أكتب هذا الأسبوع وقلبي يعتصره الألم، على كل ما حصل في عالمنا العربي وما هو قادم في منطقتنا الجغرافية التي تحولت بقدرة قادر من واحة للأمان إلى بؤر للثورات والفتن، ما الذي حصل هل هو القدر؟ هل هذه هي بدايات لقرب الساعة وما أراده الله لفناء الأرض ومن عليها. فإن تجولنا وقرأنا في كل الكتب السماوية نرى بوضوح علامات الساعة التي تتحدث عن الملاحم والفتن، والزلازل وقرب انشقاق القمر، كم من آية نقرأها يوميا عن علامات الساعة، ولكن هل من معتبر؟ هل من مدكر، لنرى وبوضوح ما يجري حولنا فهو ليس من صنع البشر، فقد كنت في حوار مع إنسانة لا تنتمي إلى ديانتنا، ولا إلى عالمنا، ونظرت إليَّ بعمق وسألتني ما لم يسأله أحد من حولي، وقالت ألا تعتقدين أن كل ما يجري في الساحة العالمية والإقليمية ما هو إلا ما تحدثت عنه كل الأديان السماوية، فنظرت إليها بنظرة أكثر عمقا، وقلت سبحان الله، أهذه الإنسانة رأت واعتبرت بما يجري حولنا ونحن منشغلون بتغييرات وتنقلات وعبور وغزوات ولم نر أو نستبصر أن ما هذه إلا قدرة إلهية تنبهنا على ما هو آت من مأس وعبرات نراها أمام أعيننا ولا نعتبر، فكلنا مشغول إما بالمطر، وإما بتغييرات في الوزارات، إما في خلق إعانات وتعيين أصحاب مسميات، وغفلنا عما هو آت من قدرات إلهية، وإنذارات ربانية، ليست من صنع البشر، ففي كتاب البداية والنهاية لابن كثير الدمشقي، وكتاب التذكرة للإمام القرطبي نرى شواهد وتفصيلا لكل ما يحصل الآن في منطقتنا الجغرافية من مأسٍ وثورات مدنية، تنبئ بما هو قادم، وما هو مكتوب في السير الأولية والأحاديث النبوية، والآيات القرآنية، ما نشاهده الآن عبر التلفزة، والقنوات الفضائية، والشبكات العنكبوتية، ما هو إلا اللحظات الأولى للبداية النهائية، هل وضعنا كل الاحتمالات من تدخلات خارجية، ولوحنا بأصابعنا إلا أفعال وهمية، وجمل وصفية، وفاعل ومفعول به في اللغة العربية، ونسينا أن فوق كل ذي قدرة قادرا على هذه التحولات الجذرية من مناخات عالمية، إلى اهتزازات أرضية، إلى موجات بحرية، وعواصف تدميرية وثورات مدنية، وسفك دماء لا نهائية، وأدرنا وجوهنا وأعمينا عيوننا، ولم ننصت إلى صوت الحق الذي ينذر بعواقب وخيمة، ونهايات غير سعيدة لعالم كان يعيش في أمن وأمان، وطغيان وفساد وفقد صلته بالواحد الأحد، وصار عبدا للدينار والسلطة والمناصب والنفاق، الذي بات لغة الشارع في كل أنحاء المعمورة، فصار النفاق على كل الأصعدة، منها ما يقال ومنها ما لا يقال خوفا من التهام الأسد للحمل ضمن شريعة الغاب التي لا تعرف دستورا ولا قانونا إلا قانون الأقوى، وهذا ما نراه في كل أنحاء المعمورة، وهذه هي نتيجة قرون تراكمت فوقها أغطية وأردية من نسيان للأخلاقيات المحمدية منها وغيرها من الأديان السماوية التي حذرتنا عبر تاريخ الإنسانية من هذه الأوقات العصيبة التي نمر بها الآن في منطقتنا الجغرافية، وفي سائر القارات البعيدة منها والقريبة، ألا نسأل أنفسنا ونرجع إلى كتابنا ونبحث في أحاديث رسولنا عن أجوبة لأوضاعنا المأساوية، فالفوضى عمت العالم، والزلازل آتية، والبراكين بدأت بالاشتعال، ونحن لا نزال غافلين، وفي الشوارع سائرين، وفي الأندية يتساءلون وعلى الهواتف يرسلون، وفي الجرائد يحذرون، وفي الصلوات يدعون، وهم غافلون عن الأسباب الحقيقية، لما وراء هذه التغييرات الجذرية، في أنحاء هذه المعمورة، التي باتت أجواؤها شتوية، تنذر بعواصف رعدية، وأمطار كأمطار سيدنا نوح، لتغرق العالم ولن يستطيع أحد النجاة منها لأنها ما هي إلا قدرة إلهية أسبابها واضحة وجلية، وهو الفساد والطغيان وانعدام الإنسانية، والتسابق على العملات الأجنبية، والبنوك العالمية، واضعين نصب أعيننا على أرصدتنا البنكية، وليس أرصدتنا الأخلاقية، فضعنا، وضاع الميزان، وفقدنا البصر والإحساس، ومشينا على منهج التشدد وتركنا الوسطية، فعميت الأبصار، وأصبحنا في عالم للعميان والطرشان الذين لا يسمعون سمعا ولا يتقنون درسا ولا يعتبرون بأن الساعة قريب وأصبحت قاب قوسين أو أدنى، وأن ما بين طرفة عين وانتباهتها، يغير الله من حال إلى حال. همسة الأسبوع قال تعالى: (أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ .بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ. بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ. يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ. فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ. وخَسَفَ الْقَمَرُ. وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ . يَقُولُ الإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ. كَلاَّ لا وَزَرَ. إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرّ)ُ. [email protected] http://basmasaoud.blogspot.com