كما أشار “الأربعاء” الأسبوع الماضي، افتتح فيلم “شارع النخيل الجريح” للمخرج التونسي عبداللطيف بن عمار فعاليات الدورة 46 لمهرجان قرطاج الدولي العريق، وذلك يوم الخميس الماضي بحضور جماهيري وإعلامي كبير، والفيلم يلقى الضوء على «معركة الجلاء» ضد المستعمر الفرنسي السابق في منتصف القرن الماضي. وقال بن عمار الذي يضع فيلمه في خانة “السينما الواقعية الجديدة” أن الفيلم يطرح قضايا يجد فيها الانسان أينما كان نفسه ولا يتجاوزها الزمن، والفيلم هو دعوة إلى كتابة علمية وجادة للتاريخ دون نقصان وحمايته من التزوير. الجدير ذكره أن العروض السينمائية كانت تستأثر بمكانة متميزة على شاشة مسرح قرطاج، وتعرض التظاهرة إثر اختتام العروض الفنية والمسرحية والموسيقية أبرز الافلام العالمية، غير أنه تم إلغاء الفن السابع من البرمجة خلال الدورات الأخيرة للمهرجان. ويتضمن المهرجان هذا العام حوالى 35 نشاطا موسيقيا وأعمالا راقصة وعروضا مسرحية وسينمائية من تونس ولبنان والجزائر والمغرب وسوريا والعراق وفرنسا وايطاليا ورومانيا وتركيا والارجنتين وكوبا وأميركا وروسيا وغينيا وجنوب إفريقيا والسنغال وإيران. فمن تونس يقدم المهرجان أيضا عروضا غنائية لكل من لطفي بوشناق وصابر الرباعي وأسامة فرحات ولطيفة العرفاوي ونجاة عطية ونبيهة كراولي ومقداد السهيلي وشكري بوزيان. وفي البرنامج أيضاً مسرحية غنائية بعنوان “درويش.. درويش” للثلاثي التونسي درصاف الحمداني والممثل جمال المدني والموسيقار رضا الشمك، وعرض صوفي بعنوان “حضرة 2010” للفاضل الجزيري، و”رحلة عاشق” لأسعد الزواري احتفاء بمئوية الفنان الراحل محمد الجموسي. أما عربياً فيحافظ المهرجان على تقليد استقطاب أسماء لامعة، ومن المشاركين اللبنانيان ماجدة الرومي وراغب علامة، والسوري صباح فخري، والعراقي كاظم الساهر، والمغربية سميرة سعيد. كذلك يحيي الفنانان الجزائري ايدير والسنغالي اسماعيل لو سهرة مشتركة، وأما العروض الأجنبية والافريقية فستكون متنوعة وتتضمن رقصا وغناء. ويختتم المهرجان بحفلة للتونسي زياد غرسة بعنوان “أنا المدلل”. وقال مدير المهرجان بوبكر بن فرج أن اختيار افتتاح الدورة الحالية بعرض سينمائي هو تتويج لجهود متميزة يقوم بها السينمائيون في تونس، وأن هذا يندرج في سياق احتفال تونس بعام السينما، ولكت لا يعني أن الافتتاح بالسينما سيلغي الحضور المميز لباقي الفنون الاخرى، فهناك أنواع فنون حاضرة بقرطاج من موسيقى ورقص وسينما واستعراض. وفي أولى الحفلات الغنائية في قرطاج، أحيت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي مساء الجمعة الماضي حفلاً كبيراً، سعت من خلاله إلى اختزال مسيرة فنية عمرها 30 عاماً، حين شدت على خشبة قرطاج الذي اعتلته لأول مرة عام 1980 للحب والفرح والسلام، وسط حوالي 12 ألف متفرج غصت بهم مدرجات المسرح الروماني بقرطاج. وقد أطلت ماجدة الرومي على جمهورها مرتدية “جلبابا تقليديا” مرصعا زاد في اناقتها الهادئة وهي تشدو أغنية ”عالسلامة” مهدية إياها لتونس، وشدت أيضاً للعشق والسلام وسط تفاعل آلاف من محبيها رددوا معها باتقان “مطرحك بقلبي” و”غنيلي غني” و”كلمات” و”لازم انتصر” و”عيناك”. واختتمت النجمة اللبنانية سهرتها بآداء أغان تونسية مثل “ياخليلة” و”سمرة ياسمرة”. هذا وسوف يستمر مهرجان قرطاج حتى 18 أغسطس المقبل.