عادت الحركة إلى طبيعتها في بيروتوطرابلس وعدد من المناطق التي شهدت أمس الأول تحركات شعبية احتجاجا على تكليف نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة، في ظل انتشار كثيف للجيش اللبناني، فيما أكد ميقاتي أنه لا يسعى إلي مواجهة الغرب بل سيحافظ على العلاقات مع الجميع. وبدت الحياة شبه طبيعية في طرابلس لاسيما بعدما حصل توتر ليلي في منطقة باب التبانة في حين بقي أنصار تيار المستقبل في طرابلس في حالة استنفار. أما في بيروت فقد انتشر الجيش اللبناني بشكل ملحوظ في منطقة قصقص القريبة من منطقة الشياح معقل حركة أمل تحسبًا لأي احتكاك بين أنصار الفريقين، وفي منطقة الكولا والطرق الجديدة ذات الأغلبية السنية فقد عادت الحياة إلى طبيعتها على أن تفتح المدارس اليوم. إلى ذلك أعلنت مصادر عسكرية رفيعة أمس أن الجيش يعتبر الاستقرار في البلاد خط أحمر وممنوع تهديده وأن وحداته المنتشرة في المناطق التي شهدت احتجاجات لن تسمح بقطع الطرقات وإعاقة الحركة اليومية للمواطنيين بينما بدأ رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي لقاءاته ومشاوراته لتشكيل الحكومة العتيدة بزيارة تقليدية لرؤوساء الحكومة السابقين ومن بينهم الرئيس سعد الحريري. من جهة ثانية أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أول من أمس عن توقعه بأن تتعاون الحكومة اللبنانية الجديدة المزمع تشكيلها مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لمحاكمة المشتبه بتورطهم في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وقال مارتين نسيركي المتحدث باسم الأمين العام للامم المتحدة : «إن الأمين العام يتوقع من أي حكومة لبنانية يتم تشكيلها في لبنان، الوفاء بالالتزامات الدولية المترتبة على لبنان». وأضاف: «إن الأمين العام يؤيد بقوة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وهي جهاز قضائي مستقل، ويجب ألا يتأثر عمل المحكمة الدولية الجنائية الخاصة بأية تطورات سياسية». في غضون ذلك دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أول من أمس رئيس الوزير اللبناني الجديد نجيب ميقاتي إلى تشكيل الحكومة عبر السعي إلى تحقيق «اكبر قدر ممكن من التوافق» و «بما يتفق تماما مع الدستور». وقالت آشتون في بيان "انا على ثقة بان تشكيل الحكومة سيتم بما يتفق تماما مع الدستور. يجب على رئيس الوزراء المكلف السعي الى تحقيق اكبر قدر ممكن من التوافق لما فيه مصلحة الشعب اللبناني". وأضافت: «أتوقع أن تواصل الحكومة احترام التعهدات الدولية للبنان، وأعربت عن «قلقها» حيال «التظاهرات العنيفة التي اندلعت». ودعت «جميع الأطراف إلى ضبط النفس». وقالت في بيانها: «يجب على كل الأطراف التعاون بروح من الحوار». وأضافت: «أريد أن اؤكد للشعب اللبناني ان الاتحاد الاوروبي سيواصل دعم لبنان سيد، مستقل، ديموقراطي ومستقر». وسعى رئيس وزراء لبنان المعين المدعوم من حزب الله نجيب ميقاتي إلى طمأنة الغرب إلى أنه لن يكون في مواجهة مع الحكومات الغربية، وقال ميقاتي في مقابلة تلفزيونية: إنه سيحافظ على العلاقات مع الجميع وإنه لن يدخل في مواجهة مع أحد، وأكد أن لبنان يحتاج إلى دعم جميع الدول الصديقة وأيضا إلى الاستقرار لكي يتمكن من بناء نفسه وجاء تصريح ميقاتي بعد ساعات من إعلان وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري أن وجود حكومة يسيطر عليها حزب الله في لبنان «من الواضح أنه سيكون له تأثير» على العلاقات مع الولاياتالمتحدة. وكلف نجيب ميقاتي تشكيل حكومة لبنانية جديدة أمس الأول، في وقت عمت مناطق عدة من البلاد احتجاجات لأنصار سلفه سعد الحريري تطورت إلى أعمال عنف وشغب، وذلك في «يوم غضب» ردًا على ما اعتبره «فرضا» من جانب حزب الله لميقاتي.