الرياض - الوئام فجأة وقبل ساعات من إعلان السلطات الرسمية التركية اختفاء المواطن السعودي الإعلامي جمال خاشقجي، كانت أبواق الدوحة وأذرعها الإعلامية جاهزة بالمنشورات والمواد المعلبة، لإطلاقها على مواقع التواصل الاجتماعي في حملة شرسة لمحاولة النيل بالزيف من المملكة العربية السعودية. التنسيق الإعلامي الذي قادته قناة الجزيرة بوق الإخوان في تركيا سرعان ما بدا الهدف منه واضحا بعد كم الروايات المتناقضة، والأكاذيب التي صيغت بطريقة درامية عن اختفاء المواطن السعودي الإعلامي جمال خاشقجي. في 2 أكتوبر نشرت الجزيرة عبر موقعها تقريرا نقلا عن مراسلها أن الشرطة التركية تحققت من كاميرات المراقبة التي أظهرت أن المواطن السعودي جمال خاشقجي غادر مبنى القنصلية السعودية في اسطنبول بالفعل بعد 20 دقيقة من دخوله، وأن أفراد الشرطة التركية تحققوا داخل مبنى القنصلية السعودية ولم يجدوا شيئا. لكن سرعان ما ناقضت الجزيرة وما تبعها من أبواق الدوحة الإعلامية الرواية، بإنتاج تقارير ومواد وفيديوهات تشير إلى روايات مزيفة أبطالها قيادات إخوانية موجودة في تركيا لعدم خروج المواطن السعودي جمال خاشقجي من مبنى القنصلية السعودية واختفائه بعد دخوله، ثم سرعان ما سيقت مزيد من الروايات السينمائية أبرزها بأن أنفاق تم حفرها سرا تحت القنصلية نقل عبرها خاشقجي إلى المطار ثم أتبعتها رواية ثالثة بأن خاشقجي تم نقله عبر سيارة دبلوماسية إلى المطار وتم ترحيله إلى المملكة بتواطؤ من موظفين أتراك موالين لجولن، ثم الرواية الأبرز نقلا عن خطيبة خاشقجي المزعومة خديجة والتي تعتقد أنه تم إخراجه إلى مكان آخر خارج القنصلية وليس خارج اسطنبول. كل تلك الروايات والتناول المتناقض لقضية خاشقجي لا يبرز فقط الدور الواضح للإعلام المعادي للمملكة العربية السعودية، إنما يكشف النوايا الخفية لممولي تلك الحملة والدافعين بها منذ البداية، وبالطبع ليس قضية خاشقجي في حد ذاتها، بقدر السعي وراء تشويه المملكة العربية السعودية. لكن السعودية علقت على مزاعم اختفاء وقتل خاشقجي بكلام واضح وصريح ومتزن دون الدخول في وحول الاعلام القطري ، فقد أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ان الحكومة السعودية حريصة جدا على معرفة دوافع اختفاء خاشقجي معربا عن استعداد بلاده السماح للسلطات التركية بتفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول. وفي مقابلة خاصة مع وكالة "بلومبرج" الأمريكية، قال ولي العهد السعودي إن "المبنى يعد منطقة سيادية، لكننا سنسمح لهم بالدخول والبحث والقيام بكل ما يريدونه، في حال طلبوا ذلك، فسنسمح لهم قطعا بالقيام به، فليس لدينا ما نخفيه"، وأشار إلى أنه سمع شائعات حول ما حدث، وأن المحادثات مستمرة مع الحكومة التركية لمعرفة حقيقة الأمر. وفي خطوة ربما تكون مخالفة للأعراف الدبلوماسية، لكن حرص السعودية على كشف الزيف وتوضيح الحقائق، والقلق من اختفاء خاشقجي دفع حكومة السعودية لفتح باب قنصليتها للإعلام؛ سعيا منها لبذل الجهود كافة؛ لكي تتكاتف الجهود للبحث عن للمواطن المفقود بعد خروجه من القنصلية. ورحبت المملكة العربية السعودية بموافقة تركيا على تشكيل فريق عمل مشترك، لبحث اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي. وبحسب وكالة الأنباء السعودية، رحب مصدر سعودي مسؤول بما أعلنته الجمهورية التركية، عن تجاوبها مع طلب المملكة العربية السعودية بتشكيل فريق عمل مشترك، يجمع المختصين في البلدين الشقيقين، للكشف عن ملابسات اختفاء المواطن السعودي جمال بن أحمد بن حمزة خاشقجي، في مدينة إسطنبول بالجمهورية التركية. وثمن المصدر الخطوة، والتي وصفها بالإيجابية، مؤكدا ثقته التامة بقدرة فريق العمل المشترك وتعاون عناصره على القيام بالمهام المناطة به على أكمل وجه إن شاء الله، وأكد المصدر حرص المملكة على أمن وسلامة مواطنيها أينما كانوا.