رفضت حركة السترات الصفراء "تقديمات" الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واعتبرت الخطاب الذي أدلى به مساء الاثنين، عن الإصلاح الاقتصادي غير مقنع. وأكدت اليوم أنها ستواصل احتجاجاتها في العاصمة باريس ومدن أخرى حتى تلبية مطالبها، والتي تضم قائمة ب40 مطلبًا تم إرسالها في وقت سابق إلى وسائل الإعلام المحلية. وكان ماكرون أعلن رفع الحد الأدنى للأجور وخفض الضرائب على أصحاب المعاشات، مقدمًا تنازلات بعد أسابيع من احتجاجات شابتها في الغالب أعمال عنف ومثلت تحديًا لسلطته. وفي أول كلمة للشعب بعد أسوأ احتجاجات في فرنسا منذ سنوات، سعى ماكرون إلى استعادة الهدوء بعد اتهامات بأن أساليبه السياسية وسياساته الاقتصادية أدت إلى تصدع البلاد، وقال في كلمته التي بثت خلال وقت ذروة المشاهدة: "نريد فرنسا يعيش فيها المرء بكرامة من خلال عمله، وقد سرنا في هذا السبيل ببطء أكثر من اللازم، أطلب من الحكومة والبرلمان القيام بما هو ضروري". كما أعلن أن الحد الأدنى للأجور سيزيد 100 يورو شهريًا دون تكاليف إضافية على أصحاب العمل، وستلغى الزيادة الأخيرة على ضرائب التأمين الاجتماعي لأرباب المعاشات الذين يتقاضون أقل من ألفي يورو، لكنه أكد أنه سيلتزم بأجندته الإصلاحية ورفض إعادة فرض ضريبة على الثروة، وقال: "سنرد على الوضع الاقتصادي والاجتماعي الملح بإجراءات قوية من خلال خفض الضرائب بشكل أسرع ومن خلال استمرار السيطرة على إنفاقنا ولكن دون التراجع عن سياستنا". سالفيني: ماكرون "صنيعة مختبر" أعلن ماتيو سالفيني الرجل القوي في الحكومة الايطالية وزعيم اليمين المتطرف أن أزمة "السترات الصفراء" تظهر أن الفرنسيين أدركوا أن رئيسهم إيمانويل ماكرون كان "صنيعة مختبر" للحفاظ على النظام القائم، وقال سالفيني: "يبدو لي مؤكدًا أن ماكرون كان صنيعة مختبر تم اختراعه لمنع التغيير الوحيد الذي كان يرتسم في الأفق"، من دون أن يشير علنا إلى حليفته الفرنسية مارين لوبن. وتابع سالفيني: "أفهم جيدًا الدوافع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تقف وراء حركةٍ آمل بأن تحقق أهدافًا ملموسة"، مع تنديده ب"أي شكل من العنف". لكنه قال أيضًا: "حين يرشق قوات الأمن بزجاجات حارقة، أقف إلى جانب قوات الأمن".