أعلن المرشد العام المنتهية ولايته لجماعة الإخوان المسلمين بمصر محمد مهدي عاكف امس أن الاختيار وقع على العضو القيادي في الجماعة محمد بديع مرشدا عاما جديدا، وانتهت ولاية عاكف يوم الأربعاء. وبديع (66 عاما) عضو في مكتب الإرشاد منذ عام 1993 وينتمي للجناح المحافظ في الجماعة الذي يسمى جناح القطبيين نسبة إلى المفكر الإخواني البارز سيد قطب الذي أعدم شنقا عام 1966. وكان بديع قبل اختياره للمنصب محاضرا في كلية الطب البيطري جامعة بني سويف بمدينة بني سويف جنوبي القاهرة. وأعلن عن اختيار بديع للمنصب الأول في الجماعة بعد شهور من صراع بين الجناح المحافظ فيها وجناح إصلاحي انتهى باستقالة الرجل الثاني في الجماعة محمد حبيب من جميع مناصبه قبل نحو أسبوعين وهو أبرز الأعضاء القياديين في الجناح الإصلاحي. ولم يحضر حبيب الذي كان يشغل منصب النائب الأول للمرشد العام للجماعة إعلان اختيار المرشد الجديد لغضبه من نتائج انتخابات غير علنية لمكتب الإرشاد أجريت في الأسابيع الماضية وأسفرت عن عدم إعادة انتخابه لعضوية المكتب الذي يعمل كلجنة تنفيذية للجماعة. وألقي القبض على بديع عام 1965 مع عدد من أعضاء الجماعة بينهم قطب وقدموا لمحاكمة عسكرية وصدر عليه حكم بالسجن لمدة 15 عاما أمضى منها تسعة أعوام وراء القضبان. وفي عام 1998 احتجز لمدة 75 يوما على ذمة قضية جمعية للدعوة الإسلامية كان يشغل منصب رئيس مجلس إدارتها. وفي عام 1999 حكمت عليه محكمة عسكرية بالسجن لمدة خمس سنوات قضى منها ثلاث سنوات وتسعة أشهر مسجونا، واحتجز لمدة شهر عام 2008 خلال انتخابات للمجالس المحلية. ويدعو الإصلاحيون في الجماعة إلى انخراط أكبر في العمل السياسي وحوار أوسع مع الجماعات والأحزاب السياسية في مصر وحوار مع القوى العالمية المؤثرة وبخاصة الولاياتالمتحدة لكن المحافظين يرون أن الأولوية يجب أن تعطى لتقوية الجماعة من خلال العمل الاجتماعي والدعوي في وقت يبدو فيه أن المناخ لا يسمح بعمل سياسي ذي جدوى كما نقلت عنهم صحف محلية. وتقول الحكومة إن جماعة الإخوان المسلمين محظورة لكنها تسمح لها بالنشاط في حدود. وبعد الانتخابات التشريعية التي أجريت عام 2005 برزت الجماعة كأقوى قوة معارضة في مصر منذ ثورة يوليو عام 1952 بحصولها على 88 مقعدا في مجلس الشعب تمثل نحو خمس مقاعد المجلس. لكن أيا من مرشحيها لم يفز في أي من الانتخابات العامة الجزئية التي أجريت منذ ذلك الوقت وسط اتهامات للحكومة بأنها تعمل على شطب أو إسقاط مرشحيها لمنع اتساع قاعدة نفوذها السياسي بدرجة تهدد حكم الرئيس حسني مبارك الذي انتخب لأول مرة عام 1981. ويخوض أعضاء الجماعة الانتخابات العامة بصفة مستقلين تفاديا للحظر المفروض عليها.