كشف المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية اللواء المهندس منصور التركي عن تطبيق برنامج لتطوير إدارة الحشود البشرية في الطواف والسعي ثم بقية المناطق في المشاعر المقدسة، وذلك بعد نجاحه في منطقة الجمرات. وبالمقابل أعلن وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية الدكتور حبيب زين العابدين عن دخول الطابق الخامس من جسر الجمرات إلى الخدمة في حج هذا العام، ممّا سيحقق نتائج إيجابية في التخفيف من حدة التجمعات البشرية. وأكد أن المملكة استخدمت مختلف الوسائل والتقنيات والبرمجيات المتطورة لتحليل تدفق الحشود البشرية لتوقع الحوادث وأماكن وقوعها حتى تكون قطاعات الخدمة على مقربة من المنطقة، بالرغم من شدة الزحام الشديد للوصول للحوادث ومساعدة المحتاجين بأسرع ما يمكن. جاء ذلك في الجلسة الأولى للمؤتمر الدولي للحشود والتجمعات البشرية، الذي انطلقت فعالياته صباح أمس السبت تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بحضور أكثر من 500 مشارك و30 متحدثًا من داخل المملكة وخارجها، تحت عنوان “طب الحشود والتجمعات البشرية”، وشارك فيها إلى جانب اللواء التركي، كل من وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية الدكتور حبيب زين العابدين، ووكيل وزارة الصحة المساعد للطب الوقائي ورئيس المؤتمر الدكتور زياد ميمش، وأدارها المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت شان. وقال اللواء التركي: إن رحلة الحج فيها الكثير من المشقة، وهي فريضة على كل مسلم إلاّ أن الطلب على ادائها أكبر من الطاقة الاستيعابية لمشاعر الحج، وهناك قيود زمانية ومكانية ولا بد لهذه الحشود البشرية أن تتحرك في إطارها وتمارس عباداتها بهدوء وطمأنينة، مشيرًا الى أن هناك 2.5 مليون مسلم يؤدون الحج كل عام بينهم نحو 700 ألف يسيرون على الاقدام ولا يستخدمون سيارات او وسائل نقل، إلى جانب أن هناك 75 ألف سيارة تقوم بنقل الحجاج من وإلى المشاعر المقدسة خلال فترة زمنية تتراوح ما بين 4 6 ايام. وأضاف: ان الطاقة الاستيعابية للحرم المكي نحو 700 ألف مصلٍ يتجمعون حول الكعبة في يوم واحد، ممّا يشكل ضغطًا شديدًا على هذه المنطقة إلى جانب ان سعة الطواف حول الكعبة تصل الى 53 الفا في جميع المستويات بالحرم، بينما تبلغ طاقة المسعى 118 الف شخص، وتبلغ المسافة التي يقطعها الحاج داخل الحرم للطواف والسعي 4.25 كيلومتر من اجل اداء الطواف والسعي. واستعرض اللواء التركي رحلة الحج التي تبدأ بالتحرك من الحرم ثم إلى منى وعرفة ومزدلفة، وتبلغ المسافة التي يقطعها الحاج 13 كيلومترًا إلى منى، 19 كيلومترًا إلى عرفة، ويفضل البعض منهم المشي كل هذه الاوقات، وتشهد تدفقات بشرية كثيفة إلى جانب مناطق جسر الجمرات وجبل الرحمة، مبينًا أن خدمة هذه الحشود يتطلب الكثير من العمل والجهد من أجل أن يؤدي الحجاج مناسكهم بيسر وسهولة سواء في خطة التفويج إلى منى ومزدلفة وعرفات ثم عودتهم إلى جانب الحشود البشرية المتجهة إلى منطقة رمي الجمرات، حيث تبلغ طاقة الرمي 300 ألف شخص في الساعة. ولفت إلى أن هناك الكثير من الحواجز من أهمها بطء الحركة أحيانًا، مما يعوق حركة سيارات الطوارئ إلى جانب أن طرق المشاة مشغولة بكثافات بشرية. وأضاف المتحدث الرسمي بوزارة الداخلية أن الاستراتيجية التي اتبعت بالنسبة لإدارة هذه الحشود بدأت حين تم تحديد نسبة الحجاج القادمين للحج بالنسبة للدول الاسلامية بمعدل شخص واحد من كل 1000 وأن عدد المسلمين الذين يرغبون في أداء هذه الفريضة بليون ونصف البليون مسلم وهناك 3 ملايين حاج كل عام يؤدون الشعيرة ويصلون الى مكةالمكرمة في وقت واحد ومكان واحد، وبالتالي تكون هناك كثافة من التجمعات والحشود البشرية التي لا بد من خطط متنوعة لتقسيم عدد الحجاج على الوقت المتاح لأداء الفريضة بحيث تستوعبهم التسهيلات والخدمات والمرافق التي تخدمهم. كما أننا نعمل على تقسيم الحجاج إلى افواج والأخذ في الاعتبار ان جسر الجمرات متعدد الطوابق والتأكد من عدم وجود تكدس في هذه المناطق. وشدد التركي على ضرورة الالتزام بالانظمة والسلوكيات الحضارية منعًا لأي تدافع قد يحدث ومن هنا عملنا على أهمية تطبيق هذه الانظمة، بحيث تحقق نتائج إيجابية في أداء الحجاج لمناسكهم من خلال شبكات الطرق الخاصة بسيارات المشاة، وطبقنا كل المعايير الأمنية في إدارة رمي الجمرات والانتقال من منطقة إلى أخرى، إلى جانب وضع خطة محكمة تنظم استخدام الطرق والتحكم في حركة الحشود وإعطاء المعلومات إذا كانت هناك تجاوزات في الطاقة الاستيعابية في الجمرات أو في تدفق الحشود البشرية. وقال اللواء التركي: إننا مازلنا نعمل على برنامج لتطوير إدارة هذه الحشود وبدأنا في منطقة الجمرات وسنعمل كذلك ضمن هذا البرنامج على تطوير إدارة الحشود في الطواف والسعي ثم بقية المناطق في المشاعر المقدسة حسب الجدول الموضوع. وشدد على أهمية توعية الحجاج بالمخاطر المرتبطة بالحج، خاصة أن الحجاج يأتون لأداء الفريضة لأول مرة وليس لديهم فكرة، ونحاول ان نطور وسائل التوعية قبل مجيئهم ونشجع الحكومات من اجل توعية حجاجها لتوفير السلامة لهم. زين العابدين: تشغيل الطابق الخامس لجسر الجمرات و90 كاميرا وأبراج تلفزيونية لضبط التدفق البشري أوضح وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية أن الحشود والتجمعات البشرية في الحج تعد من أكبر التجمعات في العالم، وتعد أنموذجًا لمستقبل طب الحشود والتجمعات البشرية وبالأخص في منطقة الجمرات. وتطرق إلى الأمثلة العملية في ما يتعلق بالحشود حول جسر الجمرات والجهود، التي بذلت لمنع أي حوادث أو اختناقات، كما تطرق إلى الحشود البشرية في المشاعر المقدسة “عرفات، منى، ومزدلفة” ومنطقة الاسكان بالخيام، مبينا أن السعة المقدرة لاستيعاب هذه الحشود من الحجاج ليست كافية، وذلك بسبب ضيق الوقت ووجود أداء شعيرة رمي الجمرات خلال ساعات محددة، وأن هذه الكثافة البشرية التي تتحرك في وقت وزمن واحد تمنع سيارات الاسعاف من تقديم الرعاية الصحية لأي محتاج، مما يجعل الامر صعبًا في تقديم الخدمات العلاجية والطبية. تصرفات عشوائية وقال: ممّا يجعل الامر صعبًا أن هناك صورًا توضح تصرفات وسلوكيات بعض هؤلاء الحجاج، وكيف يتصرفون بطريقة فردية وعشوائية دون مراعاة لمشاعر الاخرين، فهناك حجاج يدخلون من مختلف الاتجاهات قاصدين منطقة الجمرات، وهذا أمر لا يتصوره العقل خاصة أن القطاعات المختلفة لا بد أن تتعامل مع هذه الحشود خلال أوقات محددة وأن البعض منهم ليس لديهم الوعي الكافي لاتباع الطرق السليمة لحماية انفسهم. وأوضح ان المملكة من اجل التغلب على كل هذه المشكلات قامت بالعديد من الدراسات واتخاذ بعض الخطوات في إعادة تصميم الجسور الخاصة برمي الجمرات بالاستعانة بالعديد من الاستشاريين من شركات عالمية هندسية وتم طرح المشكلات كافة، التي كانت تواجه منطقة الرمي الى جانب الاستعانة بشركات المانية لعمل بحوث والخروج بتصاميم عالمية من خلال فريق من المهندسين والباحثين. كثافة التدفقات البشرية وقدم د. زين العابدين عرضًا يوضح نسبة الكثافة في التدفقات البشرية من منطقة وأخرى وتفاوتها بين الحين والاخر، مشيرًا إلى أن المؤتمر سيشهد ورقة عمل للخبير السويدي جوهنس الذي قام باعداد رسالة الدكتوراة بهذا الامر. وأكد أن المملكة استخدمت مختلف الوسائل والتقنيات والبرمجيات المتطورة لتحليل تدفق الحشود البشرية لتوقع الحوادث وأماكن وقوعها حتى تكون قطاعات الخدمة على مقربة من المنطقة بالرغم من شدة الزحام الشديد للوصول للحوادث ومساعدة المحتاجين. وبيّن أن هذه البرامج الحاسوبية تعين على تحديد نسب مئوية وإنزال مبكر لتدفق الحشود البشرية إلى جانب تدفق السيارات في المسارات المختلفة في منطقة الجمرات وخارجها، مستعرضًا العديد من الصور لفترات الذروة التي تبدأ من مرحلة الدخول الى الجمرات هبوطًا وصعودًا وكثافة الاندفاع وقياس المدة في تدفق الموجات البشرية إلى جانب كثافة عدد الحجاج المتجهين إلى رمي الجمرات في يوم 12 من ذو الحجة. القضاء على المشكلة وتطرق وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية إلى الحلول التي تمكنت من خلالها المملكة من القضاء على المشكلة، حيث تم إنشاء الجسر الجديد لجسر الجمرات المكون من 6 طوابق بما فيها الطابق الارضي ومستوى واحد لرمي الجمرات ويرتبط الجسر بنفقين لتسهيل عملية الخروج وكل طابق من هذه الطوابق يخدم الطاقة الاستعابية التي صمم من أجلها، موضحًا انها احدى الوسائل الفعالة في تقسيم الموجات البشرية، بحيث تقوم الموجة الأولى بالرمي ثم الخروج ومن بعدها تبدأ الموجة الثانية. أهمية توعية الحجاج وشدد على أهمية توعية الحجاج من أجل التعامل مع هذا المشروع، حيث تم إنشاء عدد من العيادات التابعة لوزارة الصحة لعلاج الحالات الطارئة الى جانب وجود مصاعد لنقلها وفرق للقيام بعملية الانقاذ. وبيّن “من اهم المشكلات التي تواجهنا جهل كثير من الحجاج باللغة العربية إلى جانب بعض السلوكيات لكننا اتفقنا مع الدول على أن توعي حجاجها حتى نتمكن من إدارة وتنظيم هذه الحشود البشرية الهائلة”. تشغيل الطابق الخامس وأعلن د. زين العابدين أن الطابق الخامس من جسر الجمرات سيعمل في حج هذا العام، ممّا سيحقق نتائج إيجابية في التخفيف من هذه التجمعات البشرية، مبينًا أن الحج منظمومة متكاملة تتضافر فيها كل جهود الدولة من أجل خدمة ضيوف الرحمن، حيث توجد لدينا 90 كاميرا لمراقبة حركة جسر الجمرات والموجات البشرية المتدفقة واتجاهاتها، وتوضح هذه الكاميرات ساعات الذروة والانخفاض بين الساعة والأخرى الى جانب وجود معلومات عن الطاقة الاستيعابية لكل طابق؛ مستخدمين أحدث التقنيات والتكنولوجيا في ادارة هذه الحشود الى جانب أبراج تلفزيونية تزود الحجاج بمختلف المعلومات لتذكيرهم في الاختيار بين التنظيم والانتظام وبين العشوائية والتلقائية، كما أننا جهزنا سيارات خاصة لمساعدة المعوقين وكل هذه الخدمات مكنتنا من مساعدة ضيوف الرحمن لرمي الجمرات بيسر وسهولة ومكافحة الخوف والاندفاع حتى لا تحدث اي مشكلات بهذا الشأن. مشروع القطار وقال: على الرغم من كل ما حققناه من نجاح في التجربة إلا أننا نسعى لتحسين الوضع القائم الآن وفي المستقبل والعمل على بث السلوكيات الحضرية في التعامل معنا للمساعدة في إدارة هذه الحشود، ولدينا الآن واحد من أهم المشروعات التي نفذتها المملكة في حج هذا العام وهي مشروع القطار الذي يمر بمنطقة الجمرات، مشددًا على أن توعية الحجاج أمر يأتي في قمة الاولويات ويعد خيارًا استراتيجيًا من اجل ان يؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة وأمن وامان وتقليل المخاطر. وكيل الصحة: وباء الخنازير انتهى ووضع الضنك مطمئن أكّد الدكتور زياد ميمش وكيل وزارة الصحة للطب الوقائي أن وباء انفلونزا الخنازير انتهى وتحوّل الفيروس إلى انفلونزا موسمية، ولم يتبق سوى قليل من الحالات التي تسجل طيلة السنة، مبينًًا أنّ معظم الدول لا تقوم بالفحص، وأن وزارته ستركز على الجانب التثقيفي. وطمأن بأن الوضع من ناحية حمى الضنك مطمئن والحالات في نزول ولله الحمد. وأوضح أن المؤتمر يناقش الأمراض المعدية والتوعية، وسيخرج بتوصيات يتبنّاها المشاركون للتعامل مع الحجيج، مشيرًا إلى أن الهدف هو عرض خبرات المملكة وتبادل الخبرات في طب الحشود ضمن أفضل الطرق العلمية. وبيّن أن وزارة الصحة تدرس الأمراض على مستوى العالم وتضع خطتها، وفي هذا العام لا يوجد شيء مخيف، حيث تم إعطاء لقاح الحمى الشوكية والانفلونزا الموسمية قبل الحج بإسبوعين. كما أكد د.ميمش أهمية المؤتمر والمتحدثين فيه، من خلال طرح ورقة عمل تتحدث عن العمرة ورمزيتها في الإسلام، موضحًا بالأرقام والاحصاءات أوقات الذروة أثناء اداء العمرة وحدوث التجمعات البشرية إلى جانب طرح رحلة الحج باعتبارها التحدي الاكبر الذي يحتاج الى كل الجهود من اجل ادارة هذه التجمعات البشرية والايمان بان الحلول ليست نهائية، ولكنها مستمرة من عام الى آخر وأن المملكة وضعت كل إمكاناتها من اجل قيادة هذه التجمعات البشرية لأداء فريضة الحج في أقصى درجات الامن والامان. وتطرق الى انفلونزا الخنازير ومتى اكتشفت والتدابير الوقائية التي اتخذت لمواجهة هذا المرض في المنافذ البرية والجوية والبحرية ومحاولة اكتشاف المصابين قبل دخولهم إلى الاراضي المقدسة، موضحًا النسب المئوية فيما يتصل بالزكام والامراض المختلفة من عام 2008 إلى 2010م، كما ان المملكة عبر منظمة المؤتمر توصلت إلى قرار بوضع حصص لكل دولة اسلامية بناءً على كثافة السكان، وتم رصد جميع الامراض والاوبئة المختلفة في اكثر من 10 دول من أجل مواجهتها. ولفت الى أن وزارته تستعد كل عام للحج من خلال لجنة استشارية تنعقد قبل الحج لجدولة المهام والمسؤوليات بين مختلف وزارات الدولة ومصالحها وادارتها والوصول الى جميع الخدمات، التي تقدم في حج كل عام، اضافة إلى اطلاق العديد من برامج التوعية سواء قبل مجيء الحجاج في دولهم او بعد وصولهم. وبيّن د. ميمش أن الوزارة وضعت خططًا توعوية في المنافذ كافة البرية والبحرية والجوية من أجل تقديم المنشورات التوعوية، التي توضح للحاج تفاصيل خطط التوعية الصحية، وجندت ما لا يقل عن 17 ألف طبيب وممرض وممرضة واخصائي و39 فريقًا طبيًا متنقلًا و21 معسكرًا طبيًا من مختلف القطاعات المساندة.