اعقلها وتوكل.. هكذا قال أكثر من 90% من الحجاج الذين أدوا فريضة الحج هذا العام بدون اخذ لقاح انفلونزا الخنازير. نعم.. لقد كسر هؤلاء حاجز الخوف من الانفلونزا بعد ساعات قليلة من وصولهم في المشاعر التي قضوا فيها 5 أيام كاملة واتفق اغلب الحجاج على انهم لم يلتفتوا إلى المرض ولم يتذكروه في غمرة انشغالهم بأداء المناسك في المشاعر المقدسة. ورأوا ان تهويل المخاوف من المرض أمر لا مبرر له في ظل تواضع الإصابات خلال الموسم اذ لم تزيد على 68 اصابة فقط. قال عبدالكريم يوسف المحمد سوري الجنسية يعمل في مجال قيادة الشاحنات ان الخوف الذي اعتراه من انفلونزا الخنازير قبل دخول الموسم تبدد فور وصوله إلى المشاعر حينما رأى الحجاج مشيراً ان طبيعة عمله كسائق كانت تلزمه الاحتكاك بحجاج من جميع الجنسيات ولفت إلى ان بعض الحجاج قبل بداية الموسم كانوا متخوفين من هذا الداء لكن خوفهم زال بمجرد ان وطئت اقدامهم المشاعر المقدسة واختلطوا مع بعضهم البعض مشيراً إلى انهم لن ينظروا لهذه المخاوف مادام الهدف هو أداء فريضة الحج. وتوقع محمد حسين محمد سوداني الجنسية والذي يعمل في مجال تربية الحيوانات بمكةالمكرمة قبل ان يأتي لأداء الفريضة ان يفترسه هذا الداء (H1N1) لكن سرعان ما ارتاح وهو يرى جموع الحجاج تنعم براحة واطمئنان وأضاف ان القلق الذي اعتراه في السابق لا يعدو ان يكون اوهاماً صنعتها الشائعات التي راجت عن هذا الوباء. وأبان أن الوسائل الارشادية والصحية التي اتبعها ساعدت ايضاً في ازالة هذا الخوف مهيباً بالحجاج التزام التعليمات واتباع الارشادات. وأكد عادل خفاجي مصري الجنسية ويعمل الاعمال الحرة في المملكة انه قدم للفريضة وهو يعلم انه لن يصيبه الا ما كتب الله له ملقياً اللوم على بعض الدول التي منعت حجاجها من أداء الفريضة أو الحجاج الذين امتنعوا بسبب هذا الوباء. وأشار جمال محمد صالح يمني الجنسية انه لم يلتفت إلى المخاوف من الانفلونزا التي يتحدث عنها الناس ولم يشغل نفسه بها مؤكداً انه انصرف عن ذلك كله في التفكير كيف يؤدي الفريضة وانه راض بكل ما كتبه الله له مع الاخذ بالاسباب مثل وسائل السلامة من كمامات وقفازات وواقيات تحميه بعد الله سبحانه من هذا الوباء بناء على تعليمات وزارة الصحة. وقال انه عندما أتى للمشاعر ولم يجد مكاناً يفترش فيه نظراً لكثرة الحجاج ذهب عنه ذلك الخوف ولم يشغل نفسه وتأكد له حينها ان هذه ليست سوى ازمة بسيطة لا كما قيل وأشيع عنها. مبيناً ان المرض اخذ اكبر من حجمه جراء الشائعات التي سرت في نفوس الحجاج ودفعت البعض إلى تأجيل أداء الفريضة لهذا العام داعياً الحجاج إلى عدم تهويل الأمور في نفوسهم والتوكل على الله في مثل هذه الحالات. وأكد سعد الدين هندي الجنسية ويعمل في مجال الكهرباء في مكة وعلي شمري سوري الجنسية ويعمل سائقاً بحفر الباطن إلى ان المرض لم يشكل لهما أي مصدر للخوف موضحين أنهما اتخذا كافة الاحتياطات اللازمة. وقالا: معظم الحجاج كسروا الخوف بأدائهم فريضة الحج مؤكداً ان الغالبية العظمى لم تكترث للتطعيمات ضد الانفلونزا. ونفى اسماعيل مطر سوري الجنسية والذي يعمل بورشة في حفر الباطن أن يكون هناك أي ضرر لحق به من هذا الوباء مبينا أن المرض قد يكون موجوداً لكن ليس بالنسبة التي صورها الناس وجعلوها حديثهم وشغلهم الشاغل. ويبين فهد العنزي سوري الجنسية ويعمل موزعاً بالمنطقة الشرقية أنه تراءى له نشر انتشار وباء أنفلونزا (H1N1) منذ وصوله للمشاعر المقدسة. واستغرب الجموع الغفيرة التي قدمت لأداء الفريضة بعد التوكل على الله والقناعة بأنه لن يصيبها إلا ما كتبه الله لها. وقال العنزي لا داعي لتهويل الأمر إذ أنه يعتبر مرضاً عادياً مثل غيره من الأمراض التي تصيب الإنسان، كثير الذين يعملون من الحبة قبة وهم من هولوا هذا الوباء، ورفعوه إلى منزلة جعلت الناس تحجم عن أداء الفريضة. ويرى فهد القافي أن التهويل الزائد لهذا الوباء جعل الحجاج متخوفين في بداية الأمر ورأينا الحجاج في أول يوم وهم يحملون الواقيات والكمامات لكن سرعان ما عادوا إلى وضعهم الطبيعي بنهاية اليوم مبينا أن ذلك نتيجة لارتياحهم واطمئنانهم. وقال محمد عماد مصري الجنسية الذي كان يؤدي فريضة الحج مع والده إنه كان متشوقاً لأداء الفريضة رغم التحذيرات التي كان يسمعها والحملات التي كانت تقوم بها وزارة الصحة والتي كان يسمعها في مدرسته إلا أنه أصر على أداء الفريضة. وأضاف: رغم كثرة الزحام عند الجمرات إلا أن ذلك لم يؤثر فينا على الإطلاق.