لا أخالُ عاقلاً ينكر أن الحراك الثقافي في الوطن الواحد مؤشر على تقدم المجتمع، بل إن الثقافة معيار منصف لمعرفة مدى رقي الأمم. إن السجال الفكري، والحوار البناء، والتبادل المعرفي، والعلمي، هي اللّبنات التي تقوم عليها الحضارة. وللمثقف السعودي موعدُُ سنوي مع الوعي، والثقافة والمعرفة من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب والذي انطلقت فعالياته مساء الأسبوع الماضي. فكل المؤشرات تنبئ أن نجاحًا يلوح في أفق معرض هذا العام، وذلك بعد أن أطلق وكيل وزارة الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله الجاسر حزمةً من التحديثات الجوهرية شملت نوعية الدور المشاركة، والفعاليات الثقافية، والتنظيم الإداري للمعرض بل كان يعبر عن رؤية ناضجة، وهدف واضح حينما أعلن أن «المعرض ليس لمجرد شراء الكتب، وإنما تظاهرة ثقافية تعكس صورة المملكة خارجيًّا». لقد كان الجاسر يتحدث بلغة المنطق والعقل عندما أكد أن وزارة الثقافة والإعلام تنشد الوسطية في هذا المعرض الدولي»، فحينها تذكرتُ ما حدث لنادي الجوف الأدبي، وما تعرّض له رئيسه من تهديد، فضلاً عمّا يحدث سنويًّا على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب من تجاذبات لا مسؤولة. لا أخالُ فردًا عاديًّا كان أم مثقفًا يجهل أن الثقافة -كما في قاموس إكسفورد- تعني الجانب الذهني للتمدن أو التحضّر. وهنا أتساءل: لماذا لا نقدّم أنفسنا بصورة مشرقة، ونحن نمتلك أدوات ذلك؟ أيُّها المثقفون: تعالوا إلى كلمة سواء، ولنسهم في النجاح الثقافي الذي ينشده مشرف المعرض لهذا العام الدكتور عبدالله الجاسر، فقط دعونا نتفق، لنكن وسطيين، ومعتدلين، متقبّلين للرأي والرأي الآخر دون جَلَبَة فهذه المناسبات الدولية تحتاج منا إلى كياسة. ألم نقل إن الحراك الثقافي في الوطن الواحد دليل على تقدم المجتمع، والثقافة معيار حقيقي لرقي الأمم؟