خلال سنوات قليلة شهدت المملكة تطورًا سريعًا وبدأ التحول الإلكتروني في بعض المجالات بل وأغلبها حتى في التعليم ف»أزمة كورونا» قد فتحت المجال للأعمال الإلكترونية بالازدهار، خاصة مع خسارة البعض وظائفهم فما كان منهم إلا أن يبحثوا عن تلك الأعمال كل بحسب هوايته وميوله الشخصية في الكتابة أو التصوير أو التصميم أو أي موهبة أخرى، فنحن بهذه الخطوة قد نجحنا في الوصول إلى التطور التكنولوجي الذي كان غير مقبولًا عند البعض في فترة من الفترات. ولكن ماذا خسرنا لقاء ذلك التطور؟ للأسف أصبحت الحياة أكثر عملية وافتقدنا الأجواء العائلية التي كنا نحظى بها سابقًا وبدأنا بالابتعاد عن بعضنا بحجة مشاغل الحياة التي قد لا تنتهي، حتى وسط بيوتنا تجد كل شخص في عالمه الافتراضي سعيدًا متناسيًا وجود الأشخاص من حوله بل أصبح التواصل الافتراضي الأساس في علاقاتنا مع الآخرين وهناك من يقطع صلة الرحم بمجرد «أنه متصل على الواتس ولم يرد» وأسباب أقرب إلى «التفاهة»، افتقدنا تلك التجمعات العائلية والجميلة التي كنا نحظى بها ونحن في قمة سعادتنا، فلا التجمعات كما كانت ولا تلك الضحكات التي كانت تخرج من قلوبنا كما هي فكل شيء تغير حتى نفوس البشر لا أعلم السبب ولكن من المؤكد أنه «من المحال دوام الحال» وتلك حال الدنيا. يقول البعض أنه سيأتي اليوم الذي ستكون فيه حياتنا مملة فنفقد الحياة الاجتماعية التي كنا نحظى بها وسننسلخ منها تدريجيًا ولكني لا أتمنى ذلك فنحن لنا الأجر في صلة الرحم أولًا قبل أن تكون «عادات وتقاليد». التطور الذي نعيشه جعلنا أفضل ووفر علينا الجهد والوقت في الكثير من أمور حياتنا والتي كنا نعاني منها سابقًا كالاستخدام الورقي الذي كنا فيه والذي تحول إلى إلكتروني، هناك من تقبله وهناك من رفضه ولا يزال يرفضه ولكنه سيجبر عليه لأن التعاملات الحكومية لم تعد يدوية كما كانت في السابق. وأخيرًا وليس آخرًا أتمنى أن لا تتغير العادات الجميلة التي تربينا عليها سابقًا ونعيش التطور في نفس الوقت فليس أجمل من أن نعيش الزمنين في آن واحد ولكن دون أن يطغى شيء على الآخر.