كثرت في الآونة الآخيرة ما يطلق عليه سوق المنظفات التي ترفع شعارات تخفيض الأسعار إلى النصف أو أقل منه وقد تمكنت هذه الأسواق التي انتشرت في كل مكان في جلب أعداد هائلة من المتسوقين والمتسوقات بهدف اقتناء ما هب ودب من منظفات الملابس والأرضيات والأواني المنزلية وبما في ذلك شامبوهات الشعر والجسم ولم يقتصر الإقبال عليها فقط من فئة محدودي الدخل بل شمل الأسر الميسورة الحال والأثرياء وكل ذلك هدفه تخفيض المصاريف . "المدينة" قامت بجولة استطلاعية للتعرف على آراء متسوقي ومتسوقات هذه الأسواق للتعرف على وجهة نظرهم والتهافت على هذه الأسواق وما مدى الاستفادة التي حققوها من خلال استخدام هذه المنظفات من النواحي الاقتصادية والصحية.. قلة الأسعار في البداية يقول المواطن فرحان الشمري :"إن هذه الأسواق والمراكز تستقطب جميع طبقات المجتمع من ميسوري الحال وذوي الدخل المحدود لقلة أسعار تلك المنظفات والتي تؤدي نفس الغرض، واضاف: أنا أحضر لشراء ما يتعلق بمنظفات الأرضيات والأثاث والأواني المنزلية وما غير ذلك من شامبوهات الجسم والملابس ،أقوم بشراء المنتجات ذات الجودة الأصلية لأنها تتعلق بالصحة ولا أريد أن أغامر وأشتري سلعة بديلة فيما يتعلق بنظافة ملابسنا وأجسادنا . اما المواطن صالح الكثيري فأكد أن تلك المنظفات أصبحت تنافس المنظفات الأصلية وأصبح الناس يقبلون على شرائها بكثرة فأصبح هناك ركود في سوق المنظفات الأساسية ويأتي ذلك مع انخفاض أسعارها فمثلا سعر مادة معروفة من المطهرات الأصلية يفوق ال20ريالا أما البديل منه فلايتجاوز سعره ال5ريالات فهناك فرق كبير في السعر وكلها تؤدي نفس الغرض وحتى الرائحة نفسها وحتى فيما يتعلق بجميع السلع فيقل سعرها النصف عن ما كنا نشتريها في السابق . الجودة هي ذاتها وذكرت منى الغامدي “متسوقة” :"إنني كنت أضع ميزانية شهرية للمنظفات تصل إلى 1200 وكنت أصرفها كلها أما الآن ومع توفر تلك الأسواق أصبحت أضع ميزانية لا تتجاوز ال300 ريال ووفرت الكثير من الأموال حتى أنني كنت في السابق أدخر المال لكي أقوم بشراء تلك المنظفات . وأضافت إن الجودة هي نفس الجودة وإن كانت أقل بقليل من المنتجات الأصلية في الأسواق والمراكز الكبرى مشيرة إلى أن تلك الأسواق وفرت على ذوي الدخل المحدود الكثير من الأموال التي كانت تصرف على السلع الأصلية . وقالت رانيا أمين :"إنها ومنذ فترة طويلة أصبحت تستخدم تلك المنتجات الخاصة بالتنظيف وتركت المنتجات التي كانت تستخدمها في السابق وكانت باهظة في السعر لافتة إلى أنها اكتشفت أن العديد من الأسر ميسورة الحال تأتي لشراء هذه المنتجات من المنظفات وليس فقط ذوو الدخل المحدود ورأت ذلك بعينيها. وقال لؤي سيف :"أننا نبحث عن الأرخص من المنتجات مع غلاء المعيشة التي أصبحت تهدد كل المجتمعات وأجد أن هذه المنتجات غير رديئة ربما تكون أقل جودة قليلا ولكنها رخيصة جدا مقارنة بالسلع الأصلية في الأسواق الكبرى . البحث عن سلعة رخيصة ويقول نبيل سعيد:" لقد وفرت لنا الأماكن والمراكز المتخصصة في بيع المنظفات البديلة بأسعار رمزية الوقت والمال في البحث عن سلع رخيصة كنا نبحث عنها في السابق ولا نجدها ولقد كنت أشتري بأضعاف أضعاف ما أشتريه الآن فالذي كنت أصرفه في شهر لشراء تلك المنظفات أصبحت أصرفه في ثلاثة أشهر وأصبح الحال يمشي معنا حتى لم نعد نتضايق أونشتكي من غلاء الأسعار مطلقا وأصبحت في متناول الجميع .أما هادي عبدالرحمن “موظف في إحد مراكز البيع” فقال:"أصبح الناس يرتادون تلك الأسواق بكثرة لأنهم يجدون فيها كل متطلبات المنزل ليس فقط المنظفات ولكن أيضا الأواني المنزلية والملابس ويجدونها بأسعار رمزية وهذا ما يجعلهم يقبلون على شرائها فما يعرض في الأسواق الأخرى ب10ريالات يجدونه هنا بأقل من ذلك بكثير، لذلك نجد الناس يقبلون على تلك الأسواق وبالتالي يتم سحب البساط من الأماكن المرتفعة في السعر . المستهلك يسعى للتوفير من جهتها ذكرت أستاذة ومستشارة الاقتصاد إلهام عبدالغفار بكلية التربية : إن 70 في المائة من الأسر السعودية يقبلون على شراء تلك المنتجات وإقبال الناس على هذا يعود إلى الكم الهائل من المنتجات التي ترد إلى المملكة بكميات هائلة وبالتالي فإنها لاقت رواجا كبيرا سواء من قبل المتسوقين والمراكز التجارية وبناء على ذلك فقد انتشرت هذه الأسواق وأصبحت منافسة لبعضها البعض أما بالنسبة للمستهلك فإنه يسعى إلى التوفير وتخفيض نفقاته بحيث تتماشى مع دخله وللتوفير لمواجهة غلاء المعيشة التي نعايشها حاليا وهذا أمر طبيعي إذ إن المستهلك يسعى إلى الحصول على الأرخص بغض النظر عن جودة السلعة من عدمها. وتضيف عبد الغفار: الجميع يبحثون عن الكم ولايهتمون بالكيف ولايبالون بماتحتويه تلك المواد من أضرار صحية قد يكون بعضها مقلدا وليس مطابقا للمواصفات والمقاييس في المملكة وهذا مانلاحظه يوميا من خلال تحذيرات هيئة الغداء والدواء والهيئات الأخرى المعنية بذلك والتي تقوم بالتحذير من وجود بعض المنتجات الضارة في أسواقنا .