فور اعتماد مجلس الأمن الدولي مساء الخميس وبعد ثلاثة أيام من المفاوضات الشاقة قرارًا يفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ويجيز استخدام القوة ضد نظام الزعيم معمر القذافي لمنعه من شن هجمات على المدنيين، حذر مدعي عام المحكمة الدولية لويس مورينو أوكامبو أمس من أن أي هجوم على المدنيين في بنغازي سيعتبر جريمة حرب. بينما قال فرانسوا باروان المتحدث باسم الحكومة الفرنسية أمس: إن فرنسا قد تبدأ العمليات العسكرية في ليبيا في غضون ساعات، كما أعلن أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمام البرلمان أمس أن القوات البريطانية ستشارك في العمليات العسكرية في ليبيا بإرسال طائرات تورنيدو ويوروفايتر التي ستلتحق "خلال الساعات القادمة" بقواعدها. وأعلن وزير الخارجية الليبي موسى كوسا أمس وقفًا فوريًا لإطلاق النار في العمليات العسكرية ضد المتمردين بعدما اتخذ مجلس الأمن الدولي قرارًا بفرض منطقة حظر طيران فوق البلاد، وقال كوسا في مؤتمر صحفي في العاصمة الليبية طرابلس :" نعرب أيضًا عن حزننا العميق إزاء فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا بما في ذلك الطيران المدني". وتوعد الزعيم الليبي معمر القذافي ليل الخميس الجمعة بأن "يحول إلى جحيم" حياة الذين يمكن أن يهاجموا ليبيا، وقال القذافي في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي أجريت معه قبل تبني قرار مجلس الأمن الدولي "ما هذه العنصرية ما هذه الكراهية ما هذا الجنون؟"، وأضاف "إذا العالم أصبح مجنونا فنحن سنصبح مجانين سنرد عليهم سنحول حياتهم إلى جحيم حتى لا ينعموا بالسلام". كما أكد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي أمس أن ليبيا "ليست خائفة" من القرار الذي أصدره ضدها مجلس الأمن الدولي، وقال سيف الإسلام متحدثا لشبكة "ايه بي سي" الأميركية من طرابلس: "نحن في بلدنا ومع شعبنا ولسنا خائفين"، وتابع "لن نخاف، ولن تساعدوا الشعب إن قصفتم ليبيا لقتل ليبيين. سوف تدمرون بلادنا. ولا أحد مسرور بذلك". وقال سيف الإسلام القذافي: إن قرار الأممالمتحدة "جائر" ونفى أن تكون القوات الموالية للزعيم الليبي قتلت مدنيين عند استعادتها مدنا سيطر عليها الثوار، وقال: "إنه قرار جائر لأننا قلنا للجميع منذ البداية إنه لن تشن ضربات جوية (ليبية) على المدنيين ولن تقصف أحياء مدنية أو تظاهرات"، وأضاف "هل سجلت أي خسائر بين المدنيين؟ حتى الارهابيين أو المسلحين يستسلمون. لم يحدث حمام دم في ليبيا". وفي ردود الفعل حول المشاركة العسكرية في تنفيذ قرار الأممالمتحدة قالت النرويج والدنمارك أمس إنهما مستعدتان للمساهمة، كما أعلنت مصادر حلف شمال الأطلسي (ناتو) أن الحلف يعقد جلسة طارئة في بروكسل لبحث الوضع في ليبيا، وسيبحث سفراء الناتو تداعيات قرار مجلس الأمن بالإضافة إلى التخطيط ل"كافة الاحتمالات"، ولم يتحدث البيان صراحة عن مسألة الهجمات الجوية على ليبيا واكتفى بالإشارة إلى أن الدعم المؤكد من قبل عناصر في المنطقة بالإضافة إلى الأساس القانوني الواضح من الأمور اللازمة من أجل تنفيذ عملية محتملة للحلف، وأضاف البيان أن الحلف على استعداد للمساهمة في إطار عمل دولي واسع النطاق حال تحقق هذه الشروط. بينما أكدت برلين مجددا أنها لن تشارك في حرب في ليبيا على لسان وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله وأعلنت بولندا استعدادها لتقديم طائرات نقل للمشاركة في العملية العسكرية في ليبيا لكنها استبعدت المشاركة في قوة ضاربة في هذا البلد على ما أعلن وزير الدفاع البولندي بونغدان كليه. وفي الجهة المقابلة أبدت الصين أمس "تحفظات جدية" على قرار جواز استخدام القوة ضد قوات الزعيم الليبي معمر القذافي، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية جيانغ يو في بيان: "إننا معارضون لاستخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية ولدينا تحفظات جدية حيال بعض نقاط هذا القرار" بدون أن يوضح هذه التحفظات. كما أعلن رئيس هيئة أركان الجيش الروسي الجنرال نيكولاي ماكاروف أمس أنه "من المستبعد" أن تشارك روسيا في عملية عسكرية في ليبيا، وفق ما نقلت عنه وكالة انترفاكس، وقال الجنرال ماكاروف ردًا على سؤال من الوكالة إن خيار المشاركة الروسية "مستبعد"، كما طالبت تركيا أمس بوقف العنف في ليبيا وبوقف فوري لاطلاق النار وأعلنت أنها أخذت علمًا بقرار الأممالمتحدة الذي يجيز اللجوء إلى القوة ضد النظام الليبي. وعربيًا رحبت قطر بقرار مجلس الأمن الدولي في تصريح لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية لوكالة الأنباء القطرية. وقال المصدر المسؤول: إن دولة قطر واستنادا إلى قرار مجلس الأمن قررت المشاركة في الجهود الدولية الهادفة" لحقن الدماء وحماية المدنيين في ليبيا"، وفي سياق متصل، أكد المصدر احترام قطر لخيارات الشعب الليبي وحقه المشروع في الحياة الآمنة، وأعرب المصدر في ختام تصريحاته عن تطلع بلاده للتنفيذ السريع لقرار مجلس الأمن "بما يوقف نزيف الدم في ليبيا ويحقق الاستقرار والأمن والأمان للشعب الليبي الشقيق”. بذلك تصبح قطر هي أول دولة عربية تعلن استعدادها للمشاركة في تنفيذ قرار مجلس الأمن الخاص بليبيا