نددت الصين اليوم الثلاثاء بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو "المخالفة تماما للوقائع"، بعدما انتقد الأخير أمس الإثنين المطامع الإقليمية لبكين في منطقة القطب الشمالي، واتهمته بأن لديه "دوافع خفية خبيثة". وفي خطاب ألقاه الاثنين في فنلندا على هامش لقاء وزاري لدول مجلس القطب الشمالي، انتقد بومبيو أطماع الحكومة الصينية في هذه المنطقة الغنية بالموارد والفرص الاقتصادية. وقال الوزير الأميركي "إن السلوك العدواني للصين يعطينا فكرة عن طريقة تعاطيها مع منطقة القطب الشمالي"، رافضاً فكرة أن يكون لبكين أي حقوق في هذه المنطقة. وعند سؤاله عن موقف بومبيو، انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ بشكل لاذع خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء تصريحات الوزير الأميركي. وقال إن "هذه الانتقادات تتعارض تماماًَ مع الوقائع وتخفي خلفها دوافع خبيثة". وشدد شوانغ على أن الصين لا تقوم "بحسابات جيوسياسية ولا نحاول تشكيل دوائر صغيرة مغلقة أمام الآخرين"، في إشارة إلى المحاولات الأمريكية لاستبعاد الصين عن أي مسألة متعلقة بالقطب الشمالي. واتهم بومبيو الصين أيضاً بأنها تشجع على استخدام الديون والفساد كسلاح، وعلى القصور النوعي لاستثماراتها، وأيضًا على استغلال الموارد الطبيعية بدون قيود في المنطقة القطبية. وتابع المتحدث غينغ شوانغ أن "الصين شاركت دائماً بشؤون القطب الشمالي بموقف منفتح ومتعاون وهادف إلى تحقيق فائدة متبادلة". وأضاف "لن نتدخل بالشؤون المتعلقة حصرًا بالدول القطبية، لكننا لن نبقى على مسافة من المسائل المتعلقة بالقطب الشمالي التي لها تأثيرات إقليمية او تأثيرات تطاول الكوكب بكامله". والولايات المتحدةوروسيا عضوان في مجلس القطب الشمالي الذي يضم ثماني دول، لكن الصين تتمتع فقط بصفة مراقب. واستثمرت بكين بشكل كبير في المنطقة، حوالى 90 مليار دولار بين 2012 و2017 بحسب بومبيو، وتأمل في الاستفادة أيضاً من طريق الشمال. وهذه الطريق البحرية الواقعة شمال روسيا تختصر المسافة بين المحيطين الأطلسي والهادئ، ومع ذوبان الطبقة الجليدية، باتت هذه الطريق تستخدم أكثر فأكثر في الملاحة.