الابتزاز بالكلمات حكاية تتكرر من خلال أولئك اللصوص الذين يلعبون ويتلاعبون ويكسبون ويتاجرون مستغلين الأحداث ليقتاتوا عليها ، هؤلاء يكونون معك حين تكون يدك في أفواههم وجيوبهم وبمجرد أن ينتهي الوقود يتغيرون ويغيرون لغتهم فيتحولون ضدك ويتحدثون عنك وكأنهم لا يعرفونك أبداً وكأنك لم تكن يوماً الصديق الحبيب القريب لتصبح البعيد عن مداراتهم ،هؤلاء هم أسوأ خلق الله وهؤلاء هم الخطر الحقيقي الذي علينا أن نتنبه له ونتعامل معه بطريقتهم وبلؤمهم، والأجمل من كل هذا هو أن نتركهم يعيشون في عالمهم بعيداً عنا،لأن مثل هؤلاء لا قيمة لهم ،وبمعنى أصح أن العالم أصبح يعرفهم بأسمائهم كما يعرف عنهم صفاتهم أكثر مما يعرفونها هم عن أنفسهم!. وكم هو مضحك أن ترى الرجل الذي كنت تحسبه أخاك وصديقك يتحول إلى عدوك، وكثيرة هي الأسماء والوجوه الكالحة التي باتت تستغل اللحظة وتتعامل مع الأزمات بروح لا هم لها سوى أن تقتات على حساب الأزمات ...،،، وبالأمس كنت أتابع أحد الرجال الذين أعرفهم في حوار بلا قيود مع الإعلامية ثريا قنديل وعلى قناة ال « بي بي سي « وقتها قررت أن أتابعه بحرص وحين وصل إلى قوله عن أن بلدي لا تملك سوى « المصاري « ،قلت في نفسي يا له من جاحد وبلدي هي التي صنعت منه نجماً، بلدي التي تملك الإنسانية والكرامة، كما تملك القوة الرادعة ، كما تملك الإرادة والتأثير والحكمة والمكانة التي يعرفها العالم كله عنها ، كما تملك الشهامة والشجاعة تحت كل الظروف، كما تملك شعباً نبيلاً يموت دون أرضه وقيادته وهو يثق بأن الممات شهادة وأن الحياة سلامة وكرامة ...،،، ( خاتمة الهمزة) ... اقفلوا الأبواب كلها أمام كل الوجوه الكالحة وتجار الكلام ... وهي خاتمتي ودمتم.