* (هل مَن يدّعي الحُبَّ يسلب مدينته هيبتها؟ وهل يتفق الحُبّ مع استباحة الحرمة وتشويه الجمال؟ فمحافظة جدّة فيها «60 حيًّا عشوائيًّا، و80 % من مبانيها مخالفة للأنظمة والتعليمات»، وبها «58 ألف حفرة» يجب إغلاقها هذا العام فقط، و»90 ألف بيارة مفتوحة»؛ بسبب الإهمال، وهناك المستنقعات، والبعوض الذي يحملُ حُمَّى الضَنَك، بدلًا من حُمَّى المحبة والوَجْد.. «مدينة جدّة» تُصارع الذين يعتدون على أراضيها، وتحاول الدفاع عن نفسها ممن قطّعوا ثوبها، ورقّعوه بالورش والبقالات العشوائية، وهي لم تلتزم لا بكُودٍ عالمي أو كُودٍ سعودي...)، تلك مقتطفات من كلمة «معالي أمين محافظ جدّة الجديد الأستاذ صالح التركي»، التي ألقاها في ورشة عمل حول الهوية الحضارية والمعمارية لتلك المدينة الساحلية. * كلمات (الأمين تلك) لم تكن للاستهلاك الإعلامي؛ فخلال أقل من (24 ساعة) منها كانت أدوات ومركبات «الأمانة» تُزيل سُورًا في «أُبْحُر الشمالية» يقع قرب دوّار الجَمَل كان يحجب البحر عن عشّاقه لأكثر من 20 عامًا. * وهنا شكرًا جدًّا وأبدًا ل(معالي الأمين) على جهوده ومبادراته، وعلى أنه أتْبَع الأقوال بالأفعال، والحروف النظرية بالممارسات التطبيقية، والشكر له على صراحته وشَفَافِيته في وصف واقع مؤلم وقاسٍ لمدينة كانت تُعرف ذَاتَ زمَن بأنها عروس البحر الأحمر. * وهنا تلك الحال المتردية ل»جدّة» -بحسب معالي أمينها- والعبث بأراضيها وتشويه هويتها، رغم تلك المليارات التي أنفقتها وتنفقها الدولة سنويًّا لتنميتها وتطويرها، تُنادي بمحاسبة الأمناء السابقين عن سكوتهم وتستّرهم على تلك التجاوزات، وعدم مواجهتهم لصور الفساد؛ فمَا فَات بالتأكيد لم يَمُت، ولاسيما ووطننا يعيش في عهد الحزم والعزم في محاربة كل أشكال الفساد، تلك الحرب التي لم ولَن تستثني أحدًا كَائِنًا مَن كَان.