* مِن المبادئ والثَّوابِت التي قامت عليها المملكة العربية السعودية في عصرها الحديث اتخاذها ل(كتاب الله تعالى، ولسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم) شِرعَة لها ومنهَاجَاً؛ فمنهما تَأتي قوانينها وأنظمتها، وأحكام قضائها؛ ولذا فهي حريصة على تطبيق العدالة في مختلف القضايا، ومع المُدَانِين أياً كانوا. * ومن تلك المنطلقات وبناءً عليها تتعامل في شتى الأحداث ومع الجميع دون استثناء، فالعدل هو الأساس والعنوان البارز والعريض حتى مع أولئك الذين مارسوا معارضةَ قيادتها وسياساتها عَلانِيَة أو خِفْية، حيث لم تُحَاول المساس بحياتهم؛ وصَفَحَات الماضي والحاضر فيها خير الشّوَاهِد. * وفي حادثة الأستاذ جمال خاشقجي رحمه الله عز وجل؛ ولأن المملكة ليس عندها ما تُخفيه فقد أكدت حرصها على الوصول للحقيقة في تلك الأزمَة، وهو ما تمّ بالفِعْل من خلال مساهمتها وشراكتها الفَاعِلة مع الجانب التّركي في ميدان التحقيقات، التي أعلنت بعدها وبشفافية واضحة وَفَاة مواطنها الأستاذ خاشقجي -غفر الله له- داخِل قنصليتها في اسطنبول، مضيفة بأنها ستلاحِق وتعاقب الجُنَاة الذين قاموا بسلوكٍ فَردي لا يُمَثّل المملكة قِيَادةً وشَعْبَاً. * فَعلتْ المملكة ذلك دون أن تخضع للابتزاز أو التهديدات، ورغم ما أحاط بها من مَوجات قَاسِيّة ورياح عاتِيّة من التحديات والضّغوطات، ودون أن تتأثر بتلك الحملات الإعلامية الكبيرة التي استغلت الحادثة للإساءة لها وتشويه صورتها، فالسعودية في كلِّ أحوالها تَنحَاز للحقيقة فقط. * أخيراً قضية الإعلامي جمال خاشقجي أسكنه الله فسيح جناته أمَاطت اللثَام عن أعداء الوطن وأولئك المرتزقَة الذين لا هَمّ لهم إلا العمل على هزيمته، والبحث عن تمزيق وحْدة مُوَاطِنِيْه، لكنهم جَرّوا أذيال الخيبة؛ فالسُّعُودِيّون بصموا عبر مختلف وسائل الإعلام ومواقع التواصل الحديثة عن انتمائهم لوطنهم، وتلاحمهم الفريد مع قيَادته، وتجديدهم البيعة ل(سلمان الحَزم، وولي عهده محمد المجد)؛ ليأتي التأكيد على شموخ المملكة التي ستبقى هامتها مُعَانِقَة للسماء.