لله ما أعطى ولله ما أخذ و(إنا لله وإنا إليه راجعون).. فجعنا يوم أمس الأول في «المدينة» بنبأ وفاة أخينا وزميلنا الإعلامي المخضرم عثمان عابدين وهو على رأس العمل بمكتبه يؤدي عمله اليومي.. كم كانت صدمتنا كبيرة، وحزننا عميقا بالنبأ الحزين، فأبو وليد كان صديق الكل وحبيب الجميع، حينما تقابله تسبقه ابتسامته المعهودة خافيًا خلفه كل الظروف الصعبة.. زميل متعاون بكل ما تعنيه الكلمة، خبرته يمنحها لزملائه ويسخرها لمهنة الإعلام التي أحبها وأخلص لها، ومات وهو يؤديها. رغم أننا كنا في قسم الرياضة، وهو مسؤول تحرير في الصفحة السياسية، كان لا يبخل علينا بترجمة الأخبار الرياضية العالمية وبكل حس صحفي وحرص على المهنة وعلى صحيفة المدينة وتميزها.. يزودنا بكل ما اطلع عليه في الوكالات والمواقع العالمية من أخبار رياضية، ويترجم لنا الأخبار بكل أريحية، فالإعلامي الكبير عثمان عابدين يجيد الإنجليزية والإسبانية. التقيته عصر يوم الثلاثاء الماضي بوجود الزميلين محمد مصلح وخليل القريبي، تمازحنا كالعادة وتصافحنا ولكنه في النهاية قال لي كلمة أراها كالوصية، قال لي: «لا تدري ماذا في قلبي.. داير أجري العملية الثانية لابني المعاق، وأسعى لتحقيق ذلك»، ولحظة المغادرة احتضنا بعضنا البعض، ولم أكن أدرك أنه الوداع لزميل عزيز وأخ أكبر على مدار ما يقارب عقدين من الزمان قضيتها معه هنا في «المدينة».. رحم الله عابدين. أما كلامه الأخير عن ابنه فواجب علينا أن نقف معه ونسعى لتحقيق ما لم يتمكن من تحقيقه في حياته، وكامل أفراد أسرته يستحقون الرعاية والاهتمام والوفاء لوالدهم بعد وفاته. مصابنا كبير وحزننا عميق ولا نقول إلا مايرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون).