رفضت حركة السترات الصفراء «تقديمات» الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واعتبرت الخطاب الذي أدلى به مساء الاثنين، عن الإصلاح الاقتصادي غير مقنع. وأكدت أمس أنها ستواصل احتجاجاتها في العاصمة باريس ومدن أخرى حتى تلبية مطالبها، والتي تضم قائمة ب40 مطلبًا تم إرسالها في وقت سابق إلى وسائل الإعلام المحلية. وكان ماكرون أعلن رفع الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب على أصحاب المعاشات، مقدمًا تنازلات بعد أسابيع من احتجاجات شابتها في الغالب أعمال عنف ومثلت تحديًا لسلطته. وفي أول كلمة للشعب بعد أسوأ احتجاجات في فرنسا منذ سنوات، سعى ماكرون إلى استعادة الهدوء بعد اتهامات بأن أساليبه السياسية وسياساته الاقتصادية أدت إلى تصدع البلاد، وقال في كلمته التي بثت خلال وقت ذروة المشاهدة: «نريد فرنسا يعيش فيها المرء بكرامة من خلال عمله، وقد سرنا في هذا السبيل ببطء أكثر من اللازم، أطلب من الحكومة والبرلمان القيام بما هو ضروري». كما أعلن أن الحد الأدنى للأجور سيزيد 100 يورو شهريًا دون تكاليف إضافية على أصحاب العمل، وستلغى الزيادة الأخيرة على ضرائب التأمين الاجتماعي لأرباب المعاشات الذين يتقاضون أقل من ألفي يورو، لكنه أكد أنه سيلتزم بأجندته الإصلاحية ورفض إعادة فرض ضريبة على الثروة، وقال: «سنرد على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الملح بإجراءات قوية من خلال خفض الضرائب بشكل أسرع ومن خلال استمرار السيطرة على إنفاقنا ولكن دون التراجع عن سياستنا». من هي الحركة السترات الصفراء؟ هي حركة احتجاجات شعبيّة ظهرت في أيار/مايو 2018 ثم زادت شهرتها وقوّتها بحلول شهر تشرين الثاني/نوفمبر من نفسِ العام، حيثُ تمكنت من إشعال فتيل المظاهرات في فرنسا والتي انتشرت بسرعة إلى والونيا وبعض الأجزاء من دولة بلجيكا، وهولندا. لماذا يرتدي أعضاؤها سترات صفراء؟ اختارت الحركة السترة الصفراء كرمزٍ مُميّز لها باعتبار أنّ القانون الفرنسي يفرضُ منذ عام 2008 على جميع سائقي السيارات حمل سُترات صفراء داخل سياراتهم عند القيادة كإجراء وقائي حتى يظهر للعيان في حالة ما اضطر السائق لسبب ما للخروج من السيارة والانتظار على جنبات الطريق. خرجت حركة السترات الصفراء في البداية للتنديد بارتفاع أسعار الوقود وكذا ارتفاع تكاليف المعيشة ثم امتدت مطالِبها لتشملَ اسقاط الإصلاحات الضريبية التي سنّتها الحُكومة والتي ترى الحركة أنّها تستنزفُ الطبقتين العاملة والمتوسطة فيما تُقوّي الطبقة الغنيّة.