شخصية المدير تعكس تراكمات ماضيه منذ أن كان طفلاً صغيراً وحتى رجولته. والتربية والتعليم والثقافة والتجارب السابقة تؤثر في تكوين شخصيته، وبعض المديرين تستمر معهم عقد النقص التي اكتسبوها في ماضيهم وتؤثر على تصرفاتهم وقراراتهم في بيئة العمل. وفي كتاب «مركب النقص والعقد النفسية» للأستاذ (حلمي مراد) يذكر أن بعض العقد تعيش في اللاوعي لدى بعض المديرين وتفرز الاضطراب النفسي والكبت والشعور بالدونية، فيؤذون من حولهم لأجل التنفيس عن أمراضهم النفسية. وفي كتاب «ضغط العمل طريقك للنجاح» (لبيتر هانسون)، يتحدث عن «مرض المدير السيئ» الذي يحطم قدرات الموظفين ويسرق إنجازاتهم ويلوث بيئة العمل بالتوتر والقلق. والعاملون مع المدير السيئ يعانون من الشللية والانقسامات والصراعات والمكائد، وتسييس جو العمل بوجه عام. ويشير الدكتور إبراهيم الخضير: إلى أن بعض الدراسات التي أجريت في الولاياتالمتحدة وبريطانيا أوضحت أن المدير السيئ يؤثر على «مناخ العمل» سلبياً... وان أصحاب الشخصيات المريضة لا يصلحوا لأن يكونوا مديرين!!! (نقلا عن: الموقع الالكتروني لجريدة الرياض، العدد 15320 بتاريخ 04/06/2010م). وذكر أن «المدير السيئ» يلجأ إلى بعض الحيل والأساليب غير الأخلاقية من بينها: 1- استغلال بعض الموظفين لنقل الأخبار ونشر الشائعات لصالحه، ويكافىء هؤلاء المتزلفين، ويعاقب غيرهم من الأكفاء. 2- يضايق بعض الموظفين لكي يوظف مكانهم الموالين له. 3- يشجع الصراعات بطرق ماكرة لكي يضمن إزاحة منافسيه. فالمدير السيئ: يخلق لنفسه شلة من المنتفعين والمطبلين للإشادة بإنجازاته الوهمية. وقد يروج لفكرة انه شخصية قيادية إبداعية، وهو لا يعرف فن التأثير الإيجابي على الآخرين، وليس كل «عريض في المنكبين» يصلح قائداً إداريًا، ومقولة «أجسام البغال وأحلام العصافير» تنطبق على هذه النمط. فليس كل مدير قائد، وكل قائد مدير، لأن النوع الأول يصدر قرارًا بتعيينه مديرًا، (وقد يكون الأضعف والأقل كفاءة) وهذا لا يجعله قائداً لأنه يفتقر لفن التأثير وإن أجاد بعض فنون التمثيل. وهناك نوع يغطي على جهله بشهادات علمية وخبرات وظيفية سطحية، ولكن لا فائدة للشهادة بدون تحلي صاحبها بالأخلاق، والأمانة، والضمير الحي.. كما يركز هذا النوع الانتهازي على التحالفات غير الرسمية داخل المنظمة.. ويتقرب للمديرين الأعلى منه في الهرم الوظيفي ويظهر أمامهم كالتلميذ المطيع، ويذعن لهم في كل ما يطلبوه منه، ويتنمر على مرؤوسيه.. ويرى الأستاذ (محمد البلادي) في مقال بعنوان «مدير برتبة حاقد»: أن المدير الجاهل أهون في أضراره على المنظمة من المدير «الحاقد والحاسد» لكونه فاسد أيضاً، فعقد النقص في شخصيته تجعله «ينسى كل نظريات الإدارة التي تعلمها... ويهدم منظمته ببطء» دون أن يشعر به المنخدعون بعبقريته الزائفه. ورغم أن هذا النمط يتشدق بالمبادئ والمثل والأخلاق إلا أنه لا يتورع عن الكذب والكيد وتشويه سمعة من لا يتوافق معه بطرق خبيثة، ومبدأه «الغاية تبرر الوسيلة». فمرض الحسد يقود هذا النوع للسير في طرق متعثرة وشائكة إلى أن يقع في شر أعماله وتنكشف ألاعيبه وينفضح على حقيقته. ** نقطة تأمل: «نقيق الضفدع وقفزاته القصيرة لن توصله الى السماء وإنما سيعاود السقوط إلى مستنقعه الذي ألفه».