في دراسة أعدها موقع أسبار للدراسات الاجتماعية حول التشدد تجاه قضايا المرأة في المجتمع السعودي من خلال أداة الاستبيان في الفترة من أبريل إلى يونيو 2009م ، وقد كان الهدف من الدراسة إجراء الدراسات التتابعية لرصد التغييرات التي يمكن أن تطرأ على مستويات التشدد خلال فترة زمنية محددة ، وبينت الدراسة أنه تم التركيز عند تحليل نتائج الدراسة بمقارنتها بنتائج دراسة أولية تم جمع بياناتها في الفترة بين أغسطس وأكتوبر 2008 م وذلك لأجل تحديد اتجاه وقوة التغييرات في مستويات التشدد نحو قضايا المرأة ، و قد بلغ مجموع مفردات العينة (2990 مفردة) في مناطق المملكة المختلفة. حيث تم سحب عينات متساوية(equal samples) بلغت 230 مبحوثاً في كل منطقة من المناطق الثلاث عشرة (الرياض - مكةالمكرمة - المدينةالمنورة – القصيم – الشرقية – عسير - تبوك – حائل - الحدود الشمالية – جازان - نجران – الباحة - الجوف)، وتبعاً لذلك بلغت نسبة العينة في كل منطقة 7.7%، وتم سحب العدد نفسه في كل منطقة في هذه الدراسة الثانية ، كما أخذ في الاعتبار عند سحب العينة أن يتوافق توزيع العينة حسب العمر مع التوزيع العمري في الهرم السكاني في المملكة. ليكون التوزيع العمري تناسبياً حسب نسبة كل فئة في الهرم السكاني. ارتفاع نسب التشدد وقد بلغت النسبة الإجمالية لفئة "متشدد" إزاء قضايا المرأة 15.2% في الدراسة الثانية، علماً أنها كانت في الدراسة الأولى 13.7% ما يشير إلى ارتفاع طفيف. أما فئة "يميل للتشدد" فبلغت النسبة لإجمالي أفراد العينة للدراسة الثانية " 34.3% مقابل 31.1%" للدراسة الأولى ما يشير إلى ارتفاع طفيف في النسب المئوية لمستوى التشدد إزاء قضايا المرأة خلال الفترة بين الدراستين. أما فيما يتعلق بالمنطقة، فإن نسبة "متشدد" قد انخفضت في الرياض خلال الفترة بين الدراستين "9.6% مقابل 7.8%" وعسير " 14.3% مقابل 8.3%" وحائل " 13.9% مقابل 7.8%" ونجران "27.0% مقابل 22.2%" والباحة " 21.3% مقابل 17.8%" ، بينما ارتفعت النسبة المئوية لمستوى التشدد إزاء قضايا المرأة في القصيم " 11.7% مقابل 23.9%" والحدود الشمالية " 12.2% مقابل 15.2%" وجازان " 5.2% مقابل 12.6%"والجوف "10.0% مقابل 20.4%" . وفي فئة "يميل للتشدد" ارتفعت النسبة في مكةالمكرمة " 6.5% مقابل 17.4%" والمدينةالمنورة "26.1% مقابل 28.3%" والقصيم " 32.2% مقابل 40.4%" وتبوك " 23.9% مقابل 44.3%" والحدود الشمالية " 29.6% مقابل 40.9%" ونجران " 38.3% مقابل 47.0%" بينما انخفضت النسبة في الرياض " 32.2% مقابل 22.6%" والشرقية " 27.0% مقابل 24.3%" وحائل " 40.4% مقابل 38.7%" والجوف" 37.0% مقابل 30.4%" . وفيما يتعلق بالعمر، فإن نسبة "متشدد" قد ارتفعت لدى الفئة العمرية " 20-24 سنة" خلال الفترة بين الدراستين "11.8% مقابل 20.6%" والفئة"40-44 سنة" " 11.7% مقابل 16.3%" والفئة "50-54 سنة" " 10.2% مقابل .017%" والفئة "55 سنة فأكثر" "15.4% مقابل 17.1%" ، بينما انخفضت النسبة لدى الفئة " 35-39 سنة"".013% مقابل 8.2%". وفي فئة "يميل للتشدد" ارتفعت النسبة عند الفئة (20-24 سنة) (31.0% مقابل 35.2%) والفئة (25-29 سنة) (32.4% مقابل 35.5%) وبدرجة أكبر عند الفئة (30-34 سنة) (26.8% مقابل 35.1%) والفئة العمرية (35-39 سنة) (26.3% مقابل 37.9%) والفئة العمرية (45-49 سنة) (28.1% مقابل 31.7%) والفئة العمرية (55 سنة فأكثر) (36.2% مقابل 38.0%). المطلقون أكثر تشددا • وفيما يتعلق بالحالة الاجتماعية، فإن نسبة "متشدد" قد زادت بين المطلقين خلال الفترة بين الدراستين (.022% مقابل 31.1%) والعزاب (13.5% مقابل 15.5%) والمتزوجين (12.8% مقابل 14.2%)، بينما انخفضت النسبة وبدرجة ملحوظة عند الأرامل (23.9% مقابل 17.6%). أما فئة "يميل للتشدد" فإن النسبة قد ارتفعت لدى العزاب قليلاً (30.7% مقابل 32.6%)، والمتزوجين (31.1% مقابل 35.3%) والمطلقين (35.2% مقابل 39.2%) وبدرجة كبيرة لدى الأرامل (31.3% مقابل .050%). • وفيما يتعلق بالمستوى التعليمي، فإن نسبة "متشدد" قد ارتفعت عند من يقرأون ويكتبون خلال الفترة بين الدراستين (23.6% مقابل 35.4%) والابتدائي (23.1% مقابل 25.4%) والثانوي (12.7% مقابل 14.3%) والدبلومات (10.5% مقابل 16.1%) والدراسات العليا (8.9% مقابل 11.4%)، بينما انخفضت النسبة لدى الأميين وبدرجة كبيرة (46.7% مقابل 24.6%). وفي فئة "يميل للتشدد" زادت النسبة عند من يقرأون ويكتبون (29.2% مقابل .040%) والمتوسطة (39.7% مقابل 43.9%) والدبلومات (24.8% مقابل 32.4%)، بينما انخفضت النسبة بشكل طفيف عند الأميين والذين أكملوا المرحلة الابتدائية، وبدرجة يمكن ملاحظتها عند الدراسات العليا (.030% مقابل 22.7%). • وفيما يتعلق بالمهنة، فإن نسبة "متشدد" قد ارتفعت عند الطلاب خلال الفترة بين الدراستين (13.1% مقابل .016%) وموظفي القطاع الخاص (8.7% مقابل 14.4%) والمتقاعدين (18.3% مقابل 21.9%) ومن لايعملون (20.2% مقابل .022%). أما فئة "يميل للتشدد" فإن النسبة قد ارتفعت عند الموظفين الحكوميين المدنيين (26.9% مقابل 32.3%) والعسكريين (38.5% مقابل 41.8%) وأصحاب الأعمال الحرة (29.9% مقابل 36.0%) وانخفضت قليلاً لدى المتقاعدين ومن لا يعملون. • وفيما يتعلق بالدخل، فإن نسبة "متشدد" قد ارتفعت لجميع فئات الدخل الشهري بصورة واضحة للذين (تقل مداخيلهم عن 2000 ريال) خلال الفترة بين الدراستين (15.4% مقابل 21.7%) وفئة (2001-4000 ريال) (14.8% مقابل 19.3%). أما فئة "يميل للتشدد" فإنها هي الأخرى قد ارتفعت ولكن بشكل ملحوظ لدى الفئة (2001-4000 ريال) (29.9% مقابل 36.5%) والفئة (4001-6000 ريال) (30.8% مقابل 39.1%) وكذلك الفئة (6001-8000 ريال) (32.0% مقابل 37.9%). • وفيما يتعلق باستخدام الإنترنت، فإن نسبة "متشدد" قد ارتفعت عند المستخدمين للإنترنت قليلاً خلال الفترة بين الدراستين (11.4% مقابل 12.9%)، كما ارتفعت النسب المئوية للذين لا يستخدمون الإنترنت بشكل ملحوظ خلال الفترة بين الدراستين (18.5% مقابل 21.3%)، في حين أن نسبة "يميل للتشدد" زادت هي الأخرى لدى مستخدمي الإنترنت (28.2% مقابل 32.8%) وغير المستخدمين للإنترنت (37.4% مقابل .039%). ----------------------- العطار: " التشدد" دليل الجهل وقلة الفهم للحكمة من الشرع الحكيم "الرسالة" طرحت تساؤلا هل فعلا المجتمع يعامل المرأة بتشدد في قضاياها واجابت على تساؤل "الرسالة" د. ليلى عبد الرشيد عطار " أستاذ مشارك التربية الإسلامية بكلية التربية – جامعة الملك عبد العزيز بجدة" التي ارتأت أن توضح معنى التشدد من منظور شرعي فقالت :" الغلو: وهو مجاوزة الحد ، والغلو في الدين التصلب والتشدد فيه حتي مجاوزة الحد ، قال عليه الصلاة والسلام :- " اياكم والغلو في الدين ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ." وقوله صلى الله عليه وسلم :- " هلك المتنطعون ....قالها ثلاثا " وقوله صلى الله عليه وسلم :- " إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ، ولا تبغض إلى نفسك عبادة الله ، فإن المنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى .".... والغلو والتطرف ( التشدد ) دليل الجهل وقلة الفهم للحكمة من الشرع الحكيم بالإضافة إلى أنها مدخل لتسلط الشيطان على الإنسان وإغواءه للمبالغة في تطبيق شرع الله مخالفا لهدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أمر بالتوسط والاعتدال بقوله : " إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة " . كذلك وردت الكثير من الأمثلة والمواقف التي نهى فيها رسولنا الكريم عن المبالغة في الدين ، سأذكر مثال واحد فقط ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة وقال " من هذه ؟ قالت :- فلانة ، تذكر من صلاتها ،قال:- مه ،عليكم بما تطيقون ،فو الله لا يمل الله حتى تملوا ،وكان أحب الدين إليه مادام عليه صاحبه ". وعلى هذا فمقياسنا لمعرفة شدة الحكم الشرعي أو اعتداله أو بعده عن الشرع الصحيح هو الرجوع إلى كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأصول الفقه والقواعد الفقهية " ثم عرّجت د.العطار على أسباب تعاطي المجتمع السعودي مع قضايا المرأة بتشدد فقالت :"1-الجهل بحقوق المرأة كما أقرتها الشريعة الإسلامية . 2-البعد عن تطبيق شرع الله في كل ما يخص المرأة في جميع حالاتها كأم وزوجة وابنة وأخت . 3-الاعتماد على العادات والتقاليد الموروثة الظالمة للمرأة . 4-التربية الإسلامية في بيوتنا تغرس التفرقة بين الذكور والإناث ، وتربي فيه النظرة الدونية والمحتقرة للمرأة . 5-ضعف الوازع الديني ، والخوف من الله عز وجل من حسابه وعقابه لسوء معاملة المرأة وظلمها كإنسانة لها حق الحياة كغيرها من البشر لها حقوق وعليها واجبات " ووضحت العطار الحلول المقترحة للحد من التشنج تجاه قضايا المرأة وحقوقها المشروعة في عدة نقاط أولها :"1-التربية الأسرية المنبثقة من كتاب الله وهدي رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، التي تبني الحب والاحترام والتقدير بين الذكور والإناث ، وتربيهم على معرفة وتطبيق الحقوق والواجبات بينهما بالعدل والمساواة ، ووجود القدوة الصالحة من الأبوين لإعطاء النموذج الصحيح في احترام المرأة وتقديرها ،2-التوعية الإسلامية في المجتمع – وبالذات للرجال – عن حقوق المرأة في الإسلام وما يترتب على ظلمها وهضم حقوقها من غضب الله وعقابه في الدنيا والأخرة ، 3-إدراج مكانة المرأة وحقوقها التي أقرتها الشريعة الإسلامية في المناهج الدراسية في جميع المراحل التعليمية حتى يتشربها الجنسين بعلم وفهم واحترام لدور كل واحد منهما في المجتمع ، 4-استغلال الوسائل الإعلامية في تصحيح النظرة السلبية نحو المرأة وغرس النظرة الإيجابية بدورها الفعال في المجتمع ضمن الضوابط الشرعية التي تحفظ للمرأة كرامتها وعفافها وصيانتها من الاستغلال والابتزاز" ------------------------ القصبي : الموروثات والعادات التربوية الخاطئة هي المرتكز في نشر ثقافة التشدد ومن جهة أخرى ترى الأستاذ خولة القصبي " الداعية الاسلامية " حيث تعزو التشدد إلى موروثات اجتماعية مكتسبة فتقول :"أرى أن هناك موروثات بيئية وعادات تربوية خاطئة فرضت نفسها وتوارثها البعض ليست من الدين كانت هي المرتكز في نشر ثقافة التشدد الخاطئة عند البعض والتي لاحظنا أنها لم تكن كما كانت عليه في سابق العهد والزمان حين كان المجتمع يعتبر النطق باسم المرأة ،الجلوس معها للأكل ،الخروج معها للأسواق أو حتى خروجها هي من البيت لقضاء حاجتها يعتبره وصمة عار عل جبينه وأؤكد ليس كل المجتمع بل نسبة عالية من أفراد المجتمع كانت هذه قناعاتها التي لا تحيد عنها بل لم تكن خاصة بالكبار حتى الصغار فيما بينهم كان من المستحيل أن يبوح باسم أمه أو أي قريبة أنثى يعرفها وأظنه إن لم أبالغ كان يعتبرها من خوارم المروءة، خروج المرأة أو الفتاة للتعليم أو التعلم أو حتى الوظيفة لم يكن أمرا مقبولا في مجتمعنا ، بفضل الله وكرمه الآن مجتمعنا تغير كثيرا نعم لم يختفي التشدد من المجتمع ولكن خف كثيرا أصبحت المدارس والجامعات فضلا عن الأسواق والمقاهي تعج بالنساء وأصبح بعض من كان يرى مجرد ذكر أسم أمه وصمة عار أصبح الآن على استعداد لمرافقتها في الأسواق والسفر بل و الفخر بها" وتضيف القصبي مشددة على أهمية توعية المجتمع بقولها:" أظن أننا اولا بحاجة لمراعاة الفروق البيئية والفكرية والجغرافية بين مختلف مناطق المملكة لأننا كما لاحظنا حسب الدراسة وضوح هذه الفروق حسب ماذكر ،مناهج التعليم لدينا تحتاج الى التركيز على تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع المرأة وتوضيح الكثير من مواقفه عليه الصلاة والسلام معها لأنه هو قدوتنا وإمامنا ، ومن اهم المؤثرات على هذا التغيير الذي نريد وسائل الإعلام وما تبثه فهذه الوسائل تصور المرأة صورة سلبيه يعرفها من يتابع هذه الوسائل .أما مسألة الحقوق فمن وجهة نظري المرأة نفسها ضيعت الكثير من حقوقها التي منحها الله سبحانه وتعالى والناتج الطبيعي لتضييعها هو استهانة الرجل بها وإن كانت مشروعة، في البدء علينا توعية المرأة بحقوقها المشروعة وضرورة عدم التنازل عنها" وهذا الكلام من خلال تجارب كثيره نسمعها ونعيشها في هذه الحياة" عندها سيعرف المجتمع بأن هذه المرأة لها كما عليها ثم الدور التربوي للأم والتوجيه الذي توجهه في داخل أسرتها يساهم بنشر الوعي والحد من التشدد الغير محمود فعندما تكون الأم في البيت حريصة على توعية الذكور والإناث بما لهم وما عليهم سينشأ كل منهما يحترم الآخر ولا يضيع له حقا " وأضافت القصبي فقالت :" وتعاطينا مع قضايا المرأة يحتاج الى توازن فلا إفراط ولا تفريط وهذا التوازن يحتاج الى برامج عملية طويلة المدى حتى يتحقق ويحتاج الى تظافر جهود كل الأسرة والمدرسة والجامعة وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة وأخيرا العلماء لهم دور كبير في حفظ هذا التوازن فهم المؤثر والمحرك للمجتمعات على مر العصور والأزمان "