رحب الاتحاد الأوربي، اليوم الجمعة باتفاق وقف إطلاق النار الروسي التركي في شمال غرب سوريا، واعتبره "مؤشرا الى حسن النوايا"،كما أعلن تقديم مساعدات إنسانية للمنطقة بقيمة 60 مليون يورو. وقال وزير خارجية الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل لدى وصوله لمحادثات مع وزراء خارجية التكتل في زغرب "بالتأكيد أنا مسرور لوقف إطلاق النار. انه خبر جيد. فهو على الاقل مؤشر الى حسن النوايا- لنر كيف ستسير الامور". وشدد على أن وقف إطلاق النار "شرط لإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية لأهالي إدلب". وأضاف ردا على سؤال يجب أن "نركز جهودنا على الجانب الإنساني". وأكد الوزراء هذه المقاربة في بيان. وطالبوا روسياوتركيا بضمان أن يكون وقف إطلاق النار "فوريا ودائما" وأعلنوا "تخصيص مساعدة إنسانية إضافية بقيمة 60 مليون يورو لشمال غرب سوريا". ودعا الاتحاد الأوربي موسكووأنقرة الى "ضمان حماية المدنيين من الأرض والجو" بوقف القصف الداعم لهجوم النظام السوري في المنطقة. وطالب أخيرا بالسماح بتدفق المساعدة الإنسانية "بلا عوائق". وشن النظام السوري، مدعوما من موسكو، هجوما في ديسمبر لاستعادة محافظة إدلب التي تشكل المعقل الأخير للمعارضة المسلحة الموالية لتركيا والمتطرفين في شمال غرب سوريا. وأكد وزراء خارجية الاتحاد الأوربي في بيانهم أنه "لا يمكن بأي حال من الأحوال تبرير الهجمات العشوائية وتدمير البنى التحتية المدنية، بما فيها مؤسسات صحية ومدارس ومخيمات نازحين، الذي يقوم به النظام السوري وحلفاءه ويجب أن يتوقف ذلك". حزم ورغم ذلك، لم يحمل البيان أي إشارة إلى طلب ألمانيا وهولندا إنشاء منطقة آمنة في محافظة إدلب. وحذر بوريل الخميس أنه من الصعب أن يحظى هذا الطلب بدعم مجمل دول الاتحاد الأوربي. كما ليست هناك أيضا أي إشارة إلى دعوة بوريل لتحسين علاقات الاتحاد الأوربي "مع تركياوروسيا". لكن البيان حمل رسالة تذكير لأنقرة بواجباتها تجاه المهاجرين واللاجئين الموجودين على أراضيها. وقال دبلوماسي لوكالة فرانس برس إن ذلك "رسالة حزم، لتأكيد أنه لا مجال للخضوع للابتزاز". وأكد البيان أن "الاتحاد الأوربي يرفض ممارسة تركيا ضغوطا باستخدام المهاجرين لغايات سياسية. هذا الوضع على الحدود الخارجية للاتحاد الأوربي ليس مقبولا". ويضيف النص الذي كرر المصطلحات التي استخدمها وزراء داخلية الاتحاد الأوربي الأربعاء "لا يجب تشجيع المهاجرين على محاولة عبور الحدود بطريقة غير قانونية برا أو بحرا". وتابع "يذكر المجلس أنه ينتظر من تركيا أن تنفذ بشكل كامل أحكام الإعلان المشترك لعام 2016 تجاه جميع الدول الأعضاء". وينص الاتفاق على تقديم الاتحاد الأوربي دعما بقيمة 6 مليارات يورو لتمويل البرامج التي تنفذها المنظمات غير الحكومية لخدمة اللاجئين السوريين في تركيا. ومن اصل 6 مليارات، تم توفير 4,7 مليار صرف منها 3,2 مليار، وفق المفوضية. وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس أنه "من المتوقع تحويل مليار يورو إضافي إلى تركيا في إطار هذا الاتفاق". وتجهز المفوضية الأوربية مساعدة إضافية بقيمة 500 مليون يورو للاجئين السوريين في تركيا، علاوة على عدة اجراءات أخرى لتخفيف التوتر مع أنقرة، كما قال مصدر أوربي لوكالة فرانس برس الخميس.