* قبل أيام استقبلتُ في مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينةالمنورة أحدَ الأصدقاء من خارج المملكة، الذي بمجرد صعوده للمَرْكَبَة بدأ يُلقي المُوشّحَات في الثناء على التّطور الكبير الذي أصبحت تعيشه «طَيْبَة الطيبة» من خلال قراءاته ومُشاهداته من الطائرة؛ إضافة لتَمَيُّز المطار، وسهولة الإجراءات وسرعتها. * وفي الوقت الذي كنتُ أرفع هَامَتِي فخراً بما يقول، صَادنِي النّسيان عندما قَرّرتُ أنْ أسلكُ طريق الجامعات باعتبار أن «صديقي» اختار السُّكْنَى في الفندق المجاور لمستشفى الملك فهد؛ وتلك كانت غَلْطَتِي الكُبْرَى التي اعتذر عنها ل(حَبِيْبَتِي المَدِيْنَة النَّبَوِيّة). * فما هِي إلا بضعة كيلومترات، وتُداهِمنَا -للأسف الشديد- تلك الرائحة الكريمة -أعزكم الله- التي امتزج فيها ما يأتي من «سوق الأغنام وحَضَائِرَهَا، ومحطة معالجة الصّرف الصحي»، حَاولتُ تَدارك الأمر بحديث طارئ، مع اللجوء لقَطرات من زجاجة عطرية، ولكن فَاتَ الفُوْت، فلا عِطْرَ يَنفع ولا صَوْت؛ فقد لاحظتُ استياء (ضَيْفِي) وتضجره، الذي حاولَ تخفيفَ مُعانَاتِه بالاستعانة ب(الكمامة الطبية)!! * وقتها (أنا)، لم امتلك إلا الصّمْت، أما الآن فهذا تأكيدي على الجهود العظيمة التي يُخلص بها قَائد المدينة الأمير فيصل بن سلمان، وسموه نائبه الأمير سعود بن خالد، لخدمة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شتى المجالات، ثُمّ هذه شهادتي على العطاءات الكبيرة والنّوعية التي يَتَفَانى بها صباح مساء معالي أمين المنطقة المهندس فهد البليهشي، فالواقع يُؤكد بأن «المدينة» منذ اعتلاء مِنْصبه غَدت ورشة عَمَل في مختلف الجهات والشؤون البلدية. * ولذا ولأنّ تلك الروائح الكريهة، وما يُصاحبها من مشاهد مسيئة لا تناسب مكانة (المدينة النبوية) وقداستها، ولا تواكب برامج أَنْسَنَتها، كما أنها تحمل الضّرر للمَارّة، وقبلهم لسُكّان الأحياء المجاورة؛ فما أرجوه من صديقي معالي المهندس البليهشي أن يكون قَراره الأول صباح الغَد الأمر بنقل سوق الأغنام، والتوجيه بأن يكون ذلك عاجلاً -ولو لمكان مؤقت- حتى يأتي الدائم، كما أدعوه باعتباره الرئيس التنفيذي ل(هيئة تطوير المدينة) للتنسيق مع الجهة المختصة لإبعاد محطة الصرف الصحي، ومِن ثَمّ بعد ذلك يمكن تحويل تلك المساحة إلى حديقة تكون مُتَنَفْسَاً رائعاً لأهل عاصمة النّور والإنسانية. * أخيراً سَبَقَ وأكدتُ هنا أن الموقع المنتظر لمدينة الأنعام على طَريق حائل خطأ كبير لكونه يستقبل زوار المدينة من ذلك المَعْبَر المهم، ولقربه من مخططات سكنية؛ فما أَتَمَنَاه عدم تكراره أزمة الموقع الحالي في طريق الجامعات؛ الذي أقره مسؤول يجهل أبجديات اسْتشراف المستقبل؛ وما يحمله من تَمَدّد عمراني.