مدينة جدة كانت على موعد هام في الأسبوع الماضي مع ورشة عمل الهوية الحضارية والطابع المعماري والتي كانت برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وقد ألقى معالي أمين محافظة جدة صالح بن علي التركي كلمة في تلك الورشة لم تكن تقليدية بل اتسمت بالشفافية والمصداقية والصراحة كما تضمنت العديد من الانتقادات للواقع المعاصر الذي تعيشه المدينة والحالة الحرجة التي وصلت اليها مما ساهم في انتشارتلك الكلمة عبر العديد من وسائل التواصل الاجتماعية. مما تضمنته كلمة معالي أمين محافظة جدة «هل نحن نحب جدة فعلاً؟ هل نزينها ونحافظ على هويتها وعلى مواطن الجمال فيها؟ من تجربتي البسيطة كلنا يدعي حبًا ووصلاً بجدة، ولكن هل لمن يدعي الحب أن يسلب مدينته هيبتها؟ هل يتفق الحب مع استباحة الحرمة وتشويه الجمال؟ جدة اليوم فيها ما لا يقل عن 60 حيًا عشوائيًا، 80% من مبانيها مخالفة للأنظمة والتعليمات، بها 850 ألف حفرة يجب علينا اغلاقها هذا العام فقط، ومنها 90 ألف بيارة مفتوحة إهمالاً ممن يعمل في هذه المدينة، المستنقعات والبعوض يغزو جدة دون اهتمام حاملاً حمى الضنك بدلاً من حمى المحبة والوجد، جدة أيها الحضور الكريم تصارع محبيها الذين يعتدون على أراضيها، وجدة تحاول أن تدافع عن نفسها ممن قطعوا ثوبها ورقعوه بالورش والبقالات العشوائية وفرشات الخضار حتى غلبت الرقع على ما تبقى من الثوب، إن جدة لم تلتزم لا بكود عالمي ولا بكود سعودي في تخطيطها، المدينة الوحيدة في السعودية التي لم تلتزم بأي أنظمة صادرة من السعودية». كل تلك الانتقادات التي تضمنت كلمة معاليه يعاني منها معظم سكان مدينة جدة وأنا على ثقة بأن هؤلاء السكان يحبون مدينتهم وهم على أتم الاستعداد أن يضعوا أيديهم في يدي معالي الأمين للمضي في معالجة الوضع والقضاء على مظاهر القبح والتشويه والعشوائية وجرائم الاعتداء على الأراضي لتعود لهم مدينتهم جميلة، كما إنهم سيحرصوا على دعم النظم الجديدة للأمانة والمتمثلة في القضاء على المخالفات وهذا ما تم عندما باشرت الأمانة بالفعل تلك الإجراءات الجديدة ميدانيًا وأزالت الأسوار المخالفة بقرب دوار الجمل بمنطقة أبحر والذي كان يحرم سكان جدة من رؤية الكورنيش في تلك المنطقة لسنوات عديدة. أهالي جدة استبشروا بمضمون كلمة معالي الأمين كما استبشروا بالإجراءات المزيلة للمخالفات متمنين أن تعود مدينتهم عروسًا جميلة وأن تعود هويتها الحقيقية لها وأن تلبس ذلك الثوب الجميل والذي يليق بها كعروس للبحر الأحمر.