يفتتح رجل الأعمال طارق عاشور ببيت الفنانين التشكيليين المعرض الشخصي الخامس للفنان التشكيلي فائز عواض الحارثي (أبوهريس) بعنوان الحقيقة، وذلك مساء الابعاء المقبل ويستمر المعرض لمدة عشرة أيام، حيث يقدم أكثر من 120 لوحة مختلفة المقاسات والأحجام. وحول هذا المعرض تحدّث الناقد سامي جريدي بقوله: يأخذنا الفنان (أبو هريس) وهو يعرض تجربته الجديدة والتي سمّاها (الحقيقة) إلى مشروع فني مختلف عن تجربته السابقة التي بدأها منذ أكثر من عشرين عامًا، وكأنه بذلك يفسّر سؤالاً وجوديًّا لهذه المرحلة الفنية التي أخذ على عاتقه في كشف الرؤى اللونية لسيرته وتاريخه الفني عبر لونين متضادين هما: (الأبيض والأسود). إن ما تمثله هذه التجربة مغامرة لونية لمن يعي حقيقتها، وليس من السهولة الدخول في مضمارها إلاّ بإعلان فلسفي مسبق. في هذه الأعمال نقلة نوعية للفنان، ليس فقط لأنها اتخذت من الأبيض والأسود اعتمادًا لونيًّا لها، بل لأنها شقّت طريقًا إلى الجدل البصري، ذلك الجدل المكتنز في مضامين مساحة البياض، فالفنان بدأ يرسم بياضًا وسوادًا، وهذا على المستوى الرمزي والوجودي وكأنه بذلك يحاول الانعتاق من لعنة الألوان المسيطرة، ولذا لم يحاول الفنان أن يرسم البياض بقدر ما قام به من رسم السواد في أعماله، ربما ذلك يعود إلى صعوبة وتعقيد رسم البياض من الأساس. وتتضمن أعماله بجانب المستوى اللوني أيقونات بصرية متعددة مُصّغرة كصورة (القمر) الذي نجده بطلاً محوريًّا في بعض لوحاته الصغيرة، وكأنه رمز للإضاءة الذي من خلاله تنكشف الحقيقة في سواد الوجود. كما تضمنت أعماله مجموعة من النقوش الصغيرة والرموز المتداخلة، فهي نقوش ذات خطوط طولية ومتعرجة منسابة داخل شرايين النص البصري. فهي أيقونات حاولت أن تجسّد أشكالاً لأشخاص وأمكنة بسيطة لا يمكنك التأكد من هويتها؛ أي أنها أشبه بالحقيقة غير الواضحة التي يريدها الفنان، فترى الأشكال والهيئات ضبابية أشبه بلقطات المشاهد الفيلمية التي تعرض على شاشات السينما للحدث الذاكراتي. ولا ينفصل اسم المعرض (الحقيقة) عن رمزية التضاد اللوني الذي حرصت أعمال الفنان أن تنفتح على حقيقة محاكاتها للحياة، تلك الحياة المليئة بالصعوبات وسوداويتها وبياضها الذي عاشه الفنان، ورآه أمام عينيه في تعامله مع البشر؛ ليعي في نهاية أمره تشاؤمية الحياة،