حددت الهيئة الصحية الشرعية الأساسية بجدة يوم الثلاثاء السابع عشر من شهر رجب المقبل موعدا لعقد جلسة ثانية للنظر في دعوى طبيبة أيرلندية ضد مستشفى خاص بجدة كانت تعمل فيه بمسمى "استشارية طب أطفال"، مطالبة بتعويض قدره ثلاثة ملايين ونصف المليون ريال عن الأضرار التي لحقت بها نتيجة أخطاء طبية تقول أنها وقعت عليها من أطباء عاملين بالمستشفى. وتطالب الدكتورة شروق شيشان وهي استشارية طب أطفال، من خلال موكلها المحامي والمستشار القانوني ياسر طلال عشماوي لتعويضها عن الحق الخاص وتطبيق الوجه الشرعي، مبينة أن مبلغ ال 3.5 ملايين ريال يمثل تكاليف العلاج والمضاعفات التي حدثت لها بعد أن طلبت العلاج من نزيف في الرحم، مشيرة إلى أن المستشفى ارتكب عددا من الأخطاء الطبية منها قطع مثانتها بمسافة 7 سم، الإهمال في متابعة حالتها بعد العملية، الخطأ الجسيم في التشخيص بعد العملية، إخفاء حقيقة السبب الداعي إلى إجراء العملية الثانية عنها، إصابة الحالب الأيسر بخطأ طبي، وكثرة الإصابات والمضاعفات بالحالب الأيسر، إجراء عمليات فتح بطن مع تخدير كامل في فترة لا تتعدى عشرة أيام، تخلي المستشفى عنها بعد المضاعفات التي أصابتها بسبب كثرة الأخطاء ونقلها إلى مستشفى متخصص، ارتكاب بعض أطباء المستشفى المدعى عليه أخطاء معنوية ساهمت في ما حدث لها من مضاعفات كادت أن تؤدي إلى موتها. غياب إستشاري الولادة وكانت الهيئة قد استمعت في الجلسة الأولى بتاريخ 14/3/1431ه إلى إفادات الفريق الطبي بالمستشفى الخاص عن الأخطاء الطبية المنسوبة إليهم، وحضر من الفريق الطبي إستشاري المسالك البولية " م . ز " ، والدكتور " ع . م " ، فيما غاب عن الجلسة استشاري النساء والولادة الدكتور " ن . ز " ، وقدم وكيل المدعي مذكرة مكونة من سبع صفحات شرح فيها الوقائع والأخطاء الطبية التي حصلت بالمستشفى، وطالب الهيئة بتحضير استشاري النساء والولادة الذي ساهم في إجراء العملية وحصل على تأشيرة خروج نهائي من إدارة المستشفى، أو المدير الطبي للمستشفى ليتحدث نيابة عنه، واستدعاء الشهود ليدلوا بشهاداتهم أمام الهيئة عن كل ما شاهدوه وحاله المريضة والأخطاء التي حدثت لها. معاناة ما بعد العملية وروي عشماوي معاناة موكلته قائلا : " كانت موكلتي تعاني من نزيف في الرحم لأكثر من سنة ونصف، وقد أوصت لها أخصائية النساء والولادة الدكتور " ع . ر " ، بإجراء عملية لاستئصال الرحم وهي عملية بسيطة، وبالفعل أجرت الأخصائية بالتعاون مع استشاري النساء والولادة " ن. ز" في ذات المستشفى الخاص يوم الاثنين تاريخ 19/1/2009م، عملية جراحية لاستئصال الورم اللمفاوي في رحم د. شروق لعلاج النزيف الحاد الذي كانت تعاني منه، على أن يتم خروجها من المستشفى بعد ثلاثة أيام، وأكد الطبيب والطبيبة نجاح العملية. وفي اليوم التالي (الثلاثاء) قامت الطبيبة المعالجة بنزع القسطرة وطلبت من المريضة التحرك من السرير إلا أنها بدأت تشعر بالآلام في البطن مع الحركة، وعندما طلبت الطبيبة، أفادوها بأنها مشغولة، وفي يوم الأربعاء إزدادت حالتها سوءاً، فجاءتها الطبيبة وأعادت إليها القسطرة، وعندها ظهر دم مع البول، ولما سألتها المريضة عن السبب أجابتها بانه بول مركز ولا دم فيه، وطلبت منها أن تمشي، وفي يوم الخميس اشتدت الآلام على المريضة التي بدأت تحس بأن هناك شيئا غير عادي، ولكن طبيبتها عادت مؤكدة نجاح العملية، وأن خروجها من المستشفى سيكون في اليوم التالي (الجمعة)، غير أن المريضة شعرت بتزايد الآلام وأنها لا تستطيع النوم على ظهرها، كما أن لون بشرتها أصبح يميل إلى الأزرق مع صعوبة في التنفس، وشارك الاستشاري الطبيبة الرأي مؤكدا أن كل شيء تمام. قصور وإهمال وبعدما أن وصلت حالة المريضة إلى ذروتها، وجدت نفسها في دوامة وهم هي من صنع من حولها، مشيرين إلى أنهم سيستدعون استشاري نفساني لإقناعها، وبالفعل جاء أحد الأطباء الكبار ( أ . ف) لزيارتها، فأفاد بأن وضعها ليس طبيعيا وأنها تمر بحالة عصيبة، بينما طلب الطبيب " ع " عمل أشعة لها لأن صحتها سيئة، وأن هناك قصورا وإهمالا في المتابعة وتشخيص العلاج وهي لا تستطيع الاستلقاء على ظهرها، لدرجة أنها اختنقت وأغمى عليها وانقطع التنفس عنها مع صراخ وبكاء من قبل الممرضات، وقام الدكتور " ع. د " ، والدكتور " ع . أ " (متخصصان في الأشعة)، بعمل تصوير تلفزيوني لها، عندها بدأت المريضة تطلب منهم معرفة الحقيقة، فطلب الإستشاري " ع . ر " تحويلها إلى غرفة العمليات بسبب مشكلة في الحالب، وتم نقلها وطلب من زوجها الحضور. وفي غرفة العمليات طلب منها الدكتور " م . ز " استشاري المسالك البولية بحضور الدكتور " م . ط " استشاري التخدير، الاستلقاء على ظهرها، وهو ممسك بالبنج فقام بتخديرها، وبدأت العملية، وعندما فاقت قال لها استشاري المسالك البولية أن جوف البطن كله مليء بالبول مبينا أنه عندما تم فتح بطنها في العملية الأولى تم قفل المعدة، وقطع المثانة 7 سم ، وعمل ترقيع لها وقفل القطع، ووجد أن الأنسجة مسممة من البول، فتم وضع ثلاثة خراطيم لإخراج البول من تجويف البطن وحد على اليمين واثنين على اليسار. اشتباه بجلطة في الرئة ويواصل المحامي عشماوي سرد معاناة موكلته قائلا: كان الفريق الطبي يحاول إخفاء الحقائق واستمر الحال على ما هو عليه، وكانت المريضة تبكي من الآلام، وفي يوم الاثنين 26/1/2009م، وفي تمام الساعة الواحدة ظهرا إزدادت حالتها سوءا مع ارتفاع في درجة الحرارة وضيق في التنفس، فطلبت الممرضة الأطباء، بعد أن وجدت أن نسبة الأوكسجين 70% فقط، عندها حضر كل من د. " م . ز " ، و " غ . ح " استشاري الباطنية ، والدكتور " م . غ " ، والدكتور " ع " ، استشاري طوارئ، وعملوا أشعة عاجلة، ووجدوا التهابا حادا بالرئتين، واشتباه بجلطة في الرئة، فتم نقلها إلى العناية المركزة، وهناك سمعت أحد الأطباء يسأل الممرضة ليه تحاولوا إخافتها إلا أن أحدهم قال يجب أن تعرف كل ما يدور. عملية ثالثة لفتح البطن وبعد العملية، يقول عشماوي : غاب كل من الدكتور " ع . ر " ، والدكتور " ن . ز " استشاري نساء وولادة، ونقلت المريضة صباح اليوم التالي إلى مستشفى خاص آخر لعمل أشعة مقطعية للبحث عن جلطات في الجسم، إلا أن النتيجة كانت أنها خالية من أي جلطات، وعندما رجعت المستشفى كانت الآلام شديدة جدا، مع انتفاخ في البطن، وارتفاع في درجة الحرارة، وتبول مباشر من أنابيب القسطرة، فأدخلوها العناية المركزة ثانية، وفي تمام الساعة التاسعةمن صباح يوم الخميس أخذها الطبيب " م . ز " إلى غرفة العمليات، وقام بفتح بطنها مرة أخرى، وهي العملية الثالثة خلال عشرة أيام بتخدير كامل، وذلك في محاولة لإصلاح مكان التوصيلة في الحالب الأيسر، لأنها لم تدخل إلى المثانة، وهي السبب في دخول البول إلى تجويف البطن، ولكن لم يتحسن الوضع، بل إزداد الوضع سوءاً، فتم إعطاؤها دواءً يقلل البول على أمل أن يقل الضغط في الكلية اليسرى، لأنه وحسب كلامه أن التوصيلة هي السبب في إرجاع البول إلى الكلية. وفي يوم 7/2/2009م حضر إلى الغرفة كل من الدكتور " ع . ح " ، والمدير الطبي، وزارا غرفة الدكتور " غ . ح " مساعد المدير الطبي ورئيسة التمريض الذي أكد أن حالة المريضة صعبة. التحويل إلى مستشفى آخر ويضيف المحامي نقلا عن موكلته المريضة شروق : في تلك الأثناء دخل المسؤولون عن المستشفى وقالوا لها إن حالتك صعبة وهناك خطورة على الكلى اليسرى وعلى حياتك، وأن الطبيب المعالج يعتزم إجراء عملية فتح بطن للمرة الرابعة لتصحيح مسار التوصيلة، وأن الإدارة حريصة على حياتك وقد أخذنا موافقة زوجك على تحويلك إلى مستشفى متخصص لتصحيح ما حدث من أخطاء هنا. إتهامات متبادلة تكشف الحقيقة ويروي عشماوي أن خلافات حدثت بين أخصائية الولادة " ع . ر " واستشاري المسالك " م . ز " وتبادلا الاتهامات والألفاظ النائية. وسمعت المريضة وزوجها، مساعد المدير الطبي يكلم أحد زملائه لتسريع تحويلها إلى المستشفى المتخصص “قبل أن تموت لديهم ويتورطوا” ، ويشهد العاملون على ذلك، وأمام ما سمعته وافقت على النقل، ولكنها سألت عن تكلفة العلاج فأفادوها بأن المستشفى ستتحمل كل شيء، وبالفعل تم تحوليها إلى المستشفى المتخصص، يوم 7/2/2009م، وفي المساء زارها الدكتور " أ . ن " استشاري المسالك بالمستشفى المتخصص، وأفادها بأنه سيتم عمل أشعة لها في اليوم التالي، وإدخال أنبوب داخل الكلية اليسرى لسحب البول الضاغط عليها، وأخذ مزرعة من خراطيم القسطرة، ومزرعة دم وبول لمعرفة سبب السخونة، وتم وضعها تحت التخدير الموضعي، ومكثت في المستشفى المتخصص 23 يوما، ولإنقاذ حياتها استخدموا كل الأوردة لإعطائها المحاليل والمضادات الحيوية، وكانت يداها ورجلاها زرقاء اللون، مع استمرار السخونة بسبب الفطريات، واستمر المعالجون بإعطائها المضادات الحيوية، وإبر تحت الجلد لمنع تخثر الدم. وقام الدكتور " م . ز " استشاري المسالك البولية في المستشفى السابق الذي وقع فيه الخطأ الطبي بزيارتها وقال لها أنا ممكن أعمل لك نفس الشيء فهم نقلوك إلى هنا للترفيه فقط، وتصادف وجوده مع وصول استشاري المسالك في المستشفى الدكتور " ه . س ليسأل عن حالة المريضة، وعندما عرف بما حدث طلب منه الاعتذار ومنع دخوله إل المستشفى. وفي يوم 10/2/2009م تمت إزالة الأنبوب الذي وضع لها بطريقة خاطئة، وتم وضعه في مكان آخر ، وظل استشاري المسالك بالمستشفى المتخصص طوال الوقت يطلب منها الصبر، وجاء كل من الدكتور " م . ز " والدكتور " ن ، ر " وحضر البروفيسور " ح . ف " استشاري المسالك البولية، وقال لها أنت محظوظة أنه لم يتم فتح بطنك للمرة الرابعة. عاهة مستديمة ومراجعة شهرية وخرجت د. شروق من المستشفى المتخصص بتاريخ 23/2/2009م على أن تراجع يوم 5/3/2009م ، لإجراء صورة مقطعية بالصبغة وهو إجراء طبي متبع لتشخيص الحالة بعد العملية، واستمرت السخونة معها إلى أن وصلت إلى 40 درجة مئوية، وفي اليوم المحدد راجعت المستشفى فتم تنويمها بسبب التهاب شديد في الغشاء المبطن بالكلية والحالبين مع اشتباه في تسمم بالدم ولكن جاءت نتيجة المزرعة سليمة، وأثبتت الأشعة في نفس اليوم وجود جرح في مكان الرحم الذي تم استئصاله وخراج صغير في مكان الأنبوب الذي وضع في الكلية اليسرى، وأكياس خراج وصديد منتشر في تجويف البطن، وبعد10 ايام غادرت المستشفى وأعطوها مضادات حيوية، وقالوا أنه يمكن أن يؤثر على السمع والكلى، ولا يوجد حل أخر، واستمرت في أخذ المضادات والأدوية لمدة 45 يوما، وأدخلت المستشفى مرة أخرى في شهر إبريل لعمل منظار تحت التخدير الكامل لإزالة التوصيلة، وأكتشف الدكتور " أ . ن " أن الحالب مثقوب وبدل التوصيلة بأخرى جديدة، وكتب لها بعض الفيتامينات، وصار الحالب المتضرر أضيق من الثاني والعاهة مستديمة، وخرجت يوم 13/5/2009م من المستشفى، وقال الطبيب المعالج لازم نحلل دم وبول ووظائف الكلى شهريا، وعمل أشعة ملونة كل 3 شهور حتى لا تفقد الحالب ويحدث فشل كلوي حسب ما قالت الطبية. المحامي: 9 أخطاء طبية ارتكبها المستشفى أكد المحامي والمستشار القانوني ياسر عشماوي أن هناك 9 أخطاء طبية أبرزها في دعواه ضد المستشفى المتسبب بالخطأ الطبي، وهي قطع المثانة 7 سم وإغلاق البطن دون معالجة القطع، الإهمال بمتابعة حالة المريضة بعد العملية، الخطأ في التشخيص بعد كل عملية أجريت للمريض، إخفاء الحقيقة والسبب الداعي لإجراء العمليات للمريضة، إصابة الحالب الأيسر بالخطأ مما كان له أثر في مضاعفة الأضرار الناتجة عن خطأ طبي في العملية الأولى، كثرة الإصابات والمضاعفات بالحالب الأيسر، إجراء 3 عمليات فتح بطن مع تخدير كامل للمدعي في فترة لا تتعدى 10 أيام وهذا له أضرار مادية ومعنوية، تخلي المستشفى عن المريضة بعرض المضاعفات والأخطاء ونقلها مستشفى متخصص، وأخيرا ارتكاب بعض أطباء المستشفى أخطأ معنوية ساهمت إلى الموت.