مداخلات ساخنة شهدها المنتدى الشهري الثامن لجمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي (واعي) بالمدينةالمنورة، والذي عقد تحت عنوان (المرصد الحضري في المدينةالمنورة ودوره في خدمة البحث العلمي)، اتسمت بعدم الرضا من بعض الحضور عن دور المرصد في تقديم الخدمات لمنطقة المدينةالمنورة في جميع المجالات، وذلك في المنتدى الذي عقد في فندق موفنبيك. وأوضح الدكتور المهندس حاتم عمر طه مدير إدارة التنمية الإقليمية وأمين المرصد الحضري بأمانة منطقة المدينةالمنورة أن أول مخطط إقليمي أقيم في الشرق الأوسط كان في المدينةالمنورة، وأضاف أن التحضر السريع في المدن له سلبيات كثيرة ونحن نبحث للحلول التي تحد من هذه السلبيات، كاشفًا أن المدينة وينبع فقط استقطبت ما نسبته أكثر من 70% من سكان منطقة المدينة في المقابل 30% موزعين على 800 مدينة وقرية وهجرة، مؤكدًا أن هذا أمر خطير جدًا في تكدس السكان في مدينتين فقط. وقال الدكتور طه: إن الخدمات كانت تقدم في السابق حسب وصفه –كل شخص وشطارته- يذهب يتباكى عند المسؤول حتى ينشئ له مركزا صحيا أو مدرسة، موضحًا: هذا الأمر كان في وقته لايوجد معيار لتنفيذ الخدمات وتوزيعها، مبينًا: حرصنا في المرصد أن تكون هناك معايير محددة في تنفيذ الخدمات عبر المخطط الإقليمي وتكون وفق آليات يتفق عليها مع جميع شركائنا من حوالى 42 إدارة حكومية تعمل معنا. واتهم عبدالغني الأنصاري مدير صندوق المئوية في مداخلته أن هناك قصورا كبيرا بالخدمات في المنطقة عطفًا على أرقام ومؤشرات المرصد الحضري الكبيرة. وعقب مدير المرصد الحضري بقوله إن بعض الإدارات الحكومية ومن ضمنها أمانة المدينة لديها نقص شديد بالحدائق المخصصة للشباب حتى أصبحنا في كل سنة نعيد ونكرر هذا المؤشر عليهم معبرًا بقوله -حتى أتعبانهم- والآن يوجد هناك 16 مجمعا متكاملا للملاعب في الأحياء، واصفًا بقوله أن أمين المدينة يعرض عليهم في كل اجتماع صورا لملاعب وحدائق جديدة قامت الأمانة بتنفيذها. وعقب مدير المرصد الحضري ردًا على مداخلة الدكتور محمد إمام مدير جمعية أطباء طيبة الخيرية بالنسبة لدور المرصد للأخطاء الطبية، حيث عقب بقوله أن الأخطاء الطبية كانت 1300 حالة في المملكة ووصلت الآن 1500 حالة خلال سنة واحدة، كاشفًا أن فريقًا من وزارة الصحة زار المرصد الحضري مؤخرًا للقيام بدراسة هذا الأمر مع المرصد الحضري بالمدينةالمنورة. وكشف د. طه أن الأجهزة الإدارية في الإدارات الحكومية في المدينةالمنورة بالنسبة للموظفين لم تتغير منذ 30 سنة، ضاربًا المثل أن أمانة المدينة لديها 1500 موظف يخدمون 700 قرية، وفي السياق نفسه أوضح أن غايات وأهداف وإمكانيات الدولة اختلفت وتطورت، ولكن عدد الموظفين في كل إدارة حكومية ثابت لم يتغير، وبالتالي كان يجب علينا رفع كفاءة هذا الموظف، حيث أحضرنا له جهاز حاسب آلي وماسحا ضوئيا وتم تدريبه حتى أصبح أكثر من 90% من موظفي الأمانة يجيدون استخدام الحاسب الآلي، وبيّن أنه خلال العشر سنوات الماضية كان لدينا 2500 كيلو متر مربع مسفلت أما الآن فوصلنا حتى 7300 كيلو حيث زادت خلال العشر سنوات مقدار 5000 كيلو وجميعها وفق تخطيط وأولويات مدروسة وليست عشوائية حيث أوصلنا حوالى 400 قرية بالطرق. وكشف الدكتور طه النقاب عن تأسيس مراصد حضارية في 8 مدن في منطقة المدينة وهي ينبع والعلا والحناكية والعيص ووادي الفرع وبدر والمهد، حيث بدأ انجاز العمل بها ومتوقع خلال 6 أشهر تصدر المؤشرات منها، موضحًا أن المرصد الحضري أنجز خريطة الأساس وهي خريطة معتمدة لدى جميع الإدارات الحكومية لكل مركز وقرية مفصلة رقميًا ومكتملة البيانات، مبينًا أنه يتم استخدامها في التعداد السكاني حاليًا. وأضاف أن هناك مقترحا عُرض من إحدى الجهات الخارجية على سمو وزير الشؤون البلدية والقروية بإطلاق جائزة تسمى جائزة المدينةالمنورة للمراصد الحضارية تحمل اسم المدينة، تقديرًا لما وصل إليه مرصد المدينة الحضري من التقدم على المستويين العربي والإسلامي. ورد مدير المرصد الحضري على استفسار الدكتور محمد عمر شيخ نائب مدير جمعية واعي عن مدى تفاعل مسؤولي الإدارة الحكومية بالنسبة لتقارير المرصد، فقال: نحن ننتج المؤشرات ونبلغها للمسؤول وهو وأمانته، ضاربًا مثالا أنه توجد نسبة كبيرة من المباني غير مؤهلة لأن تكون مدارس، مشيرًا: أوضحنا الأمر للمسؤول في أكثر من تقرير يصدره المرصد حتى وصلنا لمرحلة الآن أن هناك 70 مدرسة تبنى في وقت واحد بالمنطقة، مبينًا أنه خلال العشر سنوات الماضية بنيت 10 مدارس معتبرًا أن هذا تقدم كبير من خلال المؤشرات التي طرحناها لمسؤولي التعليم. وأشار د. طه: أننا نذكر دائمًا أن المرصد الحضري غير ملزم للإدارات الحكومية وهذا للصحافة والإعلام فقط أما الحقيقة فهو ملزم من مجلس المنطقة ولايمكن لإدارة حكومية بمنطقة المدينة أن تنفذ أي خدمة ما لم يكن متفقا مع أولويات المخطط الإقليمي وهذا قرار من سمو أمير المنطقة. من جانب آخر علق الدكتور عيد الردادي رئيس مجلس المدينة التقني والمهني عن دور الاتصال والربط الإلكتروني بين المرصد الحضري والإدارات الحكومية فقال د. طه: لدينا 350 مستخدما من 42 إدارة حكومية يدخل هذا المستخدم مباشرة عن طريق النت على قاعدة البيانات ويدخل المعلومات، وأشار وجدنا مستخدمي إحدى الإدارات الحكومية دخل على قاعدة البيانات مساءً وعند الاتصال والاستفسار منه اتضح لنا انه يعمل من مقهى انترنت لان خط الهاتف بإدارته معطل ولحرصه على إرسال البيانات في موعدها ذهب لمقهى انترنت ليرسل قاعدة البيانات الخاصة بإدارته. وتمنى الدكتور حمادي التونسي مدير جمعية واعي أن يتم نشر المعلومات التي يقوم المرصد بالعمل عليها حتى تتم الاستفادة منها لخدمة الباحثين ولاحتياجات المؤسسات والأفراد، حيث أيد هذه الفكرة مدير المرصد الحضري واعدًا أن يتم النظر فيها، وموضحًا في نفس السياق أن ليست كل المعلومات صالحة للنشر معترفًا في ذات الوقت أن المرصد الحضري مقصر جدًا في المؤشرات الثقافية وأن عدد الصحف التي تباع في المدينة لا يستطيع المرصد حصرها بسبب تصريح مندوب الشركة له بقوله (أنت تراقبني كم عدد تم بيعه).