استعاض عمال في ساحة الأسمنت نقل الأكياس بالأحاديث السياسية والمتغيرات التي تشهدها الدول العربية ومسيرة الأوضاع المحيطة بالعالم. هذا ما حدث في ظل غياب ملحوظ لشاحنات الأسمنت في الساحة الأكبر في جدة والمخصصة لبيع الأسمنت، وأجبر الكثير منهم إلى قضاء وقته في حلقات ونقاشات مختلفة تنقلت بين همهم في تتبع الشاحنات القادمة وبين الأوضاع السياسية والمتغيرات والمظاهرات التي تشهدها بعض الدول العربية خاصة وأن معظم هذه العمالة المتواجدة في الساحة من الجنسية السودانية حيث أجبرتهم الظروف على تبادل الأحاديث عن السياسة ومصير الجنوب السوداني بعد الانفصال عن الشمال. ولم يتوقف الوضع عند هؤلاء العمال بل إن المقاولين ومشتري الأسمنت أصبحوا يدخلون إلى الساحة بسياراتهم ولا يلبثون أن يتراجعوا بعد أن يسألوا السؤال المزعج (هل يوجد أسمنت ؟) ويرد عليه أحد العماله بهدوء ودون عناء (لايوجد)، وقد تكرر ذلك المنظر على مدى اليومين الماضيين كثيرًا.