قبل أيام اختتم (المؤتمر الدولي الأول حول أنسنة المُدن)، الذي نظمته هيئة تطوير المدينةالمنورة، وفيه عُرضت بعض التجارب العالمية، كما تم تَدارس أفضلِ الآلياتِ المحليةِ والدولية لتطويرِ بَرَامِجَ مُلائمة لأنسنةِ المدن، وما يؤسِّس لذلك من مبادئَ وممارساتٍ وإدارةٍ، وتخطيط وتصميم، وما ترتب عليه من أثرٍ اقتصادي، وكذا دراسة دورِ التعليم والثقافةِ في أَنْسَنَة المدن؛ والبحثِ عن بناء مشاريعَ ومبادراتٍ لها في مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام. * المؤتمر كان عالمياً قولاً وفعلاً؛ فقد شارك في فعالياته التي استمرت لأربعة أيام أكثر من 80 خبيراً، جاءوا من 14 دولة؛ ولأن موضوعه مهم وجاء متزامناً مع إطلاق برنامج جودة الحياة 2020م، الذي يهدف إلى جعل المملكة أفضل وجهة للعيش من خلال وضع منظومة بيئية تدعم توفير خيارات المشاركة في الأنشطة الثقافية والترويحية وتطوير أنشطة ملائمة لذلك، وتحسين المشهد الحضري في المدن، وإعادة تأهيلها بما يرتقي بالخدمات الإنسانية التي تقدمها لساكنيها وزوارها فقد كان التفاعل مع أطروحات المؤتمر واضحاً، يشهد على ذلك الحضور الكبير لجلساته، والمتابعة لها عبر مواقع وبرامج التواصل المختلفة التي حرصت على نقله وجاء متزامناً مع إطلاقها بصورة مباشرة. * أما اللافت جداً فحرص سمو أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان، وسمو نائبه الأمير سعود بن خالد على المشاركة في جلسات المؤتمر والحوار حولها؛ وهذا فيه تأكيد على حرصهما على خدمة طيبة الطيبة، وعلى الإفادة من المؤتمر ومخرجاته في برامج (أَنْسَنَتها) لتصبح واقعاً ملموساً. * المؤتمر الدولي الأول حول أنسنة المُدن، كان ناجحاً بكل المقاييس، وعلى كافة المستويات، وبالتأكيد خرج بتوصيات مُلْهِمَة في موضوعه؛ فشكراً لكل من ساهم في الإعداد له، وفي تنفيذه، شكراً لهيئة تطوير المدينة، ولسعادة أمينها العام الشاب الطموح المهندس فهد البليهشي، ولجميع زملائه الأعزاء. * أخيراً في حين تعاني مُدن كثيرة حول العالم من التّوحّش؛ فإن المدينة النبوية كانت وستظل المدينة الفاضلة، والعاصمة الأبدية للإنسانية؛ لذا أقترح أن تكون حاضنة ل(مركز الملك سلمان العالمي لأنسنة المُدن)؛ الذي يهتم بكل ما يتعلق بذلك المجال من تجارب ودراسات وبرامج يُفِيد منها العَالَم أجمع.