنواع وأصناف العطور والأطياب وما يزيد في صعوبة الاختيار بين أنواع العطور هو الاختلاف الكبير بين العطور الفرنسية الفائقة الجودة والعطور الشرقية المتوسطة الجودة وتجد أن أسعار العطور تبدأ من 45 ريالًا للمقلدة وتتجاوز في أسعارها لبعض الماركات العالمية لمبلغ ال 1500 ريال، وأيضًا تختلف في قوة تركيزها ودوامها على الملابس أو الجسم، وهناك أيضًا ظهرت موضة العطور الجذابة وهي التي يروج لها بعض باعة العطور على أنها عطور مثيرة للجنس الآخر بحيث تجذبه لمستخدمها وهذه يجب منعها في أسواقنا لأننا بلد ذو تقاليد وقيم مبنية على الدين الحنيف ولا نقبل بمثل هذه الأنواع ولو كانت حتى دعاية استخدمها الباعة لتمريرها وتسويقها على الزبائن.