حققت القوات النظامية السورية بغطاء جوي روسي تقدماً في ريف حماة وسط البلاد، في إطار العملية البرية الواسعة التي أطلقها منذ أيام ضد فصائل معارضة، تزامناً مع إعلان موسكو استهداف 55 هدفاً للجهاديين خلال 24 ساعة، في وقت شنت فصائل مقاتلة ليل الجمعة- السبت هجوماً مضاداً ضد «داعش» لاستعادة بلدات في ريف حلب خسرتها خلال اليومين الماضيين. وأكد الجيش الروسي السبت إصابة 55 «هدفاً» خلال غارات شنتها طائراته في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في سورية، كما جاء في بيان لوزارة الدفاع. وأوضحت الوزارة أن «الطيران الروسي نفذ 64 طلعة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة أصاب خلالها 55 هدفاً لتنظيم داعش في سورية»، مستخدمة تسمية رائجة للتنظيم. وقال الجيش إن هذه الضربات نفذت في محافظاتدمشق وحلب وحماة والرقة وإدلب ودمرت 29 معسكراً لتدريب «الإرهابيين» و23 موقعاً دفاعياً ومركزي قيادة ومخزناً للذخيرة، علماً أن «داعش» موجود في الرقة فقط. وقال البيان إنه «في المرحلة الأولى لعمليتنا، دمر طيراننا المراكز اللوجستية الرئيسية والأكبر حجماً لمجموعة داعش الإرهابية في سورية». وأضاف: «أدى هذا إلى خفض كبير في القدرات القتالية للمجموعات المسلحة وخفض في قدرتهم على التحرك وقدرتهم على شن هجمات». وتقول روسيا أن المقاتلين باتوا يعانون نقصاً في الأسلحة والذخيرة والوقود وهذا يؤدي إلى إحباط معنوياتهم ويجعلهم يتركون مواقعهم القتالية في شرق وشمال شرق البلاد. وفي اليوم الحادي عشر للتدخل الروسي الجوي، سيطر الجيش النظامي على قرية عطشان في ريف حماه الشمالي إثر معارك عنيفة مع فصائل إسلامية، وفق ما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان». ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري أن «وحدات من قواتنا تحكم سيطرتها على بلدة عطشان». وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس»: «تدور الاشتباكات حالياً في الأطراف الشمالية والشمالية الغربية للقرية وخصوصاً حول تل سكيك الواقعة بين عطشان وخان شيخون» في محافظة إدلب (شمال غرب). ومن شأن سيطرة الجيش السوري على تل سكيك أن تفتح الطريق أمامه إلى خان شيخون التي تسيطر عليها فصائل إسلامية منذ أيار (مايو) 2014 وتقع على الطريق الدولي بين دمشق وحلب. وفي إطار العملية البرية ذاتها، تتواصل اشتباكات عنيفة للسيطرة على التلال في ريف اللاذقية الشمالي بين الجيش النظامي و «حزب الله» من جهة و «جيش الفتح»، وهو عبارة عن تحالف من فصائل إسلامية تضم «جبهة النصرة» من جهة ثانية، وفق عبد الرحمن. وبدأ الجيش السوري منذ يومين، مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، عملية برية واسعة في مناطق في وسط وشمال غرب البلاد لا تواجد فيها لتنظيم «داعش». وفي ريف حلب الشمالي، نجحت «حركة أحرار الشام» ليلاً في استعادة بلدة تل سوسين من أيدي جهاديي التنظيم المتطرف، كما تدور اشتباكات للسيطرة على تل قراح المجاورة. والبلدتان تقعان على طريق استراتيجي يؤدي إلى تركيا، إحدى الداعمين الرئيسيين للفصائل المقاتلة. وكان تنظيم «داعش» حقق تقدماً في ريف حلب الشمالي ولم يعد يبعد سوى عشرة كيلومترات عن الأطراف الشمالية لمدينة حلب وثلاثة كيلومترات عن مواقع القوات الحكومية في منطقة الشيخ نجار الصناعية خارجها. ووفق «المرصد»، فإن التنظيم المتطرف «يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة». وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة بين قوات النظام والفصائل منذ صيف 2012. وتسيطر قوات النظام على غرب المدينة في حين تسيطر فصائل إسلامية وغيرها على الأحياء الأخرى. وفي ريف حلب الشمالي الشرقي، أفاد المرصد بأن انفجاراً هز مدينة الباب التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وهو «ناجم عن استهداف مصنع متفجرات ومستودع ذخيرة» للتنظيم عند أطراف المدينة. وقال عبد الرحمن إن سبب الانفجار ليس واضحاً حتى الآن، مشيراً إلى تحليق طائرات حربية في أجواء المنطقة وقتها. وعلى جبهة أخرى في ريف حلب الشرقي، تحدث «المرصد» عن اشتباكات ليل الجمعة السبت بين التنظيم المتطرف وقوات النظام التي تحاول التقدم في المنطقة وفك الحصار عن مطار كويرس العسكري. ويحاصر تنظيم «داعش» مطار كويرس منذ أيار (مايو) الماضي. ودخل النزاع السوري المتشعب الأطراف منعطفاً جديداً مع بدء روسيا شن ضربات جوية قالت إنها تستهدف «المجموعات الإرهابية»، في حين تعتبر دول غربية أن هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة. في شمال غربي البلاد، قال «المرصد»: «نفذت طائرات حربية روسية عدة غارات بعد منتصف ليل الجمعة– السبت، على مناطق في ريف اللاذقية الشمالي وسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط قرية كفردلبة بريف اللاذقية الشمالي، كذلك نفذت طائرات حربية يعتقد أنها روسية غارات على مناطق في جبل الأكراد بريف اللاذقية الشمالي. كما تعرضت صباح اليوم مناطق في بلدة سلمى بريف اللاذقية الشمالي، لقصف مكثف من قبل قوات النظام». على صعيد آخر، «لا تزال الاشتباكات مستمرة في منطقة تل القبع بالقطاع الشمالي في ريف القنيطرة، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة من جهة أخرى، وسط استمرار سقوط القذائف التي أطلقتها الفصائل الإسلامية على مناطق في مدينة البعث وبلدة خان أرنبة الخاضعتين لسيطرة قوات النظام، كذلك استهدفت الفصائل الإسلامية بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها في تل الشعار، وأنباء عن خسائر بشرية في صفوف الأخير»، وفق «المرصد»، الذي قال إن الطيران السوري شن غارات على شرق دمشق.