أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، وقوع هجومات مسلحة متعددة شنتها، مساء أمس الاربعاء واستمرت حتى الفجر، فصائل مسلحة، واستهدفت جنوداً في جيش النظام السوري بمدينة إدلب، موقعةً قتلى من الطرفين. إلا أن المرصد السوري لحقوق الإنسان نفى وقوع هذه الهجمات العنيفة، معتبراً أن "ما يردده النظام وروسيا عن هجمات للنصرة غير دقيق وهو للتغطية على قصفهما لإدلب". وشدد المرصد على أن "الغارات الروسية قتلت العشرات وشردت الآلاف من ريفي إدلب وحلب"، مشيراً إلى نزوح 80 ألف شخص بسبب القصف. وبحسب روسيا، قُتل نحو 40 جندياً في جيش النظام السوري، بينما جُرِح 80 آخرون في الهجمات التي استهدفت مواقع لقوات الأسد في إدلب. كما أكدت روسيا مقتل 50 متشدداً وإصابة 90 آخرين بجروح، حسب تعبيرها. وأوضح الجيش الروسي أن "نحو 200 متشدد"، حسب وصفه، شنوا الهجوم مخترقين خطوط دفاع جيش النظام السوري. وأوضحت موسكو أن المهاجمين ينتمون لفصائل مختلفة، بينها "الحزب الإسلامي التركستاني" و"هيئة تحرير الشام" (التي كان اسمها "جبهة النصرة" من قبل، والتي كانت تتبع تنظيم القاعدة حتى عام 2016). وأردفت روسيا أن المسلحين كانوا مجهزين بشاحنات صغيرة وناقلات أفراد مدرعة ودبابات ومدافع ثقيلة. وأكدت روسيا أن المهاجمين باتوا يسيطرون الآن على منطقتين آهلتين بالسكان في إدلب. كما أعلن "مركز المصالحة الروسي" أن قوات النظام تركت مواقعها في منطقة تخفيض التصعيد في جنوب شرق إدلب نتيجة الهجوم. بدوره، أكد النظام السوري الهجوم. ونقلت قناة" الإخبارية السورية" التابعة للنظام عن مصدر عسكري قوله إن "جبهة النصرة" نفذته فجراً. كما ذكرت وكالة أنباء النظام السوري أن المسلحين فجروا عربات مفخخة لاختراق نقاط تمركز لجيش النظام في محافظة إدلب اليوم الخميس "تحت غطاء ناري كثيف". وأضافت أن المسلحين تمكنوا "عبر استخدام مختلف أنواع الأسلحة ومن ضمنها العربات المفخخة، وتحت غطاء ناري كثيف، من اختراق بعض نقاط تمركز الجيش التي أعادت انتشارها. وما تزال الاشتباكات مستمرة". وإدلب آخر منطقة لا تزال في قبضة فصائل معارضة، وفر مئات الآلاف من سكان المنطقة في الأسابيع القليلة الماضية وسط ضربات جوية كثيفة من القوات الروسية ومن النظام السوري. في سياق متصل، استمر جيش النظام السوري وروسيا بشن غارات على إدلب وحلب، ما أدى لمقتل عدد من المدنيين. وشن النظام غارات على مواقع المعارضة السورية في أطراف حلب الغربية. كما استهدفت طائراته بالرشاشات الثقيلة ريف إدلب. كما قُتل 3 مدنيين من عائلة واحدة في قصف روسي، مساء أمس الأربعاء، لجبل الزاوية جنوب إدلب. وأدى القصف الروسي أيضاً لمقتل 5 من عائلة واحدة في شرق إدلب. كما شنت الطائرات الحربية الروسية غارات جوية صباح اليوم على مناطق في شمال غرب مدينة حلب ومناطق أخرى بريف حلب الغربي.