قصة طريق زراعي يبلغ طوله 100 كم، تخصص في حصد الأرواح، تحول من زراعي إلى طريق دولي يعج بالمسافرين، وسيارات النقل والشاحنات، في حركة مرورية كبيرة مزدحمة. قصص مؤلمة يشهدها طريق (الوجه - بدا - العلا) يشعر الجميع بصداها النازف، كان آخرها الحادث الأليم الذي أودى بحياة خمسة شبان في عمر الزهور، احتراقًا داخل سيارتهم، رحمهم الله جميعًا وأنزلهم منازل الشهداء، وألهم أهلهم الصبر والسلوان. والمؤسف أننا لم نسمع عن أي طرح أو مناقشة لإصلاح هذا الطريق الذي يفتقد لكثير من معايير السلامة من قبل وزارة النقل، لازدواجيته أو توسعته أو حتى اعتمادات مالية في الميزانية السابقة والقادمة، مما يعني استمراره في حصد الأرواح في ظل تجاهل بعض المسؤولين، وتخاذل الأعيان، وغياب الإعلام. حتى أصبح في كل حين له ضحية لسوء تنفيذه، وكثرة منحنياته الخطيرة، ووجود الإبل السائبة، والسيول الجارفة، والصيانة الغائبة، وانشغال الناس عنه في أمور الدنيا ما بين: أرض فضاء، ومزرعة جرداء و(هياط أغبياء).. وأصبح لا يخلو بيت إلا وفيه ضحيّة منه، فلا يوجد أحد إلا وله فقيد في أهله أو جاره أو حبيب أو عزيز لديه. فالطريق أصبح السير عليه تهتز له الأعصاب، وتدمى له القلوب، مخيفًا لكل من يسلكه ويرتاده، لما يخلفه من العاهات والمصائب، فالداخل فيه مفقود والخارج منه مولود. نرجو من المسؤولين عن هذا الطريق الخطير أن يرفقوا بِنَا في نزيف الأرواح، والأجسام، والأموال.. فإن في إصلاحه سلامة ونجاة لنا، وهو وإن كان ليس سهلاً لكنه غير مستحيل.