* أمانة المدينةالمنورة، ومنذ تَرَجَّل معالي المهندس عبدالعزيز الحصين عن كُرسي مسئوليتها، لم يكن لِخدماتها وبرامجها حضور يواكب ما تحظى من اهتمام ورعاية ودعم من الحكومة، الذي مِن شواهده اليوم الزيارات التفقدية المتكررة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله، والتي تُبَشِّر دائماً بالخير والمشروعات التنموية. * وهنا جاء تكليف المهندس فهد البليهشي قبل أيام بالقيام بمهام «أمانة المدينة النبوية»، لِيزيد من مساحات الأمل والتفاؤل عند أهلها وزوارها بمستقبل أفضل للخدمات البلدية؛ باعتباره ابن «المدينة» البَّار والملِمِّ جداً بتفاصيلها ومفاصلها، والذي حقّقّ نجاحات كبيرة في «هيئة تطويرها»، وبعد تهنئته على الثقة، والدعاء له بالتوفيق؛ لِيَسمَح لي بهذه الهَمسَات: (1) (فَضْلاً) فَرْض سياسَة الباب المفتوح في الأمانات وبلدياتها الفرعِيّة؛ فسماعُ صوتِ المواطن البسيط، وكذا الزائر أهمّ وأصدق إنْبَاءً من التقارير الورقية الضَّبَابِيّة؛ وفي هذا الإطار أرجو أن تكون هناك لقاءات مفتوحة ومباشِرة لسعادته مع المجتمع المديني على اختلاف أطيافه، مع الإفادة (الفَاعِلَة) من مواقع وبرامج التواصل الحديثة في هذا المجال. (2) (كَرَمَاً) الدولة أعزها الله قَدمت خلال السنوات الماضية الدعم اللامحدود لعاصمة الإسلام الأولى، وضَخَّت في شرايينها الميزانيات الكبيرة، ولكن للأسَف الخدمات البلدية فيها لم ترتقِ للطموحات، فالعديد من ملفاتها ما تزال مفتوحة، ومنها: العشوائيات، وافتقاد الكثير من الأحياء لمشاريع البنية التحتية، وغَرق بعضها جرّاء الأمطار، وكذا افتقادها للحدائق والمساحات الخضراء والملاعب، وكَبَاري ومعَابِر المُشاة، وهناك تعثّر المشروعات وتهالك الطُرق الداخلِيّة، وأيضاً لابد من التأكيد على حاجة ميادين المدينة وبواباتها لِ»اللمسات الجَماليّة»، ولا أنسى تلك البيروقراطيّة الإداريّة التي تقتل المبادرات!. (3) (لطفاً) «المجلس البلدي» في المدينة يبدو مجتهداً وحريصاً على ممارسة مهامه في تطوير الخدمات البلدية والبحث عن جودة مخرجاتها، ولكنه كان ولايزال يشتكى من عدم تعاون «الأمانة»، حتى وصل الصِراع بينهما أحياناً لمنابر الإعلام، فلعل صفحةَ تعاونٍ وتنسيقٍ تُفتح بين الطرفين؛ لأن رسالتهما واحدة وهي خدمة طيبة الطيبة. (4) (فضلاً) المدينةالمنورة فيها أطهر الأجواء وأكثرها صِحَّةً في العالم، فيكفيها أنها تعَطّرت بأنفاس سَيِّد البشرية نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضوان الله عليهم جميعاً؛ ولذا هذه دعوة لمعالجة أزمة «المَرْدم الهندسي» الذي تحاصر أضراره المنطقة السكنية المحيطة به، وكذا هذا رجاء بسرعة إغلاق «محلات بيع الجِراك والمُعسّل والتّبْغ العديدة والمتناثرة» التي ستستقبل وتصدم زائر المدينة من طريق الهجرةّ»! (5) أخيراً ما أرجوه من المهندس فهد البليهشي أمين المدينةالمنورة المكلف الذي أتمنى تثبيته رسمياً أن يبتعد عن لغة الصِّدام مع الإعلام، وأن يمدّ جسور التعاون معه لِيَجعل منه شريكاً في الوصول لمحطات النجاح بإذن الله تعالى؛ فهو في الحقيقة مجرد مِرآة تحاول كشف الواقع دون مجاملة أو تزييف.